عايشت، من موقع المتخصصة في التخطيط للمدى الطويل, والمهتمة بالتنمية والمواطنة المحبة للوطن, الكثير من المنجزات التي ما زالت مستمرة.. وما زال هناك الكثير من أحلام أبي متعب لتعديل أوضاع الوطن والمواطنين.
ابتدأ ببرنامج طموح وهو لقاءات الحوار الوطني المقامة في كل مناطق الوطن, ليستعيد المواطنون الذين أضاعوا وجهة الانتماء في صراع التيارات المؤدلجة وضوح مفهوم المواطنة. ودعم برامج التميز والبحوث وبنى الصروح العلمية والاقتصادية؛ من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلى جامعة الملك عبدالله للتقنية إلى المستشفيات الحديثة وشجع تطوير الخدمات الصحية لخدمة المواطن والزائر، وحتى القاصد من بعيد.
وكأنما بمشيئة حكيمة ارتأت أن أبا متعب سيكون وسيلتها لعلاج كل شكوانا: انكشفت نواحي ضعف كثيرة في بنائنا الوطني الذي جاءت مشاريعه الأسبق سريعة وهشة التخطيط ومعرضة لاستغلال كل جهة مغرضة وأنانية التوجه. وجاءت مشاريع أبي متعب لإيجاد الحلول والعلاج على المدى الطويل: كشفت القلاقل حولنا هشاشة أبنائنا أمام تسييس الدين وارتهان التعليم وجاء الحل في برنامج استعادة أبنائنا من الضلال وبراثن الإرهاب ومراجعة المناهج لتصحيح الأوضاع وبرامج التطوير والإعداد للمعلمين وبرامج الابتعاث المكثف لردم فجوة الوقت الذي ضيع جيلا كاملا في مناهات التجهيل. وجاءت السيول التي نمر بمثلها لعقود وأغرقت المدن لتكشف سوء تنفيذ مشاريع البنية التحتية وفساد الذمم. وتعالت الأصوات بالشكوى من العطالة والبطالة بين المواطنين في كثافة الاستقدام للعمالة.. مشاكل متراكمة ضاعفت معاناة المواطن في ضغوط التكاثر وتقلبات الاقتصاد واهتزازات الساحة السياسية تعود جذورها إلى سنوات البناء على أساس هش.. وجاء الحل في رؤية أبي متعب الواضحة الصفاء: لا مكان للفساد والإفساد والاستفادة على حساب المواطن.. لابد من المحاسبة على الأخطاء ومعاقبة مرتكبها كائنا من كان. جاء الحل في نفض غبار الكراسي وتغيير القيادات والمسؤولين والإصرار على إيجاد حلول ناجحة..
أوضاع القلقلة السياسية والاجتماعية في الجوار القريب كان يمكن أن تصدع أوصار الوطن ولكن حب أبي متعب الذي تغلغل بصدق في كل القلوب النقية حمى الوطن من الاستجابة لنداءات التصدع.. وظلت ربوعنا صامدة ضد محاولات استغلال ما يحدث حولنا لخلخلة أساسات الوطن.
ثماني سنوات من الترشيد والإصلاح والبناء ودعم التطوير والتغيير إلى وجهة التنادي للبناء.
تحقق الكثير مما وعدتنا به صادقا وأنت تذكرنا في ذلك اللقاء الأول: «وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» إلى قبل أيام حين ذكرتنا مرة أخرى: «وجودكم في مجلس الشورى تكليف وليس تشريفا.. فلتكن إستراتيجيتنا عقلانية البناء بعيدا عن الصخب الذي لا ينتج غير التصدع».
صدقت الوعد ووفيت دائما يا أبا متعب.. أطال الله عمرك حتى ترى كل ثمار غرسك قد أينعت مضاعفة العطاء.
بارك الله في مسيرة كوكبة صادقة الوعي أنت راعيها والله حاميها وحب الوطن داعيها.
حقق الله أحلامك وأحلامنا لنراها على أرض الواقع خارطة لتفاعل المواطنين والمواطنات.
حقق الله أحلامك وأحلامنا لتذوق أجيالنا القادمة ما وضعنا أساساته معك..
وطن يليق بنا الانتماء إليه والافتخار به. ولو كره المغرضون.
