Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 07/05/2013 Issue 14831 14831 الثلاثاء 27 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

فقدنا يوم السبت الماضي شيخاً جليلاً وعالماً زاهداً ومتواضعاً أفنى حياته في طلب العلم والاستزادة فيه؛ إنه الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، تغمّده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وُلد الشيخ صالح الحصين في مدينة شقراء سنة 1351هـ/ 1932م، وتخرج من كلية الشريعة بمكة المكرمة عام 1374هـ، 1955م، ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات القانونية من معهد الدراسات العربية في القاهرة سنة 1380هـ/ 1960م، وأجاد اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

عُرف عن معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين - رحمه الله - تواضعه الجم، واحترامه للجميع دون تفرقة بينهم إما لجاه وإما لنسب أو لمنصب، وكان - رحمه الله - يحاول دائماً إخفاء أعماله وصفاته الجليلة إلا أن الله يكشفها للناس لأن الناس شهود الله في أرضه، فالله سبحانه وتعالى يكشف العمل الحسن والعمل السيئ، فالصفات التي تميز بها شيخنا - رحمه الله - اتضحت وعرفها الناس منذ بداية عمله في الدولة وحتى وصوله لرئاسة الحرمين الشريفين مع أنه لا يحبذ الشهرة ولا يأبه بها بل ولم يستمع إليها وكان يعمل بصمت بعيداً عن الأضواء والإعلام التي ترافق الأعمال والإنجازات كما يفعل طلاب الشهرة ولكن هذه الصفات وهذه الخصال الفريدة ظهرت من غير إرادته.

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها، تخفى على الناس تُعلم

يُعد معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين - رحمه الله - مهندس الحوار الوطني، فهو من أشرف على تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وتولى رئاسته منذ تأسيسه وحتى وفاته، وكانت مواقفه وأعماله مشهودة للجميع عبر تعامله وتحاوره مع مختلف الأطياف الفكرية والمذهبية، نعم، إنه يُمثل الوسطية الحقة، فإذا تحدثت معه شعرت أنك أمام قامة فكرية تختلف عن الآخرين في التعامل والتواضع والإنصات والزهد، ونقول له - رحمه الله -: لقد أتعبت من بعدك يا سيدي.

تعاملت مع معالي الشيخ - رحمه الله - كثيراً في العقد الماضي من خلال اللقاءات الفكرية للحوار الوطني، فهو لا يسمح لأحد بأن يحمل أمتعته عنه، ولا يرضى أن يجلس في مكان أحد، ويتضايق من ذلك كثيراً ولا يعتد بالفخامة ودرجات الطيران الأولى والسيارات الفارهة، وصالات كبار المسؤولين، إنما كانت رغبته بالذهاب مع العامة والتنقل عبر سيارات الأجرة دون ضجر أو ملل.

ومن الذكريات التي أذكرها والتي تدل على تواضعه الجم، أني حدثته ذات مرة ونحن في المدينة المنورة واقترحت عليه أنه من الضروري كتابة سيرة حياته لينهل منها ويتعلم منها من يأتي بعده، فرد عليَّ وقال: ليس هناك شيء يستحق التسجيل والكتابة!.

وفي الختام ندعو الله جميعاً بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويغفر له وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزل له الأجر العظيم وأن يجمعنا به في دار النعيم إنه سميع مجيب ولا نقول إلا ما أمرنا به ديننا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.

mshuwaier@hotmail.com

الشيخ الحصين.. العيشة الهنيئة والسيرة العطرة
د.محمد عبدالله الشويعر

د.محمد عبدالله الشويعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة