Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 18/04/2013 Issue 14812 14812 الخميس 08 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

استوقفني خبر طريف بعنوان (سفير تايوان لدى المملكة العربية السعودية يدح في الجنادرية) ومفاده مشاركة السفير لفرقة الدحة الجوفية ببيت الشَّعر أثناء زيارته لمهرجان الجنادرية 28, حيث أشاد بما يقدَّم به من عروض فلكلورية ورقصات شعبية وقصيد!! وأرجو أن لا تكون إشادته (تايوانية) فحسب!! ويمكن أن نفهم ونقدّر إعجابه بالرقصات، ولكن إعجابه بالقصيد الشعبي، يستوقفنا!!

ولعلي أطلق لنفسي عنان الخيال ليسافر بي إلى مطار تايبيه عاصمة تايوان، وهناك أشاهد حالة من الصخب والجلبة، فبهو المطار يزدحم بثلة من شبابنا ينالون حفاوة وترحيباً، ثم ما يلبثون باستعراض مهاراتهم الصناعية وبراعتهم التقنية التي تفوق الصناعة التايوانية، فزيارتهم لتلك البلاد بهدف استثمار أفكارهم العلمية والتكنولوجية لتطبيقها هناك، وبحث الشراكات الاقتصادية، حيث تنقصهم الأيدي العاملة فحسب!!

ويبدو أن المفاعلات النووية في كوريا الشمالية التي تهدد أمريكا العظمى ما زالت تلقي بظلالها على مشاعري حتى لو انتقدتها أو شجبتها أو استنكرتها! أو أن الغيرة قد أكلت قلبي وأنا أرى كثيراً من الدول منشغلة بالتنمية وتطوير التقنية وإيجاد بدائل للنفط التقليدي، أو أقرأ عن تلك التي تسخر بشبابنا الكسول وتتحدى قرارات الترحيل لجالياتهم بحجة عدم قدرتنا على الاستغناء عنها في بلادنا!

أتحسر حقاً على بعض شبابنا ممن يمارسون الدحة والعرضة كل وقت وليس في المهرجانات والمواسم فقط! وقد تكون هذه الفئة أفضل حالاً من آخرين أجسادهم مترهلة بالدهون والسمنة فلا يهوى أحدهم إلا التسدّح بالاستراحات والتسكّع بالمقاهي، وهؤلاء أفضل وضعاً ممن يمارسون التفحيط وإزعاج خلق الله وإلقاء أرواحهم وغيرهم في التهلكة!!

أتمزق غيضاً ممن يعارض برامج السعودة وتوطين الوظائف، ويحارب عمل المرأة في البيع داخل محلات نظيفة ومكيَّفة حتى لو كان فيه حفظ لكرامتها واستغناء عن وافد، ويأتي رفضه إما بهدف التستر أو لرخص تلك الأيدي من العمالة الرديئة! وأبكي أسفاً على مخرجات التعليم، وأتبدد قهراً ممن يقف في وجه البرنامج الوطني (قياس) الذي يحدّد كفاءة طلابنا للقبول في الجامعات أو انخراط الموظفين في العمل وهو يصب في المصلحة الوطنية، حيث الاعتماد على الكيف والكفاءة والجودة والجدية وليس الكم مع الرداءة والتسيّب والإهمال!!

وحين تنتابي الغيرة على وطني مقارنة بوضع الدول المتقدمة، ويتملّكني القهر من سلوك بعض شبابنا غير المبالي؛ فإني لست بدعاً من الخلق، بل هناك كثير مثلي - ويفوقونني - من المواطنين المخلصين المحبين لوطنهم، المتطلعين لإنتاج سواعد شباب يَحسُن بهم بناء وطنهم والاستغناء عن الوافدين، ومن ثم يحق لهم أن يرقصوا ويدحوا على أن لا يطيلوا السهر، حيث ينتظرهم صباح مشرق بالعمل، مشمس بعطائهم!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
الدحة التايوانية!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة