Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 26/04/2013 Issue 14820 14820 الجمعة 16 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فنون تشكيلية

سعدتُ كثيراً باتصال من الزميل سعد العبيد.. يدعوني فيه لحضور افتتاح صالة الفنون التي أقامها في جزء من منزله، اقتطع تلك المساحة إهداء منه لعشقه الأزلي (الفن التشكيلي) رفيق دربه الحافظ لأسراره والموثق لأفراحه.. مشوار طويل تجاوز الخمسين عاما أو تزيد، كان فيها أبو عبد الله مخلصا لهذا الفن، وكان الفن أيضاً مقدراً لهذا الإخلاص فكافأ سعد بالشهرة والحضور الفني محليا وعربيا؛ ليصبح بفنه رمزا من موز الفن التشكيلي السعودي.

كانت الصالة إحدى أمنياته وطموحه الكبير، معتبراً إنجازها تتويجاً لمسيرته ومشواره الطويل والمليء بالمتاعب والصعاب، هي الأجمل في حياته، فهو يجد في كل لوحة تأخذ مكانها ومكانتها في هذه الصالة جزءاً من ذلك الطريق المؤطر بالخطوط والألوان والذكريات، سبق ذلك إقامته لمرسم لملم شتات لوحاته فأحاله إلى متحف يوثق في كل للحظة لامست فرشاته فيها سطح تلك اللوحات، اختزل فيها جمال الواقع، وأعاد من خلالها ملامح كل جزء من الوطن.

لماذا الصالة؟ ولماذا هذه التضحية بتلك المساحة من منزله..؟ سؤال اجزم أنه سيتبادر في ذهن كل زائر لها.. سؤال لا يحتاج للبوح به فقد سبقته الإجابة، كما استشفها لحظة حديث صاحبها عنها.. الصالة لأبناء الوطن التشكيليين والتشكيليات، مساحة تشكل رئة يتنفسون من خلالها، يقوم عليها فنان عانى وتعب وواجه الصعوبات في كل شيء، في كل خطوة خطاها في مسيرته التشكيلية.. في مقدمتها افتقار الرياض لصالات العرض في زمن بعيد وصعوبة التعامل مع مثيلاتها.. مبالغة في الإيجار أو سوء إدارة.. هكذا يتردد في أذهان التشكيليين (الشباب)، من هنا تحقق الحلم وأصبح لدينا صالة جديدة، ستتيح للجميع الاستفادة منها، وسيكسب كل من يعرض فيها الكثير من المكاسب في مقدمتها قدرة الفنان سعد على استقطاب المقتنين والزوار من جميع النخب، بما لديه من ارث العلاقات ما يغطى فترات طويلة من تفعيل الصالة.

لقد أضاف الفنان العبيد معلما جديدا للفن التشكيلي يشكر عليه ويستحق الإشادة والدعم، اعتبرها الكثير ردا للجميل الذي تلقاه من هذا الفن ومن الساحة فحق أن يساهم بهذا المنجز ويمنح الأجيال الجديدة الفرصة لتقديم إبداعاتهم، ويقدم من خلال هذا المشروع الذي يشكل وجه من وجوه الساحة معرفا من خلالها وبما تحويه من مراحل هامة من مراحل الفن التشكيلي السعودي يعتبر الفنان العبيد احد فرسانها.

لاشك أن في مثل هذه المبادرة الكثير من التضحية المادية والنفسية ومع ذلك لا نجد أي تذمر أو تردد لدى الفنان سعد خلال مراحل التنفيذ، بقدر ما كان يتحدث عنها بكل سعادة وينتظر هذه اللحظة للاحتفال بتدشينها، قد يطرح تساؤل آخر عن إمكانية نجاح التجربة وهل سيكون الوصول إليها سهلا.. وقد نجد الإجابة في كثير من هذه الصالات في العديد من الدول العربية كان آخر زيارتي لإحداها قبل أسابيع وقت فعاليات معرض أرت دبي حيث قامت الشركة المعنية بأعلام المعرض بأخذ الإعلاميين إلى منزل الفنان حسين الشريف الذي يجمع كل إبداعاته فكان معلما رائعا يستحق الزيارة.. واليوم سيكون لصالة الفنان سعد العبيد ومرسمه مساحة من زيارات ضيوف الثقافة من التشكيليين.. نبارك لزميلنا أبا عبد الله هذه الانجاز.

monif.art@msn.com
فنان تشكيلي

للرسم معنى
سعد العبيد... مرحلة رد الجميل
محمد المنيف

محمد المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة