Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 10/05/2013 Issue 14834 14834 الجمعة 30 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

بالكاد فاز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بفارق واحد ونصف بالمائة في الانتخابات التي جرت في 14 إبريل - نيسان الماضي، ضد منافسه انريكي كابريليس.

وبرغم أن الحملة الانتخابية كانت حامية الوطيس، وتبادل خلالها المرشحان شتى أنواع الاتهامات، وأقذعا لبعضهما الكلمات، إلا أن فنزويلا ما تزال إلى يومنا هذا تتقلب على صفيح ساخن. وبلغ الأمرُ بنواب الطرفين في البرلمان أن «تناقشوا» مؤخراً بتوجيه اللكمات إلى بعضهم البعض.

ولكن، كائنة ما كانت الفوضى الناجمة عن التطاحن السياسي والإيديولوجي بين الفرقاء المتنازعين على السلطة، هناك عملٌ آخر يمكن أن يفعله الرئيس مادورو؛ عملٌ بسيط يمكنه أن يحدد للعبة قواعدها، ويبني شيئا مثمرا للمستقبل، بالتشاور مع فرقاء الاختلاف.

في مجتمعات تشهد انقسامات سياسية حادة، كفنزويلا، ثمة حاجة للاعتراف بأن «تداول السلطة» يتطلب صبرا، كما أن «الديمقراطية» تتطلب «قبولا بالديمقراطية»، بضبط قواعدها من جهة، وبقبول نتائجها من جهة أخرى.

الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فاز بالسلطة في رئاسته الأولى، في مواجهة المرشح آل غور، بفارق بضعة آلاف من الأصوات في ولاية واحدة (فلوريدا) قلبت التوازن بين كل الولايات الأميركية الأخرى.

الديمقراطيون الأميركيون، لم يتبادلوا اللكمات مع رفاقهم الجمهوريين في الكونغرس. ولكنهم صبروا ثمانية أعوام، قبل أن يتمكنوا من تقديم رئيس من بينهم (باراك أوباما) ما يزال يتربع على سدة السلطة الآن.

خلال تلك السنوات، خاضت الولايات المتحدة حروبا، وواجهت أزمات، إلا أن الأميركيين، في السلطة وخارجها، ظلوا موحدين حتى وهم على اختلاف. وعالجوا مشاكلهم بتبادل الأفكار لا بتبادل اللكمات.

الأساس في «وصفة الصبر» لا يتعلق بسمات أخلاقية، بل بوعي عام يفهم من «تداول السلطة» أن «الدنيا دوّارة»، وأن ما تكسبه اليوم سيؤول إلى غيرك غدا، وأنه في الأصل، ما كان ليصل إليك لو دام لغيرك.

وبافتراض أن الرئيس مادورو يمكن أن يكسب الدعوى التي رفعها منافسه أمام المحكمة العليا، فإنه يمكن أن يفعل شيئا آخر، لعله أهم: إرساء قاعدة للصبر تسمح بتحويل مفهوم «تداول السلطة» إلى آلية تقوم على:

1ـ ضبط عمل صناديق الاقتراع. 2ـ القبول المشترك بنتائجها. 3ـ الصبر على السلطة حتى تأتي. لا لشيء، إلا لأن الدنيا تدور!

فما لا يكسبه آل غور لأفكاره وخياراته، يمكن أن يكسبه أوباما، ولو بعد حين.

هذه القاعدة ليست قاعدة أخلاقية، على أي حال. إنها قاعدة عمل مؤسساتي، قائم على دستور وأعراف، قائم بدوره على توافقات جمعية تلقى صدى في المجتمع كله.

لهذا السبب، فحتى الفوز أو الخسارة بفارق بضعة آلاف من الأصوات، لن يتطلب تبادل اللكمات، ولا تحويل صناديق الاقتراع إلى صناديق لنقل الضحايا.

ولدينا «ربيع عربي» لم يورثنا إلا عنيف الانقسامات. وعلى الصفيح الساخن ذاته، فنزويلا ما تزال فنزويلا!

أفهل سمعت يا جار؟

كاتب وناشر ورئيس تحرير “المتوسط أونلاين”

فنزويلا ما تزال فنزويلا يا جار
علي الصراف

علي الصراف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة