على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

بكل شموخ حذف سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير من قاموس حياته كلمة مستحيل فوصل إلى القمة فهزم المستحيل بالعزيمة والإصرار فتلاشى كل ما هو صعب ومستحيل، فجعل النجاح في الحياة مطلبا سعى اليه فأتاه هذا النجاح مرغماً لا بطلا. فصغرت عظائم الامور أمام ناظريه، فالعزائم على قدر أهلها لا يحدها زمان ولا يقيدها مكان. فهذا الرجل فاقت عزيمته كل التحديات وصغرت في عينيه الملمات بطموح بلا حدود وفكر نير اضاء له الدروب وبكرم منقطع النظير عجز عن مجاراته المقتدرون.

ومن أحد هذه النجاحات التي سجلت وتسجل لهذا الرجل الفذ دورة عز الخيل والتي هي امتداد للعزم والكرم الذي يتصف به -حفظه الله- فكانت في بداياتها حلما فأصبحت حقيقة وأمنية تحقق معها نجاح استمر طوال السنون كنهر يتدفق كرما وجودا من كريم ابن كريم. في كل سنة نجد التجديد والتطوير ديدن سلطان الميادين ليعم بهذا الكرم إخوة له يعلم علم اليقين (وهو قريب منهم) حاجتهم لمثل هذا الدعم المتواصل من لدنه- حفظه الله- فهو بحق عز للخيل وأهلها.

وفي العام الماضي وهو عام استثنائي بامتياز شهدته دورة عز الخيل في عامها السابع عشرلكونها تقام لأول مرة في ميدان حمل اسما عزيزا على قلوبنا جميعاً وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- ليكون هذا الحدث بأهميته القصوى هو بداية نقلة نوعية لهذه الدورة.

وفي هذا العام تتواصل نجاحات دورة عز الخيل في عامها الثامن عشر ليكون للمنتج (المربي) نصيبا من هذه النجاحات المتواصلة ومشاركته فرحة فوز إنتاجه في جميع أشواط هذه الدورة المباركة انه وباختصار البريديزكب breeders cup السعودي والذي اعاد للمنتج بعض حقوقه كما شجع وسوف يشجع كل المنتجين على تحسين نوعية إنتاجهم.

ولم تقف نجاحات هذه الدورة عند هذا الحد والكل يعلم مدى التحديات التي صاحبت استحداث شوط المهور العسايف ومدى نجاح منع استخدام مادة البيوت ومادة الازيكس وكيف راهن بعضهم على عدم نجاح هذه الفكرة. ولكن بعزم سلطان نجحت وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الاولى ورغم بعض من عارض على هذه الفكرة المباركة بالمشاركة بمهورهم هذا العام في التصفيات المبدئية واقرب دليل ماشهده ميدان الجنادرية من تسجيل قارب 60 مهرا ومهرة يطمح اصحابها للظفر بالمشاركة في كرنفال عز الخيل.

فألف شكر للأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير هذا الدعم المادي والمعنوي للخيل واهلها. فبذكر سلطان الخيل تقف الكلمات عاجزة عن وصف ما بداخلنا تجاهه ولكن له منا الدعاء الصادق بأن يحفظه ويبارك له في حلاله وماله وأن يمتعه بالصحة والعافية.

أولئك قوم شيد اللّه فخرهم

فما فوقه فخر وإن عظم الفخر

أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه

فأيديهم بيض وأوجههم زهر

يصونون أحساباً ومجداً مؤثلاً

ببذل أكف دونها المزن والبحر

سموا في المعالي رتبة فوق رتبة

أحلتهم حيث النعائم والنسر

أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت

لنورهم الشمس المنيرة والبدر

فلولامس الصخر الأصم أكفهم

لفاض ينابيع الندى ذلك الصخر