Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 09/05/2013 Issue 14833 14833 الخميس 29 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

من جديد أدخلت الأزمة السورية (غرفة العناية الفائقة) وهذه المرة تحت إشراف أمريكي روسي مزدوج؛ فالاتفاق الذي أبرمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الروسي سيرفي لافروف والذي ينص على عقد مؤتمر دولي في نهاية الشهر الميلادي الحالي (آيار - مايو) يعني أن على السوريين أن يتحملوا مزيداً من الآلام والضحايا حتى يتوصل الروس والأمريكان وحلفاؤهما إلى صيغة تشمل صفقة للحفاظ على مصالحها التي أكد عليها وزيرا الخارجية في مباحثاتهما في موسكو، وهذه المصالح كما قال كيري في موسكو تعني استقرار المنطقة وعدم السماح للمتطرفين بإثارة المشاكل فيها وغيرها من المناطق.

أما كيف يتم محاصرة المتطرفين وكلا البلدين أمريكا وروسيا تدعم هؤلاء المتطرفين؟!

فالمعروف أن أمريكا تدعم تطرف إسرائيل التي تدخلت تدخلاً سافراً بقيامها بعدة هجمات داخل العمق السوري، وروسيا تدعم إيران والمليشيات الطائفية الشيعية التي تشارك مشاركة فعلية في المعارك الدائرة في سوريا التي تسببت في إحداث مجازر رهيبة في المدن السورية التي تعرضت إلى تطهير مذهبي بشع.

المؤتمرات الدولية لا يمكن أن تحقق توافقاً؛ إذ تتعدد مشارب وأهواء المشاركين الذين لا يُعرف على أي أسس سيتم اختيارهم، ومن الدول التي ستشارك في هذا المؤتمر، إضافة إلى أن روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي والصين طبعاً؟ وأين سيكون موقع إيران وتركيا وحتى إسرائيل؟ وهل ستشارك الدول الإقليمية ذات العلاقة بالأزمة كدول الخليج العربية والعراق ومصر ولبنان؟

ومع أن مثل هذه المؤتمرات لا تحقق حلولاً بقدر ما توفر تخديراً وتسكيناً تتيح وقتاً ومجالاً لبشار الأسد للمضي قدماً في تنفيذ الخطة (ب) التي تعمل وبوتيرة عالية على تهيئة الأرض لإقامة دويلة العلويين من خلال تصعيد عمليات (التطهير المذهبي) من الشريط الحدودي مع لبنان مروراً بقرى القصير ووصولاً إلى محافظة حمص إلى محافظات ومدن الساحل وخاصة بنياس، ومثل هذا المؤتمر الذي لن يعقد قبل ثلاثة أسابيع وهي فترة قصيرة لاختيار المشاركين في المؤتمر فضلاً عن مواضيع ومحاور المؤتمر، وفي الوقت الذي ينشغل العاملون على عقد المؤتمر ينشغل الداعمون للمخطط الطائفي في سوريا على تنفيذ خططهم في (تطهير) المناطق التي يشكل فيها أهل السنة الأغلبية وتكوين جيوب ودويلات طائفية بدءاً في مناطق ومدن الساحل وريف دمشق في منطقة زينب.

ولهذا فإن عقد مؤتمر لأزمة تفرّعت وتعقّدت إقليمياً وطائفياً لا يجدي مثل ما لو سُيطر عليها منذ البداية، فالأزمة السورية اندلعت لأن الشعب انتفض طلباً للحرية والخلاص من نظام فاسد متسلط، وقدم مطالب شرعية وبسيطة وكان يمكن أن تحل بدعم المطالب الشرعية وأن تقدم الدعم للشعب الثائر وليس الوقوف إلى جانب نظام ظالم يقمع شعبه وينفذ مجازر لم يشهده التاريخ المعاصر حيث فاقت المجازر التي شهدتها البوسنة والهرسك.

ولهذا فإن المؤتمر الدولي هي (حبة تخدير) جديدة تساعد على تنفيذ مخطط لتقسيم سوريا وإقامة دويلات طائفية وتحقيق مصالح روسيا وأمريكا وإيران وإسرائيل على حساب الشعب السوري الذي يقدم كل يوم مئات الضحايا.

jaser@al-jazirah.com.sa

أضواء
المؤتمر الدولي القادم لحل الأزمة السورية.. تخدير جديد
جاسر عبد العزيز الجاسر

جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة