Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 10/05/2013 Issue 14834 14834 الجمعة 30 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

اللغة هوية، اللغة تأكيد حضور على خارطة الحياة، هي دمنا ولحمنا لا رداء نلبسه ونخلعه ثم نعلقه في مهب الغياب، اللغة كما قال عنها ابن تيمية: “فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون”.

ولعل من الأقوال الرائعة عن اللغة تلك التي تنسب للفرنسي إرنست رينان: من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية، فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأةً في غاية الكمال، سَلِسَة، غنية، كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها”

الله.. الله يا لغتنا العربية، استوقفت العرب والعجم، وأدرك أهميتك من هم ليسوا منك وأهملك أبناؤك وشبابك بالذات، الذين أغرتهم وسائل التقنية باستخدام رموزها ولم يكن لهم التأثير والتصميم على استخدام لغتهم في الفضاء الإلكتروني وتوثيق محتواها فيه.

جاء العربيزي والكتابة بالحرف اللاتينية، وجاءت الرموز الغبية واستعمال الأعداد الإنجليزية بدل أحرف لغتنا، حتى الطفل الصغير نحادثه بمصطلحات أجنبية، وكأن التحدث بلغة أجنبية استشرى في مجتمعاتنا كمرض فيروسي يبدو كنوع من التظاهر بالرقي والثقافة، بينما إن تمعنا جيدا لأيقنّا أن انسلاخنا عن هويتنا ولغتنا هو ضياعنا وتخلفنا ولنا في الشعوب الأخرى أمثلة على تميزهم سببه تمسكهم بلغتهم التي هي لغة الحياة والتخاطب ولغة المدن التي لا تحمل محالها إلا لغتها القومية، ولغة التعليم والعلوم، وشرط التوظيف.

لغتنا هي الوعاء الأمين لأحاسيسنا.. للأدب التي تحمله الكتب في بطونها، فكيف لا تكون مصانة بقدر اهتمامنا بترجمة مشاعرنا بلغة أمينة عليها.

أستعين بقول د إبراهيم الشمسان: إن الهنود الحمر تعرضوا لإبادة المستعمر لذلك أبيدت لغتهم، أما نحن فحملنا المعاول بأنفسنا لهدم صرح هويتنا.

لعل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية هو مؤسسة رائدة فتحت الباب في وقت صعب لكل الباحثين والمهتمين للذود عن لغتهم وإيجاد الحلول لإسعافها، وكعادتها وزارة التعليم العالي مظلة لكل ما هو مبدع ومفيد في مجالات عطائها، ولعل الإصدارات القيمة التي تصدر عنها توثيق لجهود المركز والمشاركين في ندواته وللأوراق التي تقدم والجهود والبحوث.

المجلس الدولي للغة العربية كذلك في المؤتمر الدولي الثاني له المنعقد في دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اجتمع في أيامه الثلاثة أكثر من 500 متحدث من كل التخصصات والجهات ومن أكثر من 70 دولة حضروا يشاركون تحت عنوان” اللغة العربية في خطر والجميع شركاء في حمايتها.

في قاعات النقاش غاليا ما تطرح الآراء والمشاكل وبعض الحلول، منها ما يمكن للفرد معالجته لحماية لغته ومنها تحتاج قرارات سياسية لمعالجة الأمر بشكل قاطع.

تحية خاصة للدكتورة وسمية المنصور لتواصلها الدائم وآرائها النيرة، د. نوال الحلوة وكل جنود لغتنا المنافحين عليها، هذه اللحظات وإلى دبي أتوجه بتحية للدكتور علي الموسى المشرف على ملتقى مجلس اللغة في دبي وكل جهوده الرائعة، ووقفة امتنان لكل من يبذل جهدا في هذا المجال.

mysoonabubaker@yahoo.com

الأشرعة
نحن ولغتنا العربية
ميسون أبو بكر

ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة