Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 20/04/2013 Issue 14814 14814 السبت 10 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

عندما يتحدث أهل بنجلاديش أو الصين أو الهند أو أي دولة من الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة أو الدول ذات المساحة الجغرافية المحدودة مثل اليابان أو سنغافورة عن شُح الأراضي إلى الدرجة التي تعيق إنجاز المشاريع الحيوية التنموية فإن ذلك يمكن فهمه ولكن حين يكون شح الأراضي هو العقبة الرئيسية التي تعيق بناء المدارس والمباني الحكومية والسكنية في بلد شاسع الأرجاء مثل المملكة فإن ذلك من أغرب الأمور التي تستعصي على الفهم!

وزير الإسكان يقول إن التمويل متوفر، ولكن ما يعيق مشاريع وزارته هو شح الأراضي، ومسؤولو وزارة التربية والتعليم يقولون إنهم يواجهون صعوبات في إنشاء ألفي (2000) مدرسة بسبب عدم وجود أراض، وأن الوزارة قد تضطر إلى اختصار وتصغير المساحات التي تُبنى عليها المدارس بسبب ندرة الأراضي!

لاحظوا أننا نتحدث عن بلد تبلغ مساحته حوالي مليونين ومائتين وخمسين ألف كيلو متر مربع (2.250.000 كم2)، وهو البلد الأكبر مساحة في منطقة الشرق الأوسط ولا توجد دولة عربية تفوقه مساحة سوى الجزائر؛ ومع ذلك تتعطل المشاريع بسبب «ندرة» الأراضي!!

في عقد التسعينيات الميلادية تعطلت المشاريع الحكومية التنموية بسبب عدم توفر التمويل بعد أن هبطت أسعار النفط إلى مستويات منخفضة جداً، خصوصاً في نهاية العقد عندما تدنت إلى حوالي عشرة دولارات للبرميل فانكمشت تبعاً لذلك ميزانية الدولة، خصوصاً الباب الرابع من الميزانية وهو الباب الذي يتم الصرف منه على المشاريع. أما اليوم فقد جاءتنا فرصة ذهبية وزال المعوق المالي تماماً، فهل من المعقول أن تكون «ندرة» الأراضي في بلدنا الصحراوي معوقاً للتنمية؟!

تعودنا أن نتحدث عن «ندرة» المياه كمعوق للتنمية، وقبلها كنا نتحدث عن «الأمية» وأمور أخرى كمعوقات حقيقية للتنمية، وقد يكون بعضها من المعوقات الفعلية للتنمية؛ أما أن تصبح «ندرة» الأراضي في السعودية معوقاً يعطل إنجاز المشاريع التي رُصِدت لها عشرات المليارات من الريالات فهذا يعني أننا أمام مسرحية سيريالية غير معقولة، ولعل الأمر الملكي الأخير بإتاحة السكن للمواطنين وتسليم جميع الأراضي المعدة للسكن إلى وزارة الإسكان لتتولى تخطيطها وتنفيذ مشاريع البنية التحتية لها ثم توزيعها على المواطنين خطوة أولى في مواجهة ما يسمى بـ«ندرة» الأراضي لتذليل العقبات التي تعترض المشاريع الإسكانية، والمأمول أن يجد هذا الإجراء طريقه إلى التنفيذ وأن تتبعه خطوات أخرى لحل مشكلات الأراضي التي تواجه جميع المشروعات التنموية.

يبدو أننا «نخترع» الأزمات والمعوقات اختراعاً، وكلما تخطينا واحدة وجدنا أنفسنا أمام واحدة أخرى. فتشوا عن المستفيد!

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
فتشوا عن المستفيد!
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة