Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/04/2013 Issue 14821 14821 السبت 17 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

عندما تأخذ الطريق الدائري الشرقي المتجه جنوباً، وتتوغل في المسير حتى تصل الأحياء الجنوبية من مدينة الرياض تُذهل وأنت ترى المصانع الضخمة والمتوسطة تنفث الدخان والأبخرة وسط الأحياء السكانية!.

مدينة الرياض، في أحوالها العادية، تختنق بالدخان الذي تنفثه عوادم السيارات عبر شوارعها المزدحمة، وبالغبار الذي يهاجم المدينة ويكتم أنفاس سكانها، فكيف يكون الأمر عندما يجد سكان أحياء جنوب الرياض انفسهم وسط هذا كله مُضافاً إليه سموم ابخرة المصانع التي يتقاسمون السكنى معها على امتداد أيام وليالي السنة!؟

بعض المصانع الموجودة في جنوب العاصمة قديمة جداً، وربما يكون بعضها أقدم من سكان الحي، لكن امتدادات العاصمة ونموها الكبير أوجد أحياءً سكنية في كل مكان من العاصمة. وليس ذنب السكان أن يكون بعض المصانع قد سبقهم إلى «استيطان» تلك الأحياء، وإنما ذنب الجهات التخطيطية المسؤولة عن امتدادات العمران، فالناس يبحثون عن مأوى أينما وجدوه بسبب ما يُسمى بـ «شُح» الأراضي (!!) وكان الأولى بتلك الجهات المختصة أن تنظم الأمر بحيث لا تتداخل الأحياء السكنية مع الأماكن التي يوجد فيها مصانع وذلك بتوفير مساحات كافية للسكنى في أماكن مناسبة.

أما وقد وقع الفأس في الرأس، وأصبحت تلك المناطق سكنية فإن من الضروري إزالة المصانع الموجودة ونقلها إلى أماكن مخصصة للمصانع بعيداً عن السكان.

من المؤسف أن المشكلات التي نعاني منها، مثل مشكلة مصانع جنوب الرياض، ليست جديدة وقد واجهتها دول أخرى من قبل لكننا لم نتعلم من دروس الآخرين. وها نحن نأتي الآن متأخرين لعلاج هذه المشكلة فنكتشف أن العلاج مكلف ويحتاج إلى وقت طويل!

لقد كان علينا أن نتعلم من تجارب المدن الصناعية الأوروبية التي نشأت في بدايات العصر الصناعي وما أوجدته تلك المصانع من مشكلات صحية واجتماعية، ثم مصانع المدن الأمريكية، بل وحتى التجارب القريبة لدول نامية مثل مصر والمكسيك. في تلك المدن تجد أحياء مكتظة بالسكان الذين يعانون من أمراض الربو والأمراض الصدرية وأمراض أخرى خطيرة استفحلت بسبب الأبخرة والكيماويات والسموم التي تصدر عن المصانع.

وقد أصبحت تكاليف علاج هؤلاء المرضى فادحة، بل أن الكثيرين منهم لا يجدون العلاج لأن طاقة استيعاب الوحدات العلاجية أقل بكثير من تزايد أعداد المرضى!

سمعنا أن الجهات المسؤولة تتحرك لإزالة ونقل هذه المصانع، وأنها حددت فترات زمنية لإتمام هذه المهمة. لو تم ذلك فسيكون أجمل هدية تُقَدَّم إلى سكان أحياء جنوب الرياض، بل ومدينة الرياض بالكامل. نأمل ألا يتأخر ذلك، فقد سمعنا بمثل هذه الإشاعات من قبل!

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
مصانع جنوب الرياض
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة