Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 18/04/2013 Issue 14812 14812 الخميس 08 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في محاضرة خلال الاحتفال بيوم التراث العمراني:
الرياض تشهد حالة من الثراء التراثي الحضري وجهود الأمير سلمان تواصلت على مدة ستة عقود

رجوع

الرياض تشهد حالة من الثراء التراثي الحضري وجهود الأمير سلمان تواصلت على مدة ستة عقود

الجزيرة - المحليات:

ألقى المهندس إبراهيم السلطان رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينه الرياض محاضره خلال فعاليه الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي احتفلت به المملكة.

وقال:

أتشرف أن أعرض لبعض ملامح عناية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بالتراث العمراني لمدينة الرياض. من خلال ما تشرفت به وبقية الزملاء في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، من العمل تحت قيادة سموه. وهي تجربة ثرية تستحق الاستعراض والاستفادة منها، لما كان لها من دور كبير في تأصيل رؤيتنا للتراث، وأهميته، والتمرس في تطوير البرامج التنفيذية لخدمته.

وأضاف:

تشهد الرياض بحمد الله حالة من الثراء التراثي الحضري، تتبدى ملامحها في طيف واسع من المشاريع، والفعاليات، والمؤسسات العاملة في هذا القطاع. ونحن نرى اليوم جهودا كبيرة من التطوير لعدد من المواقع والمنشآت التراثية قامت على أسس تخطيطية، وبرامج تنفيذية. كما تتميز بعض منشآت المدينة الحضرية بعمارتها المستلهمة من التراث والهوية الثقافية المحلية. إضافة وجود عدد من المؤسسات المعنية بالتراث العمراني، تخطيطاً، وتوثيقاً، وتطويراً وتفعيلاً. وقبل هذا كله أصبح التراث العمراني للمدينة بفضل الله أحد محاور التطوير في المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض الذي يقود التنمية المستقبلية للمدينة.

خلف هذه الإنجاز التراثي الحضري الذي حباه الله مدينة الرياض تكمن جهود الأمير سلمان، التي تواصلت على مدة ستة عقود، كانت حافلة بالكثير من الإنجازات، وتحققت فيها العديد من المكتسبات الاستراتيجية للمدينة في مختلف قطاعات التنمية الحضرية عموما، والتنمية التراثية خصوصا.

العناية الفائقة، والخدمة المتفانية التي حظي بها التراث العمراني من لدن سمو الأمير سلمان تأخذ أبعادا متعددة، تشمل: الرؤى والتصورات، والخطط والاستراتيجيات، والبرامج التنفيذية، والدعم المتواصل لكل ما من شأنه تطوير تراث المدينة وتوظيفه لخدمة الإنسان والارتقاء بثقافته وقيمه. ولتحقيق الفائدة فإنني أجمل ملامح هذه العناية ضمن عدد من المحاور البارزة التي ميزت جهود سموه المباركة في خدمة تراث المدينة العمراني.

ومضى المهندس السلطان في كلمته يقول:

يكمن أبرز هذه المحاور وأهمها في النظرة الثاقبة لسموه - حفظه الله - للتراث كناتج لثقافة الإنسان، ومعبر عن عقيدته، وبناء عليه تتجاوز عناية سموه بالتراث الجوانب المعمارية البحتة إلى ضرورة توظيفه في خدمة الإنسان. كان حفظه الله يؤكد على دور المشاريع التراثية الأساسي في خدمة الإنسان، وبناء ثقافته، وتأسيس قيمه الوطنية. وأن تكون هذه المآثر التراثية قطاعا فعَّالا في خدمة اقتصاد البلاد. وأن تكون وسيلة فعالة لدى المؤسسات التربوية في بِناء أجيال المستقبل، والتفاني في خدمة دينهم، وتأصيل انتمائهم لوطنهم. كانت هذه النظرة العميقة خير حافز وموجه لجميع المشاريع التراثية في أهدافها، وتخطيط عمرانها، وتصميم منشآتها وبرامجها التشغيلية.

كما تتمثل عناية سموه بالتراث في حرصه الشديد، ونظرته الثاقبة في استدامة العناية بالتراث العمراني عبر الأداء المؤسسي، والعمل الممنهج، والمشاريع التنفيذية، التي توفر الخطط، والمرجعيات، والمشاريع التنفيذية. لقد كان سموه حفظه الله مؤسساً وداعماً للمؤسسات المعنية بالتراث أو المعتنية به: كدارة الملك عبد العزيز، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ومكتبة الملك فهد الوطنية. كما يمثل سموه الداعم الأكبر للكثير من الجهود العلمية التراثية، كرعاية الندوات، والمؤتمرات، والدراسات الميدانية، والأبحاث العلمية.

وقال: ومن المحاور المهمة التي تتجلى فيها عناية الأمير سلمان بالتراث: التخطيط الاستراتيجي للتنمية التراثية، ودمج التنمية التراثية في جميع الخطط التطويرية الإستراتيجية والقطاعية لتنمية المدينة. لقد كنا نستلهم من سموه -حفظه الله- جوانب من الرؤى المستقبلية للمدينة، التي تؤكد على احترام القيم الثقافيةالإسلامية،والهوية العمرانية المحلية، كنواتج نهائية لعمليات التنمية المختلفة في المدينة. وكان سموه داعماً مهماً في العناية بوسط المدينة ومراعاة مخزونه التراثي، من خلال المسوحات والدراسات التي تحصر هذا المخزون وتقيمه تراثياً.

أحد المحاور المهمة التي أسهمت في إحداث نقلة كبيرة في تطوير العمران التراثي تمثلت في سعي سموه الحثيث في توظيف المشاريع الحضرية الكبرى لخدمة التراث العمراني للمدينة. وكان من أبرز تلك المشاريع: تطوير منطقة قصر الحكم، ومشروع حي السفارات، ومشروع مركز الملك عبد العزيز التاريخي.

في مشروع تطوير منطقة قصر الحكم كانت ثقة سموه بأهمية المنطقة، وتقديره العميق لقيمتها التاريخية خلف تطوير مقرات مؤسسات إدارة المدينة في مواقعها التاريخية، وبدأت المرحلة الأولى من المشروع بتطوير مقرات: الإمارة، والأمانة، والشرطة، كمرحلة أولى، ثم تطوير مبنى قصر الحكم، وجامع الإمام تركي بن عبدالله، وما يحيط به من أسواق في مرحلة ثانية. وبحمد الله أصبحت مشاريع منطقة قصر الحكم محور ارتكاز التنمية التراثية في المدينة.

في مشروع تطوير حي السفارات كان الباعث على العناية بالتراث في المشروع، وإبراز الهوية العمرانية يكمن في ثقة سموه بالتراث العمراني المحلي، وتقديره العميق لدوره في التعبير عن الهوية والثقافة الإسلامية في البيئة الدولية لحي السفارات.

ويشكل إنشاء مركز الملك عبدالعزيز التاريخي محورًا مستقلا بذاته يتجلى فيه مدى تقدير سموه للتراث وولعه بالتاريخ، وتوظيف الفرص في خدمته.

ومن المحاور الإستراتيجية لعناية سموه بتراث المدينة: الدعم الكبير لخطط تطوير وسط المدينة، وقلبها التاريخي. لقد شكلت برامج تطوير وسط المدينة المحور الأهم في إطلاق عملية التنمية التراثية في عموم الرياض والمملكة. وكانت مبادرة سموه حفظه الله بتطوير وسط المدينة تقوم على مرحلية تنفيذية تبني على ما تم من مشاريع في تطوير منطقة قصر الحكم، وتكاملها مع مشاريع تطوير المرافق العامة، وتأهيل البنى التحتية لوسط المدينة كقاعدة أساسية لتفعيل مشاريع التنمية التراثية؛ وبناء على ذلك تم تطوير المرافق العامة والخدمات في وسط المدينة، ومثل طريق الملك فهد شرياناً مهماً لربط وسط المدينة ببقية أجزائها الحضرية. كما سعى سموه حفظه الله لتعزيز مكانة وسط المدينة بمشاريع التطوير الاقتصادي، فكان له الدور الرئيسي في تأسيس شركة الرياض للتعمير، التي أنشئت في الأساس للمساهمة في تطوير وسط المدينة، وفق أسس تراثية عمرانية. وعمل حفظه الله على تطوير مقرات مؤسسات الدولة الإدارية والخدمية في مواقعها في وسط المدينة، لتسهم مقراتها الحديثة في تعزيز هوية المدينة العمرانية، وتسهم في التنمية الحضرية لوسط المدينة، وتمثل ذلك في عدد كبير من المقرات الخدمية والمؤسسية، كمقرات المحاكم، والدفاع المدني في وسط المدينة، وإعادة بناء عدد من المساجد التاريخية في نطاقها، وتطويرالساحات والميادين، وبوابات المدينة التاريخية، والمعالم التراثية للمدينة. وتحسين الأسواق التراثية كسوق الزل، وشارع الثميري.كما يعود الفضل بعد الله لسموه في إطلاق مشروع الظهيرة الذي يعتبر أكبر مشاريع التنمية التراثية في وسط المدينة حالياً.

واسترسل رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض: محور آخر من عناية الأمير سلمان بالتراث وخدمته يتمثل في سعيه الحثيث لإقامة المشاريع التراثية الاستراتيجية. فمشروع الدرعية ما كان له أن يتم لولا توفيق الله لجهود الأمير سلمان التي استمرت لسنوات عديدة في حشد الدعم وموافقة المقام السامي الكريم على خطة المشروع، واعتماد تشكيل اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، التي كان تكوينها واختيار أعضائها، وإشراك الجهات الحكومية المناسبة للمشروع بتوجيه منه. وقريبا من هذا الجهد كانت مبادرة سموه لتطوير حي الدحو باعتباره آخر ما تبقى من الرياض القديمة، وأثمرت عنايته المباشرة بالمشروع عن اعتماد برنامج تطويره وفق أسس تراثية حديثة تجمع بين احتياجات التنمية الحضرية والاقتصادية، ومتطلبات الحفاظ على التراث.

وبعد فالأمير سلمان يمثل مرجعا تاريخياً تراثياً أسهمت في صقل هذه المرجعية،وتأكيد قيمتها العلمية معرفته التاريخية الواسعة،وحياته الثرية المعاصرة لأبرز الأحداث، وخبرته الواسعة بمواطنيه ومجتمعه. وكان حفظه الله في كثير من المناسبات يصحح المعلومات التاريخية، في الأحداث، والوقائع، والأسماء والأماكن.

اعتزاز الأميرسلمان بدينه وعقيدته، وحبه للأصالة والتراث، وعنايته بالتاريخ، ودأبه في نقل هذه القيم إلى أجيال المستقبل - وخصوصا الشباب - وحثهم علىتمثل هذه الفضائل، والسيرعلى نهجها.

كل هذا يجعل من سموه حفظه الله مثال القيادة الرشيدة، والقدوة الحسنة، التي تسهم بمكانتها القيادية، وسمو فكرها في تنمية الأساس الحقيقي للتراث؛ ألا وهو الإنسان بدينه، وعقيدته، وفكره، وسلوكه، ذلك الإنسان الذي يبني من المَدنيَة العصرية،ومايسَّره الله من تقنياتها الحديثة أنموذج الحضارة الإسلامية الرشيدة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة