Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 20/04/2013 Issue 14814 14814 السبت 10 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هل سيعود مجلس الشورى بعد سنوات قليلة ليناقش تصنيف الجامعات السعودية وانحدارها في التصنيفات العالمية مثل شنجهاي وويبوميتركس والتايمز وكيو اس؟ هل سنعيش دورة أخرى من الصعود والهبوط، فقبل سنوات قليلة أطلق مجلس الشورى تقريره الذي هزأركان التعليم العالي

والجامعات عندما لاحظ أن جامعاتنا السعودية تقبع في ذيل القائمة.. ترتيب ثلاثة آلاف وأربعة آلاف وسبعة آلاف وجامعات لم يأت ذكرها في الترتيب العالمي، وبناء على هذا النقاش والحراك توجهت الجامعات إلى الاهتمام بالتصنيف العالمي، وساهمت وزارة التعليم العالي في دفع هذا الحراك في إطار جهودها المستمرة في تطوير التعليم العالي..

من صمت خلال السنوات الماضية في الدفاع عن أهمية التصنيف العالمي يجب أن يواصل صمته الآن، فقد انتقلنا ربما إلى مرحلة جديدة من تصنيف جامعاتنا السعودية، فما شهده تصنيف التايمز الأخير من خروج أو تراجع بعض جامعاتنا يشهد على أننا نقف على أعتاب مرحلة تراجع أخرى في مستوى الجامعات. وستشهد التصنيفات الجديدة التي ستعلن على التوالي مثل هذا التراجع.. نعم من صمت خلال النقاش الذي تزعمه بعض الكتاب وبعض الأكاديميين في عدم ضرورة الاهتمام بالتنصيف العالمي وهاجموا فيه الجامعات ووزارة التعليم العالي يجب أن يواصل صمته الآن، فقد آن لتلك الأصوات التي انبرت تحارب الجامعات في جهودها للارتقاء بمستوياتها في التصنيفات العالمية أن تنتصر الآن، فهذا ما كانت تلك الأصوات تنادي به من حالة ركود تقود إلى تراجع ثم انحدار وأخيرا العودة إلى المربع الأول، مربع التصنيفات الأخيرة.

نعم انتصرالفريق الذي كان يقود محاربة الجامعات والتشكيك فيها وزرع البلبلة وتشويه الصورة والتأثير على الرأي العام، مما أدى إلى خلق مواقف سلبية عن الجامعات.. نعم انتصر هذا الفريق لأن ما كان يريده قد تحقق فقد تراجعت جامعاتنا وستتراجع إلى الوراء أكثر وأكثر.. فهنيئا لهؤلاء الرواد من أصحاب الفكر التراجعي بهذه النتائج التي كانوا يتوقون إليها ويتطلعون إليها.. فقد تحقق الهدف ويجب أن يشكروا جهودهم المستميتة التي أدت إلى هذه النتائج الكارثية على مؤسسات الوطن كالجامعات..

يجب أن نعترف أن المجتمع والدولة لا ترغب في إبداء أي بلبلة أو تشويش على أي مرفق من المرافق العامة، وهذا شيء طبيعي لا ننكره، وكان ربما من متطلبات المرحلة أن تكون هناك تغيرات منعا لأي تشويش ولاسيما أن هذا التشويش قد استمر لفترة طويلة نسبيا، ولكن فريق الإحباطات والتشويش من بعض الأقلام الأكاديمية والإعلامية يجب أن يعترف الآن أنه وراء هذه الزوبعة التي أثارها أمام الرأي العام وأمام المسئولين في الدولة، وفي نفس الوقت يجب أن يشعر الآن بدوره ومشاركته الرئيسة في تحقيق المرحلة الانحدارية في الجامعات السعودية.

لقد كتبت مقالا لم ينشر قبل أكثر من عام، وهو من ضمن المقالات النادرة جدا التي لم يعطها الأستاذ خالد المالك الضوء الأخضر في النشر، وكنت أكتب عن فكرة محورية جدا كنت أخشى أن يأتي يوم مثل هذا اليوم ونتأسف على عدم تركيزها في ذهنية الجامعات والقيادات الجامعية الجديدة. ولربما التوقيت لم يكن مناسبا، ولكن أرى أن الظروف التي أدت إلى تغيرات في القيادات الجامعية سابقا يمكن أن يكون قد تم فهمها خطأ من قبل القيادات الجامعية الجديدة على مرعام تقريبا والى اليوم. ومحورية ذلك المقال إننا قد لا نبالي بالأشخاص مهما كان لهم دور نوعي في التطوير، ولكن نبالي ونحرص على السياسات العامة للتعليم وخاصة التعليم الجامعي. وشددت في ذلك المقال على أهمية أن تكون الصورة واضحة جدا وبلا تشويش على أن الحراك والتطوير الذي وصلت إليه الجامعات يجب أن يتواصل ولا يتوقف، ولكن للأسف تم فهم تلك المرحلة بخطأ فادح مفاده أن الجامعات يجب أن تأخذ منحى جديدا وتتراجع عن الفكر الريادي العالمي الذي كانت متجهة إليه.

وهنا أود على تأكيد نقطتين أساسيتين، هما: (1) إذا لم يتغير الفكر الجديد في الجامعات إلى العودة إلى الاهتمام بالتصنيفات كوسيلة (أؤكد هنا أنها وسيلة) وليست غاية، فستستمر جامعاتنا إلى التراجع وعندها يجب أن ترضى بالصفوف الخلفية، بين الجامعات العربية والآسيوية والدولية. إن التصنيفات هي مجرد مؤشرات تعكس الحراك العلمي والبحثي والاجتماعي للجامعة. فالجامعة التي لا تظهر في التصنيفات يعني أنها تحت السطح وليس لها دورريادي محلي أو عالمي. كما أن الفهم الخاطئ لبعض قرارات الدولة والقراءة الخاطئة لتلك المرحلة هو الذي أدى إلى إيقاف أو تراجع عجلة التطوير في الجامعات. (2) هناك جامعات أخرى في المملكة لم تظهر في المرحلة الماضية على خارطة أي تصنيف عالمي والى اليوم، وكأنها خارج سياق الزمان والمكان، وهذه الجامعات يجب أن تكون لها رؤية تتوافق مع التطوير المتوقع منها، والمساهمة الفعالة مع باقي مؤسسات التعليم العالي والجامعات في النهوض بالجامعات السعودية بجميع منظومتها.

إلى لقاء آخر في موضوع متصل، لكن بعد التصنيفات الأخرى التي ستظهر قريبا متمنيا أن تكون عكس منطق الأحداث التي نتوقعها..

alkarni@ksu.edu.sa
- رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال - رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك خالد

التصنيفات العالمية.. هل نعود إلى المربع الأول؟
د.علي بن شويل القرني

د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة