Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 17/04/2013 Issue 14811 14811 الاربعاء 07 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لقيط بن يعمر الإيادي شاعر جاهلي فحل من أهل الحيرة، كان يحسن الفارسية، واتصل بكسرى سابور، وأصبح من كتابه والمطلعين على أسرار دولته، بل كان في مقدمة مترجميه. علم لقيط أن كسرى سيوجه جيشاً قوياً لغزو قبيلة إياد التي ينتمي إليها الشاعر لقيط؛ فثارت حمية هذا الشاعر العربي، وأرسل لقومه قصيدة مشهورة، تُعتبر من درر الشعر، ينذرهم بأن كسرى سيدمرهم، وكان فيها تحذير شديد لهم، وشحذ لهممهم؛ ليدافعوا عن أنفسهم. ومنها قوله:

يا أيها الراكب المزجي مطيته

إلى الجزيرة مرتاداً ومنتجعا

أبلغ إياداً وخلل في سراتهم

أني أرى الرأي إن لم أُعصَ قد نصعا

يا لهف نفسي إذا كانت أموركم

شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا

إلى أن قال:

قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم

ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا

إلى أن قال:

مالي أراكم نياماً في بلهنية

وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا

واختتمها بقوله:

لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل

فاستيقظوا إن خير العلم ما نفعا

لقد وصلت القصيدة إلى قومه، واستعدوا، وهزموا الفرس شر هزيمة؛ ما أثار غضب كسرى، الذي عرف بالأمر؛ لأن القصيدة قد وصلت إليه، وأمر بقطع لسان لقيط، وخلع عينيه، وتركه مع مجموعة من الفيلة التي سحقته، ومات لقيط، ونجت قبيلته؟!

ومن عجائب الأمور أن تلك الحال التي كانت عليها إياد، ووصفها لقيط، وحذر قومه منها، تشبه إلى حد كبير حال الأمة الآن، التي يتهددها الأعداء من كل حدب وصوب.

وبما أن للشعراء دوراً بارزاً منذ أقدم العصور حتى الآن فإنه يحق لنا أن نحذر الأمة ونقول:

تنبهوا ما هي دعايات وأوهام

انهض وخل النوم يا عابد النوم

ونقول أيضاً:

دار بغير سلاح ورجال وإيمان

تذهب ويذهب شعبها ذيهبانه

ما ضل به في عالم اليوم صدقان

صديقك اللي ما يخون الأمانه

ونحذِّر من الفتن:

الفتن في ها الزمن شر وشريرة

ما دخل في بطنها صار بظهرها

ونحذر من التطرف:

التطرف جارنا الله من سعيره

بذرة لا بارك الله من بذرها

وعن الشباب:

شبابنا لا يذهب الوقت ملهاه

داروا على النعمة وكونوا معاها

ونقول لكل امرأة:

أنت بدار ما تعرف الرذيلة

ما فيه لا مرقص ولا فيه ملها

ونحذر الجميع:

يا أهل الوفا لا يذهب المجد غيلة

تمسكوا بالمكرمات ومثلها

ونحذر من التفرق والتعصب والظلم:

لا للتعصب ولا للظلم وجناته

لا للجهل والتنابز في عقيدتنا

ونحذر من معارضة الشرع ونحث على التمسك بما يصدر من أهل العلم:

العلم له هيئته واسأل رجالاته

وفوضى الفتاوى تعارض مع شريعتنا

من عارض الشرع ما نسمع لغلطانه

ومن جنب الحق لا يحلم بصحبتنا

نعم، إن شاعراً ينتمي إلى أمته لا يريد لأمته أن تنصرف إلى حياة الترف، بل يريدها بكل اقتدار أن تأخذ أهبة الاستعداد لصد أي صولة من أي مكان. والله الهادي.

رسالة لقيط إلى قبيلته
مهدي العبار العنزي

مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة