Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 07/05/2013 Issue 14831 14831 الثلاثاء 27 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

رحل من بيننا معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، من على فراش شيخوخة الورد، بعد مشوار طويل من الإخلاص، والصدق، والعمل الدؤوب، والذي امتزج في عناوينها العامة عناصر العلم، والزهد، والإبداع، مع أن مثله لا يغيب؛ لأننا سنعالج من لواعج الأشواق، التي تركها بيننا بصمة في جهاده العلمي، والديني، والوطني، وصفحة مضيئة من سمو أخلاقه، وبحر طيبه، ولين جانبه، وحسن خلقه؛ لينتفع به الدارسون، ويعتبر بسطوره المعتبرون.

لقد قطع ذكر الموت قلوب الخائفين، وجعلهم والهين في حزن، وهم، إلاّ أن العالم الشيخ الذي ذاب من وجده، فاعترته السنون، كان حازماً حين ورّث ماله، ولم يورّثه لغيره، وكان سعيداً حين لم يرض لنفسه من الحديث إلا بخيره، كما أنه كان قنوعاً حين نظر إلى الحياة بغير عين الطمع.

أيها العالم الجليل سلاماً، ففصول عمرك انتهت بعد أن استكملت من الرقم أربعاً وثمانين عاماً؛ لتكون شامة في جبين التاريخ، وستبقى حياً في ضمائرنا، عندما علمتنا كيف يكون الضمير حياً، فألهمتنا معاني العطاء بلا حدود.

سنروي عن حبنا الذي ما انقضى، وسيكون مشهد الوداع فوق طاقة الاحتمال؛ لأننا لن نميز بين صمتك الخاشع في حياتك، وصمتك الأبدي بعد مماتك. ذاك أن الشمل لن يلتئم، والكلمات لن تسعفنا، فحزنك أوسع من كل الحروف، ولحن رائحتك الأبدية أكبر من غزارة الدموع، التي سنذرفها برحيلك الهادئ؛ لتنبئنا عن نقائك الطاهر.

يا من نشر ألويته على الثرى لأهل الأرض بشرا بين يدي رحمته، ويا من يوفي عباده مثاقيل الذر، فوثقت الأنفس بفضلك العميم، ويا من لا يملّه الدعاء، ولا تنقضي خزائنه من العطاء، نسألك اللهم أن تستمطر على فقيدنا سحائب جودك، ورحمتك، ومغفرتك، ورضوانك، وأن تجعل مستقره في أعالي الجِنَان، وأن ترفع درجته في المهديين، وأن تجعله مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.



drsasq@gmail.com
باحث في السياسة الشرعية

الرحيل الهادئ!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة