Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 01/05/2013 Issue 14825 14825 الاربعاء 21 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

على العهد.. إلى الأبد
بقلم: اللواء الركن متقاعد الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود

رجوع

العهد المسؤول:

(أعاهد الله، ثم أعاهدكم، أن اتخذ القرآن دستوراً، والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل، إحقاق الحق، وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة، بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وألا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء).

بهذا العهد المسؤول، وتلك الكلمات الصادقات، النابعات من نفس صادقة، ونية خالصة، وهمة عالية، وإيمان راسخ، وثقة في الله لا تحدها حدود، والتزام بالمسؤولية لا نظير له، وحب لهذا الشعب السعودي الأبي، تعجز كل اللغات عن وصفه، وحرص على مصلحة الإنسان أينما كان، تحقيقاً لمعنى الخلافة في الأرض.. بتلك المعاني السامية كلها، اختتم خادم الحرمين الشريفين، والد الجميع، وحضن الوطن الدافئ، وقلبه الكبير النابض بالحياة، الذي وسع كل مواطن في كل شبر على أرضنا الطيبة الطاهرة، اختتم كلمته التي وجهها إلينا في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة عام 1426ه، الموافق للثالث من أغسطس عام 2005م، إثر مبايعتنا له بالحكم في 26/6/1426ه، الموافق 1/8/2005م، بيعة شرعية، تأكيداً لتمسكنا بمنهج الشرع الإسلامي الحنيف، وأصالة تجربتنا في الحكم، وتفردها وتجذرها في وجداننا وثقافتنا منذ عهد التأسيس، على يدي المؤسس الكبير، البطل الفذ، والقائد المصلح عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه.

وبانبلاج فجر اليوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة 1434هـ، الموافق للسادس من مايو2013م، لا أقول ودعنا، بل نكون قد أضفنا لرصيدنا من الإنجازات التي تشبه المعجزات، ثماني سنوات زاهرات، مليئة بالعرق والكد والعمل، والتفكير والاجتهاد ليل نهار، بقيادة رجل فذ، نذر حياته لخدمتنا ورفاهيتنا، وتحقيق أمننا واستقرارنا، وازدهار بلادنا وحمل لواء دعوتنا.

قائد، طالما تحدى الصعاب، وطوع المستحيل، ورفض حتى نصائح الأطباء لراحة جسده، الذي طالما أتعبه من أجلنا والسهر على راحتنا.

قائد كبير، تناطح همته الثريا، لا يقعده، ثناء المادحين، ولا يثني عزمه قدح الحاسدين والمثبطين والمخذلين.

قائد مصلح، متوكل على ربه، شديد الإيمان به، عظيم الثقة في تأييده، يرى أن ما شرفنا الله به من بيته الحرام ومسجد رسوله، هو أغنى من هذا الخير الذي أنعم به علينا، فغبطنا عليه الصديق وحسدنا عليه العدو، إذ يؤكد دائماً، حفظه الله: (عندنا شيء أهم من البترول، وأعز من البترول، هو بيت الله الحرام في مكة المكرمة، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.. هذه أعز عندنا من البترول وغير البترول. نعم، البترول وسيلة، لكنه ليس غاية).

أجل، لم ير عبدالله بن عبدالعزيز، الرجل الصالح الصادق، في البترول، أكثر من مجرد وسيلة لغاية سامية، تمثل جوهر رسالته في الحياة.. تلك هي خدمة هذا الشعب السعودي الأصيل، وتحقيق سعادته، وتذليل كل ما يعتري حياته من صعاب، أو يعوقها من مشكلات ؛ إضافة لحماية هذه البلاد الطاهرة، وتعزيز أمنها، والعناية بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أداءً للإمانة، وخدمة للدعوة، التي هي جوهر رسالة آل سعود وأهل هذه البلاد المباركة، الذين شرفهم الله دون غيرهم من سائر الأمم والشعوب، ببيته الحرام ومثوى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأي شرف في الدنيا أعظم من هذا؟!

ليس هذا فحسب، لأن قائداً بهمة عبدالله بن عبدالعزيز، الرجل المؤمن الصادق الصالح، لا يرضى بغير المعالي، إذ تجاوز جهده وتفكيره واهتمامه حدود ربعه وعشيرته، ليشمل أمته الإسلامية وإخوته في العروبة، بل وحتى شركاءه من بني الإنسان في كل مكان.

فلا غرو إذاً إن اندفع قائد مسيرتنا، وهو يستحضر كل تلك المعاني السامية والأهداف النبيلة، مستنداً إلى إيمانه بربه، وحسن ظنه فيه، وصدق توكله عليه، يحدوه أمل أكيد في مستقبل مشرق لشعبه، ومسيرة خالدة لبلاده، تتراءى له دوماً من خلال طبيعته المتفائلة، ونفسه الكبيرة التي لا تعرف اليأس والقنوط، النزاعة إلى الخير أبداً، وروحه الزكية الوثابة، التي تفيض بحب ربعه وعشيرته على امتداد هذا الوطن الشاسع، سعة صدره الرحب.. أقول: لا غرو إن اندفع والدنا الكبير، وخيمتنا التي نستظل بها كلنا من هجير الحياة، يصدر القرار تلو القرار، ويوجه الوزراء ويحفز المسؤولين للعمل الجاد، مذكراً إياهم دوماً بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مؤكداً أنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أداها بحقها، بعد أن وفر كل الطاقات والإمكانات المطلوبة للعمل والإنجاز، وسخر كل ما أفاء الله من خير على يديه لراحتنا، فأمر بإنشاء المدارس والمعاهد العليا والكليات والجامعات والمصانع والمستشفيات، والمدن المالية والاقتصادية، ومدن المعرفة، والتقنية، والطرق والجسور والانفاق، وكل ما من شأنه توفير بنية تحتية متينة، على امتداد ربوع الوطن الحبيب، تخدم المواطن والمقيم على ثرى هذه الأرض الطاهرة، على أرقى المستويات. فتحولت بلادنا في عهده الزاهر الميمون، إلى ورشة هائلة، تموج بالحركة والنشاط.

إنجازات تشبه المعجزات:

وبالفعل، تحققت لنا بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بصدق نية عبده الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وإخلاصه وصفاء نفسه وحبه لنا، إنجازات في كل المجالات، هي أشبه بالمعجزات وأقرب إلى الخيال من الحقيقة، جعلت بلادنا فوق هام السحب، فأصبحت محط أنظار العالم، وموضع إعجابه، ومحل احترامه وتقديره.

ولم يكتف الرجل بما أنجز وحقق، وإن كان عظيماً، بل ظل يعمل في كل الظروف، غير مبالٍ بما يصيبه من تعب ونصب، لأن طموحه لنا لا تحده حدود، مهتماً حتى بأدق تفاصيل حياتنا، كما أكد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، في حديثه الشيق لقناة العربية الفضائية مساء الثلاثاء 6/6/1434ه، الموافق 16/4/2013م، الذي اتسم بالشفافية التي ينادي بها خادم الحرمين الشريفين: (... تفاجأت باهتمام خادم الحرمين بأدق الأمور والتفاصيل، كحفريات الشوارع).

وأنا أتابع حديث الأمير متعب هذا، قفز الدمع إلى عيني دون شعور في تلك اللحظة، وتذكرت مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشهيرة: (والله لو أن بغلة بالعراق عثرت، لرأيتني مسؤولاً عنها أمام الله، لِمَ لَمْ أسوي لها الطريق). فلا غرابة إذاً أن يهتم قائد مثل عبدالله بن عبدالعزيز، ينتمي للعقيدة ذاتها، بحفريات الشوارع، حتى لا نعثر وتتبدد أوقاتنا، فتتعطل مصالحنا.

والحقيقة، إنجازات عبدالله بن عبدالعزيز من أجلنا وخدمته لدعوتنا، وسعيه من أجل رفعة بلادنا، ليست محصورة بهذه السنوات الزاهرات التي تولى فيها الحكم منذ 26/6/1426ه، الموافق 1/8/2005م، وإن كان ما حققه فيها من خير وأعمال جليلة يكفيه فخراً أبد الدهر، إذ جند الرجل كل ما وهبه الله من إمكانات وأفاض عليه من حكمة وسلامة طوية، في العمل الجاد الدؤوب من أجل ذلك كله، منذ أن عينه الملك فيصل، يرحمه الله، قائداً للحرس الوطني عام 1382هـ (1962م) لإدراكه أنه فارس مغوار، تعلق قلبه منذ الصغر بكل موروثات الحياة الأصيلة في جزيرة العرب. وكالعادة، كانت نظرة الفيصل في محلها، إذ تحول الحرس الوطني بقيادة عبدالله بن عبدالعزيز إلى مؤسسة عسكرية، ثقافية واجتماعية فريدة. ثم شمر عن ساعد الجد مع إخوته الملوك الذين تعاقبوا على الحكم قبله (فيصل، خالد وفهد) إلى أن وصلنا إلى ما تهيأ لنا اليوم في ظل قيادته الرشيدة، من خير وفير، يستوجب شكر المنعم في كل لحظة من حياتنا.

ولأن إنجازات قائدنا عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، تفوق الخيال، ويستحيل رصدها في مقال سريع كهذا، بل قل حتى في مجلدات. ولأنني اعتز بانتمائي لقبيلة التعليم، لهذا كله، رأيت أن اكتفى هنا بلمحة سريعة في مجالين فقط، هما: التعليم الذي يمثل ذروة الأمر وسنامه، ونهضة المرأة التي أدهشت العالم.

التعليم:

(التعليم في المملكة نموذج متميز، وركيزة رئيسية للاستثمار والتنمية، والأجيال القادمة هم الثروة الحقيقية والاهتمام بهم هدف أساسي).. هكذا ينظر عبدالله بن عبدالعزيز لمكانة التعليم في بلادي، فمن نافلة القول إن رجلاً مثله، وهبه الله الحكمة، ورجاحة العقل، وصدق الرؤية، أن يضع التعليم في أول سلم أولوياته، لإدراكه لأهمية الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل، لأنه يمثل اللبنة الأولى في تحقيق النقلة النوعية، التي طالما حلم بها قائدنا لمجتمعنا. فكلنا ندرك اليوم أن نحو 60% من الاقتصاد العالمي، هو اقتصاد معرفي صرف.

ولهذا أنفق رائد التعليم في بلادي على هذا المجال الحيوي بسخاء منقطع النظير، بلغ في الميزانية الأخيرة وحدها 26% من إجماليها، خصصت 10% منها للتعليم العالي. فكانت النتيجة أن افتتحت في عهده الميمون سبع عشرة جامعة حكومية، وفر لها كل الإمكانات المادية والبشرية على أرقى المعايير، إضافة إلى سبع جامعات أهلية، فدخل التعليم العالي كل بيت في محافظات بلادنا التي بلغت تسعاً وسبعين محافظة. وهكذا اكتملت منظومة الانتشار الجغرافي والتوزيع الإنمائي للتعليم العالي، في مدن بلادنا الغالية ومحافظاتها، تزدان بالمدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية المتكاملة الخدمات وقبل هذا، بعقول أبنائها النيرة، وسواعدهم القوية وروحهم الوثابة للبذل والعطاء لوطن طالما أعطى وأوفى.

وبجانب هذا الجهد الداخلي الهائل، رفد قائدنا المحبوب مسيرة التعليم العالي بفكرته العبقرية (مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي) التي استفاد منها حتى اليوم 148,229 طالب وطالبة حسب تصريح وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، 70 ألف منهم في الولايات الأمريكية المتحدة وحدها، والبقية موزعين على بقية دول العالم، تخرج منهم حتى اليوم 47 ألف طالب وطالبة، انضموا للقوى العاملة للإسهام في خدمة وطنهم، ليس هذا فحسب، بل إن المليك وافق على تمديد برنامج الابتعاث لمرحلة ثالثة، لفتح آفاق جديدة، ليصل عدد المبتعثين إلى 200 ألف مبتعث ومبتعثة ينهلون العلم ويتبادلون الخبرات مع أرقى جامعات العالم.

وهو ليس تعليماً للدعاية الرخيصة، والترويج الغوغائي، بل جهداً صادقاً، حصلت جامعاتنا من خلاله على الاعتماد الأكاديمي الدولي من مجلس التعليم الأمريكي المهني (Council of Occupational Education) وقفزت إحداها (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) إلى المركز السابع عشر بين جامعات العالم في براءات الاختراع، الصادرة عام 2012م، وفق الإحصائية السنوية التي أصدرها مكتب تسجيل براءات الاختراع الأمريكي، فأهلت بلادنا وحدها، دون غيرها من سائر الدول العربية، لاحتلال المركز الثلاثين عالمياً في هذا المجال، الذي لم تنضم إليه حتى من بقية الدول الإسلامية غير ماليزيا، وهكذا دخلت بلادنا عالم التقنية المعرفية، حيث يجري العمل على قدم وساق لإنشاء مدن للمعرفة في أكثر من مكان على امتداد الوطن الحبيب.

وأصبحت بلادنا تشارك في معارض العالم الدولية للاختراعات، وتنظم المعارض والمؤتمرات الدولية للتعليم العالي، التي تشرئب أعناق أعرق جامعات العالم للتشرف بحضورها، كما حدث في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الرابعة، الذي افتتح في الرياض يوم الثلاثاء 6/6/1434هـ، الموافق 16/4/2013م، إذ شاركت فيه 436 جامعة عالمية، من 37 دولة، بينها 83 جامعة من أكبر الجامعات الأمريكية، إلى جانب 51 جامعة ومؤسسة تعليمية وطنية.. أتوا للاطلاع على ما عندنا، وعرض تجاربهم في التعليم العالي لاستقطاب دارسينا لمواصلة دراساتهم العليا في جامعاتهم.

أما فيما يتعلق بالتعليم الأساسي، فيكفي أن أؤكد أن بلادنا أصبحت من أولى دول العالم في خفض نسبة الأمية، التي انخفضت اليوم إلى 4% فقط بين الذكور و11% بين الإناث، بعد أن كانت في أواخر التسعينات 60%. ومازال العمل جارٍ بالروح نفسها، إذ دشنا في الرياض وحدها، في مطلع جمادى الآخرة، شهر البيعة المبارك هذا، مشاريع تعليمية جديدة، شملت 743 مدرسة حديثة و218 صالة رياضية مجهزة و 240 ملعباً رياضياً، تستوعب نحو نصف مليون طالب وطالبة.

نهضة المرأة:

(لولا المرأة، لما جئت أنا ولا أنتم، المرأة هي أمي وأختي وابنتي وزوجتي، وأنا منها وهي مني، وليس هناك أي إنسان يهضم حقوق المرأة، وبالأخص الإسلام الذي كرّم المرأة، وكذلك الديانات السماوية الأخرى التي حفظت حقوق المرأة.. وتساهم المرأة الآن في تطوير الاقتصاد السعودي حيث تعمل في التجارة والبنوك وتمارس كل النشاطات الاقتصادية المناسبة لها.. لا يمكن أن نتجاهل بأي حال من الأحوال دور المرأة السعودية ومشاركتها في مسؤولية النهضة التنموية التي تشهدها بلادنا، وفي خدمة دينها وبلادها، وبناء الوطن، باعتبارها نصف المجتمع. إننا نتطلع أن يكون للمرأة دور كبير بحيث لا يحكمنا في هذا المجال سوى ميزان الشرع بما يحقق مصلحة الأمة).. هكذا يتحدث عبدالله بن عبدالعزيز، الرجل الصالح المصلح عن المرأة، وهكذا يرى دورها ويتمنى أن يحقق لها كل ما يليق بمكانتها. ولهذا سعى جاهداً لإتاحة المجال لها للمساهمة في نهضة المجتمع وتطوره.

وبالطبع، لم تخذله (نورة) فاجتهدت وتسلحت بالعلم حتى نالت أرفع الدرجات في أهم التخصصات وأدقها وأكثرها تعقيداً، من أرقى جامعات أوروبا وأمريكا، واندفعت تشارك بكل ما تستطيع من طاقات، خدمة لمجتمعها، حتى قلدها مليكنا المفدى وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، تقديراً لجهودها في خدمة أعمال الخير ومساهمتها في دعم قضايا المجتمع، بل تجاوز طموحها آفاق الوطن الرحيب، لتسهم في إدارة منظمات دولية مرموقة باسم بلادها. وتضمنت قوائم أكثر النساء تأثيراً في العالم اسمها مراراً، وعملت أستاذة زائرة في جامعة هارفارد الأمريكية التي تعد أعرق جامعة في العالم، بالإضافة إلى عملها في مجال الأبحاث.

ثم حانت لحظة حاسمة في تاريخنا المجيد، يوم أعلن قائد مسيرتنا عبدالله بن عبدالعزيز، رجل الإصلاح ورائد التحديث: (... يعلم الجميع أن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي، مواقف لا يمكن تهميشها، منها صواب الرأي، والمشورة، منذ عهد النبوة، دليل ذلك مشورة أم المؤمنين أم سلمة يوم الحديبية، والشواهد كثيرة، مروراً بعهد الصحابة، والتابعين، إلى يومنا هذا.

ولأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي، في كل مجال عمل، وفق الضوابط الشرعية، وبعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء، وآخرين من خارجها، الذين استحسنوا هذا التوجه، وأيدوه، فقد قررنا التالي:

أولاً: مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية.

ثانياً: اعتباراً من الدورة القادمة، يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ولها الحق كذلك في المشاركة في ترشيح المرشحين بضوابط الشرع الحنيف.

من حقكم علينا، أيها الإخوة والأخوات، أن نسعى لتحقيق كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم، ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة، وفق ضوابط الشرع، وثوابت الدين، ومن يخرج على تلك الضوابط فهو مكابر، وعليه أن يتحمل مسؤولية تلك التصرفات).

واليوم، المرأة عضو فاعل في مجلس الشورى، بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بنية قائد الإصلاح الصادقة، وليس عضويتها لاستكمال الصورة أو أرضاء أحد كما يزعم المتخاذلون والمترددون، فنحن هنا في أرض التوحيد ومهبط الوحي، لا نطلب غير رضاء الله الواحد الأحد.

وغداً، ستكون عضواً فاعلاً أيضاً بإذن الله في المجالس البلدية، بل في كل موقع تستطيع أن تخدم منه مجتمعها، طالما كان ذلك وفق ضوابط الشرع الحنيف كما أعلن قائدنا، حفظه الله، وأدام عليه لباس الصحة والعافية، وجعل كل جهوده من أجلنا في ميزان حسناته.

وبعد:

هلموا نجدد العهد إلى الأبد، لقائدنا المصلح الكبير، ووالدنا العطوف الحنون، على الوفاء والولاء والإخلاص لعقيدتنا وقيادتنا ووطننا، ليس كل عام فحسب، بل في كل لحظة نغادر بيوتنا الآمنة برعاية الله، ثم بسهر عبدالله بن عبدالعزيز، لمزارعنا ومدارسنا ووزاراتنا ومؤسساتنا ومختلف أعمالنا.. وعندما نعود لبيوتنا، لا ننسى أن نرفع أكف الضراعة أن يديم الله عز بلادنا ويحفظ قائدنا الذي انشغل بنا وبأمتنا عن نفسه حتى في ابتهاله لربه سبحانه وتعالى، كما ندرك جميعنا وأكد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله في حديثه للعربية الذي أشرت إليه آنفاً: (إنه والله العظيم - يعني المليك - يدعو للمواطن السعودي، وللمملكة، وللوطن، وللأمة الإسلامية، أكثر مما يدعو لنفسه، وأنا دائماً أقولها: من يحب عبدالله بن عبدالعزيز، يقول: الله يرزقه على قدر نيته، ونيته أعتقد لا تخفى على أحد).

فاللهم أرزق عبدالله بن عبدالعزيز، الخير والتوفيق والصلاح والعافية في الدين والدنيا، ليس قدر نيته فحسب، بل بقدر جودك وكرمك وعطائك ورحمتك التي وسعت كل شيء، وفضلك الذي لا تحده حدود، ولا يعلم مداه أحد غيرك.. اللهم آمين.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة