Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 19/04/2013 Issue 14813 14813 الجمعة 09 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

مات رجل الوفاء!!
جابر المالكي

رجوع

رجل بقامة رجال، بهامة جبال، إن كتب ألجم، وإن قال أفحم، وإن فكر أفحم.. قيادي حد الريادة، لبيب أريب، ترتعد فرائص المهام إن تسنمها، وتلين العوائق إن فتل خيوطها.. مخطط بارع، طموحه السماء، وعزم الجوزاء، أحاطنا منذ قرابة الثلاثين عاماً كأبناء لمدرسة الدائر الابتدائية والمتوسطة والثانوية ومعهد المعلمين برعاية تفوق الوصف.. كان همه أن يرانا حيث يتمنى، لاحقنا في ساحات الملاعب المنتشرة بالمحافظة، يحثنا على المذاكرة وبذل الجهد من أجل مناجزة يوم لم نشهده بعد، والاستعداد لتحمل مسؤوليات أدركناها كباراً فحاولنا جاهدين نقل مضمونها لمن بين أيدينا.

أخذ هذا العلم في التواري عن المشهد المخلوق له لأمور أجهلها، تجاوزته صنائع يديه فلم يلتفت أحدهم أيضاً لأمور لا أعلمها، ثم تنادوا عليه فأهملوا وصله، وقطعوا حبله، ولا أخفيكم فأنا أحدهم، وللحق كنت أتحاشى الذهاب إليه حياء منه، وحتى لا يقال إني أنشد الزلفى لديه، والصعود على يديه، ولكن ما عذر أولئك الذين جاوروه عملاً، وصحبوه محلاً؟!

هذا العلم، القلم، الألم، وقبل أيام جاءت سيرته الناصعة تسعى عبر لسان أحد الزملاء بقوله: (تقاعد حسن أحمد.....)؛ فاقشعر بدني من الهول؛ لقد ذهبت كلمة (الأستاذ) أدراج النكران أو عدم المعرفة، فكتمت الأمر لجهلي، ثم جمعني حديث مع إنساننا الدكتور سعيد قاسم المالكي، فحملت إليه ما سمعت فأكد الموقف والحدث، وعندها انعقد لساني، ولقيتني أردد سارحاً في ماضٍ جميل لا يليق إلا بمقام الأستاذ والمربي الجليل (حسن بن أحمد يحيى المالكي)، تاركا المجال لإدراك ما يمكن إدراكه، والتقاط ما تناثر من حبات الوجوه التي لا تعرف من الوفاء إلا درعاً لا تُسمن أو قطعة ورقة شكر لا تغني، ومعلناً الحداد على موت الوفاء في نفوس أبناء المحافظة وما جاورها شيوخاً ورجال أعمال ومعلمين وموظفين.. فما من أحد إلا وفي ذمته دين وفاء لهذا الكريم الجليل، وأقول:

أواه من غبنٍ بكى حالنا

دمعاً على خدٍ جرى سيلنا

يا أيها النور الذي قد سرى

يكفيك ناموسٌ جلا ليلنا

يا حسن ما قدمت في ما خلا

قد والذي أحيا زها جيلنا

يا حزن قلبي كيف لي أن أرى

نجماً هوى منا فيا هو لنا؟

مات الوفاء الحر فينا مذ دنا

قولٌ مفيد ساقه يا ويلنا

أخبر زميلاً قد علا رتبةً

لولا مديرٌ ناصحٌ حولنا

فيما مضى هل أصبح اليوم في

أعلامنا شيئاً له قولنا؟!

ما طار طيرٌ دونما ريشه

يا صاحبي عِ الأمر من أجلنا

اذكر مهيباً ما حدا عيرنا

في سالفٍ قد بان من قبلنا

غير الوجيه اسمع لنا يا حسن

أحسنت ما علمتنا دم لنا

حباً ولا تجزِ جحوداً رمى

نبلاً زكا هيا وقد خيلنا

عد إننا في حيرة أمرنا

يحتار من جهل به عقلنا

لن ننسى ما عشنا يداً نورها

أضحى يباري مهيعاً دلنا

قف برهةً يا عالماً راعنا

نأيٌ أتى في غفلةٍ جلنا

لم ندرِ إلا بعدما نلت ما

كنا محالاً أن نرى كلنا

لو قالها عدلٌ تقاعدت ما

صدقته يا روحنا من لنا؟

تعليمنا يبكي وهل مثلكم

يا شيخنا ينسى هوى طولنا

كنا نرى في وجهك السمح أح

لاماً بدت غيداً فيحلو لنا

توجيهكم نسعى به حيثما

مادت حروف صغت من أجلنا

ذكراك عطرٌ ذائع فخرنا

من أحمد تأتي فطب قَيْلَنا

كم أنبتت يمناك من باسقٍ

حاذى الثريا هزها معلنا؟

نحن ربيع غيثنا جنة

نسقي رُبانا الوبل أو طلنا

فينا حسنْ روحٌ سكنْ عهدنا

نعلو به فوق الهنا دولنا

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة