Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 10/05/2013 Issue 14834 14834 الجمعة 30 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حدث غريب على مجتمعنا استفز مشاعر الناس، وأثار سخطهم واستهجانهم.. المكان منتصف الطريق بين بلدة الربيعية شرق مدينة بريدة وروضة اللغف “روضة مهنا” التاريخية.. طبيعي أن لاعلاقة للمكان بما حدث من شباب سيئ السلوك تجمع في هذا المكان من عدة مناطق ومحافظات، كما أوضح الأمر بيان شرطة منطقة القصيم وقاموا بحركات مسيئة ومخزية ومقززة وسط تجمع الناس. لم يكن ما فعلوه تراقصاً أو رقصاً عادياً مقبولاً كما يشاهده الناس في الأفراح وإنما رقص ممزوج بالسماجة وقلة الحياء والتفسخ من الأخلاق ومؤذٍ ومستفز للمشاعر بكل العبارات المتاحة. المكان اكتظ بالزائرين الذين قصدوه بعد نزول الأمطار للاستمتاع بالبحيرات التي كونتها مياه الأمطار التي هطلت على المنطقة بغزارة نهاية الأسبوع الماضي. اعتدال الأجواء حفز مئات العائلات والشباب لقضاء وقت جميل لكن ما حدث من خمسة شباب تعدت أعمارهم الثلاثين وقرروا بطوعهم واختيارهم نهج السلوك البهيمي عكر أجواءهم وأفسد متعتهم.

هي فئة دون شك لا تمثل الشباب السعودي المحافظ على القيم والأخلاق النبيلة وإنما تجلب الإساءة في الأخير لنفسها. شرطة منطقة القصيم برجالها المخلصين قامت بالواجب بتتبع هؤلاء الشباب بعد نشر صورهم المسيئة في مواقع التواصل الاجتماعي وإلقاء القبض عليهم في المناطق والمحافظات التي يسكنونها في ساعة متأخرة من نفس الليلة وفي زمن قياسي يستحق الإشادة عليه رجال إدارة التحريات والبحث الجنائي بالقصيم، ويشكرون على سرعتهم في مباشرة عملياتهم ما يؤكد حرص الأجهزة الأمنية في بلادنا على استتباب الأمن وتعقب المخالفين والمتجاوزين على الغير.

سجلت شرطة القصيم اعترافاتهم تمهيداً لإحالتهم لهيئة التحقيق والادعاء العام وبذا تكون القضية برمتها أمام الجهات الرسمية ولم يبق لنا إلا فقط البحث في أصل مثل هذه الأفعال المشينة، وهل ما حدث يأتي في سياق ظاهرة منتشرة أم أنه حدث من جملة أحداث متفرقة تحدث بين فترة وأخرى؟.. وما الدوافع التي تدفع هؤلاء الشباب وغيرهم لانتهاج هذه السلوكيات المسيئة؟.. وما المطلوب من المجتمع بكل مؤسساته كي لا تتكرر مثل هذه المناظر المؤذية والمقززة والمخالفة للفطرة؟.

في رأيي ومن واقع اطلاعي على بعض الصور لدى جهات أمنية فإن عدداً من الشباب قد وقع في هذا المستنقع العفن نتيجة ضعف الوازع الإيماني والفراغ وانشغال أسرهم عنهم بأمور الحياة ما أدى إلى التباعد الروحي الذي تسبب في افتقار هؤلاء الشباب وبالذات الصغار لجرعات الحنان من الآباء والأمهات ولمسات الرعاية والاهتمام والتحفيز أو على الأقل السؤال عن الأحوال ومثلما ورد في الحديث النبوي الشريف “كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته...” فهل أحسن الراعي أم فرط؟، وقد تفرز حالات الطلاق وتباعد الزوجين وتفكك عرى الأسرة حالات مشابهة، وربما هناك نسب متداخلة لحالات اليتم أوالفقر ومصاحبة قرناء السوء والذين يزينون للصغار سلوك هذا الطريق. ويأتي تعاطي المخدرات كسبب رئيس لا يمكن تجاهله!

هذه الأفعال ربما لا تشكل ظاهرة في مجتمعنا حالياً لكنها موجودة على شكل أحداث متفرقة ولا ينبغي أن ندس رؤوسنا في الرمال ونسكت على ما يحدث حتى لا تتحول إلى ظاهرة اجتماعية يصعب حلها.. بالتأكيد مطلب ملح ملاحقة هؤلاء والإطاحة بهم، لكن الأكثر إلحاحاً إيجاد الحلول العاجلة للقضاء على هذا الوباء.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
تراقص مؤذٍ للمشاعر
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة