Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 09/05/2013 Issue 14833 14833 الخميس 29 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لم أتفاجأ بنتائج الدراسة المنشورة في صحيفة “الرياض”، عن احتلال السعوديين المركز الأول على جميع دول العالم بالإنفاق السياحي.

وهذا لا يعطي مؤشر الرفاهية بقدر ما يبيّن أن السعوديين هم أكثر الناس سفرًا وبحثًا عن السياحة.

لسبب بسيط أنهم يعيشون في بلد تفتقد إلى أبسط مقومات الترفيه، وتحث الإنسان على أن يصنع جدول يومياته الروتين الممل، وإن حاول أي شخص تغييره بالاتجاه إلى المطاعم مثلًا، فقد يقع جيبه متألمًا من الفاتورة العالية نظير تناوله وجبة عادية، في مطعم تحيط بأركانه السواتر والحواجز، وقد يحالفه الحظ أثناء وجوده خصوصًا إن كان مع زوجته -بلا أطفال- أن يكون صيدًا لمداهمة رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يخضع لاستجواب يثبت فيه بالأدلة والبراهين أن المرأة التي معه هي زوجته! لذا فإن رحلة إلى مدينة خليجية قريبة في عطلة نهاية الأسبوع، لن تختلف مصاريفها كثيرًا عن تناول وجبتين في مطعم محفوف بالمخاطر، ولا يقدم أي أجواء للبهجة أو السعادة التي (قد) يجدها الشخص في مطعم وجبات سريعة خارج الحدود! إن كلمتي “ملل” أو “طَفًش” من أكثر الكلمات المتداولة لدينا، وهي لا تختص بشريحة عمرية معينة، وإن كانت تزيد لدى الشباب في عمرٍ صغير، وذلك لحاجتهم النفسية إلى الترفيه تبعًا لمتطلباتهم العمرية، هذه الكلمات نجدها مكتوبة حتى على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وتوحي بأمور كثيرة أهمها: أن هذا الشاب يعيش في حالة لا تتوافق مع عمره ولا متطلباته، وهذا الشاب يجد نفسه مختلفًا عن أقرانه في كل دول العالم، لأنه الوحيد المهزوم داخل أسوار المجتمع.

وإن كانت أبواب المراكز التجارية فتحت أبوابها للشباب وهذا القرار فتح معه نوافذ للتنفس، إلا أنها لا زالت نوافذ لا تُطل على شمس ولا يدخل منها ضوء ولا مشاهد فسيحة، لا زالت احتياجاتهم تحدها نوافذ ضيقة تكتم الشباب فنجد منهم من يتجه إلى التشدد والإرهاب، أو العكس يتجه إلى الانحراف والمخدرات -إلا من رحم ربي- وهنا لا بد أن نواجه أنفسنا بكثيرٍ من الصراحة في البحث عن الأسباب، وبكل اختصار أقول إن طبيعة المرحلة العمرية للشباب من الجنسين، تحتاج إلى كثير من الأنشطة التي تمتص هذه الطاقة وتوجهها إلى المكان الصحيح، وإن كانت هذه الطاقة الشبابية لا تجد أيا من الأنشطة التي تستغلها، فلماذا نستغرب باتجاه من ابتلاهم الله من شبابنا إلى وجهات خاطئة؟! أيضًا بالنظر إلى السلوكيات السلبية التي نراها في الشوارع من تحرش بالنساء، أو سلوكيات تجنح إلى التخريب كما يحدث بعد مباريات كرة القدم أو في المناسبات الوطنية، كلها أنشطة يطلقون من خلالها طاقاتهم بالاتجاه الخاطئ في ظل فقدان الفعاليات والأنشطة البناءة والترفيهية التي يجدون فيها المتعة والسعادة وتصريف الطاقة، وأتمنى أن لا يُلصق كل شيء بالدين أو بالعادات والتقاليد وأن انعدام الأنشطة لهذه الأسباب، فلو كان كذلك، فيعني أن معظم الناس التي تسافر وتذهب إلى السينما والأسواق المفتوحة وتطل عبر النوافذ الواسعة، هم يمارسون ما يتعارض مع الدين أو العادات -والعياذ بالله- لذا فمن الآن أقول لمن يحمل بيده هذا السيف أن يغمده! كثيرة هي السلوكيات التي ننتقدها، لكننا لا نفكر بالحل، والمنع ليس منهجًا سويًا، لكنه الأسهل على البعض من قرار مكتوب في سطر واحد يحتاج إلى عمل وتنظيم وجهد، ويلغي من قاموس شبابنا كلمات الملل والطَفَش!

www.salmogren.net

مطر الكلمات
ملل.. طَفَش!
سمر المقرن

سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة