Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 09/05/2013 Issue 14833 14833 الخميس 29 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

متى يتغير حاله؟
بين معلم الأمس ومعلم اليوم (هيبة) مفقودة و(إحباط) مستمر..!

رجوع

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فقد اطلعت على المقال الذي كتبه سلمان بن محمد العمري في جريدة الجزيرة العدد 14771 (من أسقط هيبة المعلم) أفاض وأجاد ليس بغريب عليه مثل هذا الطرح الجيد الذي فتح نافذة مهمة في حياتنا المعاصرة فيجب أن تتضافر الجهود وتوضع النقاط على الحروف. المعلمون يمثلون أكبر شريحة من موظفي الدولة وهذه الفئة التي تعجز الكلمات أن تفيه حقها من الاحترام والتقدير لأنهم العنصر الفعال والعامل المؤثر في صنع حضارات الأمم وتقدمها ورقيها، من تحت أيديهم يخرج لنا علماء الأمة ومفكريها وأنظار المجتمع تتطلع إليهم دائماً في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم، إن رسالتهم رسالة عظيمة ينأى بحملها من لا يعرف مسؤولياتها وحجمها، هم آباء يغرسون في طلابهم القيم والأخلاق الفاضلة ويسيرون بهم إلى شاطئ النجاح في أمن وأمان هم من يضيء شعلة الأمل في الأجيال يتعهدون غرسهم حتى يثمر، تغيب شمسهم وتبقى تضحياتهم تتشعب مسؤولياتهم إلى نواحي عديدة من تعليمية وتربوية وأنشطة تعني ببناء عقولهم وأجسامهم.

ضمن أجندة المعلم الكثير من المهام والواجبات لا يجد الوقت الكافي للراحة. أحلامه أن يجلس على مقعد مريح لبرهة يلتقط فيها أنفاسه ويجدد نشاطه أعمال متكررة وروتين رتيب يشعره بالملل، وعين الرقيب عليه مفتوحة يحاسب على الصغيرة والكبيرة أخطاؤه تجسم يقتل فيه الطموح والاخلاص لا يستطيع الدفاع عن نفسه لأنه معلم المفترض فيه أن يتحمل ويتحلى بالصبر والرفق واللين و.. الخ. أما الطالب فلديه حصانة وتسمح أخطاؤه وتوجد له المبررات ويؤخذ بخاطره ويمنح الحق في كثير من المواقف بدون وجه حق مما جرأ بعض الطلاب على معلميهم والتطاول على هيبتهم وتكمن سعادة هذه الفئة من التفنن في الإيذاء والإزعاج.

عندما أرجع بالذاكرة إلى بداية عملي في الميدان التربوي أدرك الفرق الكبير، فمعلم الأمس يحظى باحترام وتقدير من كافة أطياف المجتمع ويقف الأب إلى جانب المعلم لمكانته العظيمة في نفوسهم، وكانت المخرجات التعليمية جيدة، ولعل أهم الأسباب قوة نظام ردع المخالفين من الطلاب والكل يدرك أن المعلمين بينهم فروق فردية في الشخصية والمادة العلمية مع ذلك كان الجميع يعمل في جو مريح، فالنظام القوي والواضح يعزز جوانب القصور لدى المعلم ويستطيع نقل المعرفة لطلابه ويتفانى في عمله ويحبه لأنه يحس بالأمن والتقدير. ومعلمو العصر الحاضر يرفعون أصوات الاستغاثة إلى الجهات المعنية لإعادة النظر في عقوبات الطلاب بما يكفل احترامهم ويعيد هيبتهم، فالوضع مترد حتى أصبح المعلم لا يعرف حقوقه ويحسب خطواته ويراقب تصرفاته وحاله يقول (احفظ للقوم ولا تصلح) المهم أن يخرج بسلام. لأنه يعرف أن الطالب منح فوق ما يستحقه من الحماية وهو واقع بين المطرقة والسندان فإن سلم من الطالب لن يسلم من ولي الأمر الذي يطالب لابنه بحقوق غير مشروعة ويلوم ويعنف المعلم، هذا التحول الذي هز شخصيته وأضعف المخرجات التعليمية ورفع صوت الطالب ليس وليد الصدفة بل نتاج تخبط وتسرع في تعديل الأنظمة من نظام شامل إلى مطور إلى معدل.. الخ. وخلال هذه التعديلات المتلاحقة سقط نظام درجات السلوك والمواظبة حيث تساوى المحسن مع المسيء ورجع النظام بعد فترة من الزمن ولكن بضوابط تخدم الطالب أكثر من المعلم، نجاحك أخي المعلم يعتمد على قوة شخصيتك وكيف تدير الفصل وتتعامل مع الطلاب. فاليوم أنت على ثغر وأمام تحديات مختلفة من وسائل إعلام وضعف دافعيه للتعليم وانشغال الأسرة والبحث عن أعلى الدرجات دون النظر في المضمون، أنت مع هذا كله المسؤول الأول عن بناء مستقبل الأمة فاحتسب وثابر والله يجزيك على حسن العمل، والحمد لله أن هناك علامات ومؤشرات تبشر بالخير فصدور الأمر السامي بإنشاء هيئة عليا لمراقبة التعليم دليل على وجود جانب قصور واضحة لدى الإدارة سيكون لها بإذن الله الأثر الفاعل على تغير الكثير من حال الواقع والرقي بمستوى التعليم بما يتمشى مع التطلعات والطموحات نسأل الله أن تكون هذه الهيئة باب خير على التعليم، البلاد في حاجة إلى كوادر مؤهلة تأهيلاً جيداً وليس حملة شهادات.

العالم يسير بقفزات سريعة ونحن نتراجع للوراء وكل ذلك مرده إلى الخلل في المنظومة التعليمية من أهم أركان العملية التعليم والتربوية المعلم الذي ترك يصارع في الميدان لوحده، وقلل من شأنه لم يمنح أبسط التكريم. المعلم لا يجد المشفى الخاص لعلاجه ولا النادي ولا.. أقل الموظفين يحصل على ميزات لا يحلم بها معلموهم، أين نحن من العالم، ومن الأجيال السالفة التي تقدر المعلم، هان علينا فلذات أكبادنا نكتفي بالقشور، غلب الماء على الطحين بالنظر لهذا الموقف الرائع من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عندما زار الكويت بعدما وحد هذا الكيان العظيم أول ما طلب اسم شخص كبير في السن تطاير الخبر بين الناس الملك عبدالعزيز يسأل عن فلان، الكل مذهول تسابق الناس على طلبه عندما وصل الأمر إليه خاف من هيبة الموقف لأنه لم يسبق له مثل ذلك، عندما مثل أمام الملك رحمه الله بادره بالترحيب وحسن الاستقبال وأدناه منه وعلامات الاستفهام تدور في الأذهان من هو هذا الرجل الذي نال هذه الحفاوة (إنه معلم الملك عبدالعزيز) لإيمانه بأهمية دور العلم وأخذ يثني عليه وأكرمه أيما اكرام تمنى الكثير من الحضور لو كان معلماً.

إن الخير باق في الأمة إلى أن تقوم الساعة فعلاً لا يعلم أشرف من مهنة المعلم، فهو أهل للثقة وصاحب رسالة خالدة يبقى هذا العظيم حياً يعيش حياته مرات بعمر كل طالب من طلابه، الناس تبني مدائن تراب وأنت تبني مدن من فكر وقيم وآداب مازال هناك وسيبقى من يردد قول الشاعر:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي

يبني وينشء أنفساً وعقولا

أتقدم نيابة عن كل معلم بالشكر والتقدير للكاتب سلمان العمري على تسليط الضوء على مكانة المعلم، فلا يأس مع العمل كما أتهلل براً وأسعد حين أراك أخي المعلم يا من تحمل بين جوانحك نفساً صادقة وقلباً حاراً يحترق على واقع أمته ويتألم لحال الشباب لا يكون ذلك عائقاً لك ومثبطاً بل أنت تحمل طموحاً صادقاً ونفساً أبياً متطلعاً للاصلاح والتغير. أخي المعلم أنت محط آمالنا أنت طريقنا إلى الشباب بل إلى الناس كلهم.

عبدالعزيز بن عبدالله الدويسي - مشرف تربوي ومدير عام مدارس الرياض - سابقاً

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة