Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 09/05/2013 Issue 14833 14833 الخميس 29 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

البيعة الثامنة

منذ أن وحَّد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هذه البلاد المباركة وهي بفضل من الله تعيش نماءً وتطوراً مطرداً، يزداد عاماً بعد عام، وتبرز نتائجه على المستويات المحلية والدولية كافة يوماً بعد يوم. وقد امتازت هذه البلاد بتواصل التنمية فيها وتكاملها رغم تغير الأشخاص الذين يحكمونها مع مرور الزمن، وإن كانت المراحل السابقة لعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - نموذجاً نادراً في الأداء المتميز للدولة المتطورة والسياسة الثابتة والمجتمع المتكامل؛ فلقد كانت أساساً قوياً للمرحلة اللاحقة التي بدأت منذ أن تولى - حفظه الله - الحكم بتاريخ 26-6-1426هـ، الذي يُعدّ تاريخاً فاصلاً، جاءت بعده مرحلة تغير فيها واقع البلاد في مختلف المجالات، من اقتصادية واجتماعية وتنموية وغيرها، وساعد على ذلك زيادة الدخل بارتفاع أسعار البترول، وزيادة كميات الإنتاج، وارتفاع الميزانية العامة التي جاءت في يد ملك مخلص، جعل همه وهدفه استثمارها في بناء الإنسان والوطن، والاستفادة منها في تطوير الفكر ودعم التنمية؛ لذلك انتقلت بلادنا - بفضل الله ثم بفضل سياسته الحكيمة - إلى مرحلة جديدة، هدفها المواطن وتهيئة الظروف الملائمة له؛ ليكون فرداً صالحاً عاملاً متمسكاً بالثوابت الشرعية مستفيداً من العلم والتقنية؛ ولهذا كان التركيز عليه بوصفه هدفاً رئيساً؛ لأنه أساس التنمية وغايتها؛ فلا يمكن أن يتطور بلد بمجرد أن يبني العمارات والطرق والمشاريع العملاقة، أو بما يسمى بقشور التنمية، ويبقى الإنسان المستهدَف في مكانه، يعيش الفقر والمرض والتخلف والجهل؛ ولهذا حرص - حفظه الله - كل الحرص على أن تسير التنمية في خطين متوازيَين، ففي الوقت الذي تتطور فيه البلاد على الطبيعة، وتتطور معها صناعة القرار ومواكبة العصر بمشاركة أطياف المجتمع كافة في البناء والتنمية، سواء تعيين الكفاءات من الوزراء ومن في حكمهم، أو بالرفع من أداء الأجهزة التنظيمية للدولة التي على رأسها مجلس الشورى؛ إذ حرص - حفظه الله - على تطويره النوعي والكمي، وأشرك المرأة في أعماله عضواً صالحاً، تشارك في قراراته، وتمثل نصف المجتمع الذي هي جزء منه، في الوقت ذاته حرص على بناء الفكر من خلال إنشاء الجامعات التي قفز عددها من ست جامعات إلى ثمان وعشرين جامعة، وابتعاث أكثر من مائة وسبعين ألف طالب للدراسة في دول شتّى لتنويع التجربة وإثراء الفكر وبناء عقل الإنسان، وحرص على دعم العليم العام مادياً ومعنوياً حتى خصص له في ميزانية الدولة العامة هذا العام أكثر من 168 مليار ريال، كذلك جرى العمل على تأمين العيش الكريم للمواطن بمعالجة البطالة وتأمين الدخل لمن لا يجد عملاً، وبناء السكن للمحتاج، وصرف القروض والمساعدات، ورفع قرض صندوق التنمية العقارية ليفي بمتطلبات البناء للمواطن، وإيجاد نقلة نوعية بتأمين الأراضي اللازمة للبناء والسكن وتوزيعها على المواطنين من خلال جهة واحدة توحيداً للجهود وتقديراً لحاجة الناس، ودعم الأمن بإحداث الوظائف وتخصيص المبالغ اللازمة، ورفع مستوى أداء جهاز القضاء الذي هو صمام الأمان للدولة والوطن. ولأن صحة الوطن من صحة المواطن، والجسد المريض لا ينفع فيه علم ولا يشارك في تنمية، حرص - حفظه الله - على إنشاء المدن الطبية والمستشفيات المتخصصة في المدن والمحافظات، وصاحب هذه الجهود الجبارة إيمان خالص برسالة هذه البلاد الطاهرة المتمثلة في خدمة الدين الذي هو عمادها وسر بقائها ورمز وجودها، فحرص على بناء المساجد ودعم الأجهزة المشرفة عليها، متوجاً رسالته بتوسعة الحرمين الشريفين المكي والنبوي بشكل لم يسبق له مثيل، وبطاقة استيعابية لا يمكن أن تتحقق لغيرهما. ولعل من علامات التوفيق من الله لهذا القائد الحكيم اختياره ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي لا يقل عن أخيه حكمة وعلماً وحباً لوطنه وإخلاصاً لمواطنيه، والذي جاء خلفاً للرجل الفذ والقائد الملهم الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي قضى نحبه مخلصاً لدينه ثم مليكه ووطنه، كما جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء استكمالاً لمسيرة العطاء، وهو - بلا شك - ركن أساس ورجل دولة متميز، وسلمان وإخوانه - بلا شك - يمثلون عضداً قوياً وسنداً أميناً، يركن إليه في الشدة، ويستعان به في كل الظروف بإذن الله.

وأنا هنا لستُ بصدد تعداد ما تم أو وصف الواقع؛ فهو يتحدث عن نفسه، والرؤية تنبئ عن الحدث، وما أنجز في بلادنا خلال هذه السنوات المعدودة لا يمكن أن يتحقق في دول أخرى إلا في عشرات السنين. ولعل من أهم ما نفخر به ونعتز تلك اللحمة القوية بين القيادة والشعب التي أثبتت - بما لا يدع مجالاً للشك - الرضا التام والولاء الحقيقي من المواطن لدينه ثم لولاة أمره. ولقد انعكس وضع البلاد الداخلي على علاقتها مع الدول الأخرى؛ فأصبحت المملكة محط أنظار العالم بأطيافه وفئاته كافة، تمثل ثقلاً سياسياً وعاملاً مؤثراً في صناعة القرار الدولي، ونشأت علاقات مميزة بين بلادنا ودول العالم، قامت على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وفي الختام، فإن سعادة الناس بقيادة هذا الرجل الملهم والتفافهم حوله ومحبتهم الصادقة له تتجدد يوماً بعد يوم، وتتأصل في أعماق مواطنيه كلما طلعت شمس أو غربت. وفي يوم البيعة يتجدد الدعاء وترتفع الأكف لخالقها بأن يحفظ هذا الملك وإخوانه وأعوانه المخلصين، وأن يديم علينا أمن بلادنا واستقرارنا، وأن يحفظنا من حسد الحاسدين وكيد الحاقدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

معالي وكيل وزارة الداخلية

محطة مشرقة من محطات العطاء والتنمية لبلادنا
د. أحمد بن محمد السالم

د. أحمد بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة