Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 18/04/2013 Issue 14812 14812 الخميس 08 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

إذا كانت التُهم الموجهة للرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، هي قتل المتظاهرين، فمن العدل أن تتم محاكمة النظام الإخواني الحالي بنفس التهمة. ومن يُشكك في هذه المعلومة أو يحاول طمسها، فبإمكانه العودة إلى سجلات جريدة الوفد، التي تضع على صفحتها الأخيرة جدولًا توضيحيًا لأسماء القتلى وأماكن استشهادهم في عهد الدكتور محمد مرسي!

ما حدث في مصر قبل أيام، هو صدور قرار من المحكمة بإخلاء سبيل محمد حسني مبارك، ما لم يكن متورطًا في قضايا أخرى! وبرؤية شخصية أعتقد أن سير المحاكمة من البداية لم يظهر بشكل حضاري مطلقًا، إذ إن مشهد ذلك الرجل المسن الذي يحمله عدد من أفراد الشرطة إلى حيث قفص الاتهام داخل المحكمة، لم يكن إنسانيًا مطلقًا، على الأقل في التعامل مع كبار السن بغض النظر عن كونه رئيسا سابقا ومقامه وما فعله لوطنه على مدى أكثر من ثلاثين عامًا مليئة بالنجاحات والإخفاقات.

كان بإمكان الرئيس المصري السابق أن يختصر كل هذه المشاهد، وينجو بنفسه من كل هذه الاهانات بالسفر إلى أي دولة ترحب به، والمستجير في أحكام ديننا الإسلامي، وأعراف عروبتنا لا بد أن يُجار، لكن مبارك، الذي حقن دماء شعبه وتنحى عن الحكم في مدة قصيرة جدًا، اختار أن يبقى على أرض وطنه ويُدفن تحت ترابها، ولا أظنه عندما اختار هذا قد توقع أو خطر على باله، أن شعب الكنانة «المصري الأصيل» سيجور عليه باسم العدالة والديموقراطية! فالمصري الأصيل -الجدع- هو من يقدم نفسه وروحه لابن بلده، وهو الذي يقاسمه أفراحه وأتراحه، وهو لأنه أصيل يعرف «الأصول»، وما كان من الأصلاء إلا تدشين حملة تابعتها على الإنترنت بعنوان: (إحنا آسفين يا ريس) فلو كان هؤلاء قد توقعوا وقتها أن ثورة الشباب ستسرق، وسيجني ثمارها الإخوان المسلمون، لما خرج مصري واحد إلى ميدان التحرير، ولما فكر هؤلاء الشباب بفتح أبواب النار على النظام السابق وإزالته كما حدث، لأجل المستقبل والحياة والرؤية البعيدة حيث يبحث الإنسان المصري، الذي فوجئ بأوضاع جديدة لم تخطر على باله، ودخل في تشابكات جديدة عليه، ليجد نفسه لم يخرج من أزمة، بل دخل في أزمة مضاعفة!

فها هو حكم الإخوان المسلمين سيُكمل عامه الأول، والأجواء المصرية في اضطرابات أشد من مرحلة الثورة الأولى، وها هم الإخوان يُلقون بكل فشلهم على حُراس مبارك القدماء، فتجد أبسط الناس في مصر يعلل لك الفشل الذريع على أكتاف الحرس القديم، مع أن الواقع لا يقول سوى أن مبارك خرج وترك مقعده بكامل إرادته طاويًا خلفه صفحة لن تعود، وبهذه القناعة مضى كل في طريقه، وحكم الإخوان المسلمين لن ينجح لسبب بسيط، هو أن الدين الإسلامي لن يسمح لنفسه أن يكون «أداة» للعزف على أوتار العاطفة الدينية لتحقيق مآرب دنيوية، فالدين أسمى، وأرقى، وأنقى، من مقاعد الدنيا. مع ذلك تظل التجربة المصرية الجديدة درسًا لكل الشعوب العربية، لكنه الأقسى على المصريين!

www.salmogren.net

مطر الكلمات
تضاعف الأزمة المصرية!
سمر المقرن

سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة