Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 20/04/2013 Issue 14814 14814 السبت 10 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ذولا أوكس سيدة أمريكية تجاوز عمرها التسعين. ضربت مثلا رائعا في الطموح والمثابرة، وحققت مقولة (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً). السيدة ذولا التحقت بالجامعة وعمرها إحدى وتسعون سنة، وتخرجت عند سن الخامسة والتسعين، ثم واصلت دراستها للماجستير وحصلت عليه وعمرها ثمانية وتسعون عاما، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت طريقها لتحقيق طموحات أكبر لتفيد مجتمعها بعلمها وخبرتها في الحياة فأنجزت تأليف كتابها الأول عند بلوغها سن المائة. احتفل بها مجتمعها وبإنجازاتها وصرحت بأنها ستواصل مسيرتها العلمية لتنجز أكثر في مجال التأهيل العلمي والتأليف والاستشارات.

لم يقف عمر السيدة ذولا الذي تضعه مجتمعاتنا في الغالب حاجزا أمام طموح الإنسان عائقا فمضت في الدراسة والتحصيل ومواصلة العمل إيمانا منها بأن حياة الإنسان لا تتوقف إلا بتوقف قلبه عن العمل، وأن الصحة وسلامة الحواس والخلو من الأمراض المزمنة تتيح للفرد أداء الأعمال والواجبات بنشاط متزايد مهما بلغ من العمر، وفي العالم المتقدم تقف القوانين الحكومية وثقافة المجتمع إلى جانب كل من يريد أن يعمل أو ينجز دون نظر لعمره الزمني، فالعمر في نظرهم جماع صحة الإنسان وعافيته وسلامة عقله وحواسه حتى لو بلغ عمره أكثر من مائة عام. ينطلقون في فلسفتهم من عمر الإنسان البيولوجي فالشاب المريض أو المصابون بأمراض عقلية أو فقد لمعظم الحواس تقل قدراتهم عن العطاء بل ربما يشكل بعضهم عبئا ثقيلا على أسرهم ومجتمعهم كونهم يحتاجون لرعاية وعلاج وتعامل من نوع خاص، في المقابل فإن من عمره الزمني طويل بينما يتمتع بسلامة العقل والحواس والجسم يتحول إلى عضو فعال ومنتج كما هو حال السيدة ذولا التي ظلت وحتى وهي تبلغ عامها المائة تعيش حياتها بسعادة مندمجة مع عملها المستمر وإنجازاتها المتواصلة.

لعل حظ السيدة ذولا أنها تعيش في مجتمع راق يعتبر كل فرد عضوا فعالا، عليه واجبات لابد من الوفاء بها مهما بلغ عمره الزمني، ويعمل محاطا بضروب متنوعة من التحفيز والتشجيع والاحترام والتقدير, وينهل فوق كل ذلك من الشحنات الايجابية المتدفقة تفاؤلا وتطلعا مشرقا للمستقبل وإيمانا لا يتناقص بدوره العظيم تجاه البلد الذي رباه وأعطاه ومنحه فرص التعليم والعمل، لذا تجد في الغرب من تقدمت أعمارهم ويتمتعون بالصحة ينخرطون في الفرق البحثية وفي الاستشارات والأعمال التطوعية، ولا يبتعد في الغالب عن مضمار العطاء إلا من أصابتهم الأمراض الجسدية فأنهكتهم أو كبار السن من المصابين بالخرف أو ما يسمى بمرض الزهايمر وهو مرض يصيب أجهزة التفكير لمن أعمارهم تجاوزت الخامسة والستين؛ إلا أن نسبة المصابين في هذه السن فما فوق لا تتجاوز 4%، ولعل العلماء قد تنبهوا لهذا المرض فتوصلوا إلى أن من أهم الطرق لتجنبه وتقوية الذاكرة التغذية السليمة والطعام الغني بالبروتين والأحماض الأمينية والفيتامينات والكالسيوم مع الحفاظ على اللياقة البدنية.

في مجتمعنا، ما أن يصل الفرد سن الستين حتى تتزايد عليه الضغوط، ويحيط به التثبيط من كل جانب وليس أمامه أن كان موظفا إلا الجلوس في المنزل لينتظر موعد رحيله من الحياة تلهبه سياط التقريع فهو قد تحول في ظل ثقافة مجتمعية متدنية لعجوز لا يليق به أن يعمل، بينما هو في هذا السن محتاج لجرعات من كل أكسير يرفع المعنويات ولكن لا حياة لمن تنادي !!

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
عسى عمرك طويل
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة