Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 10/05/2013 Issue 14834 14834 الجمعة 30 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

مفتي الجمهورية اللبنانية لـ (الجزيرة):
الخطاب الإسلامي يحتاج إلى إلمام بالعلوم الشرعية والوعي والإدراك وظروف المجتمع

رجوع

الخطاب الإسلامي يحتاج إلى إلمام بالعلوم الشرعية والوعي والإدراك وظروف المجتمع

بيروت - خاص بـ (الجزيرة):

أكد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على أهمية الخطاب الإسلامي في زمن التقنية وثورة المعلومات، كما طالب القائمين عليه الالتزام بالوسطية، والاعتدال والعلمية والشفافية، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو هذا الخطاب، وأشاد مفتي الجمهورية اللبنانية بروح التجديد والتفاعل في الخطاب الإسلامي، جاء ذلك في حوار لـ «الجزيرة» مع سماحته، وفيما يلي نصه:

هل افتَقَرَ الخطابُ الإسلامي المُعاصِر إلى العِلمِ الشَرعي؟

- لابُدَّ أولاً من تحديد المقصود بالخطاب الإسلامي عندَ السائل، هل الخطاب العلمي في التأليف؟ أمِ الخطاب الإعلامي في قضايا المسلمينَ العامة؟ أم الخطاب في مجال مخاطبة الناس في الدعوة إلى الله ومَوضوعاتِها؟ أمِ الخطابِ السياسي الإسلامي على لسان الأحزاب والحركات والتنظيمات الإسلامية المتعدِّدة؟

- وعلى أيَّةِ حال، وما دامَ الاستيضاحُ منَ السائِلِ غَيرَ مُتاح، أرى أن الخطاب الإسلامي على أيِّ اعتبار مِمَّا ذكَرنا وغَيرَه، ينبغي أن يكونَ صاحِبُهُ على درَجَةٍ منَ الإلمام بالعلومِ الشرعية بِحَسَب اختصاص الخطاب الذي يتناوَلُهُ في خطابِهِ، إذ لَا بُدَّ للمسلم أن يكونَ على درَجةٍ منَ المعرفة والإلمام بالعلوم الإسلامية وبثقافةِ الإسلام العامة تُمَكِّنُهُ من العمَل بِالواجبِ عليه في الدين، ومن أداء ما يريد أداءَهُ في خطابهِ الإسلامي ومَجالِه.

هل المجتمعات الإسلامية على اختلَافِ ثقافاتِها أصبَحَت أكثَرَ وَعياً في السَنَواتِ القَليلةِ الماضية؟ وهل أثَّرَت التِّقنية الحديثة ومُستَجدَّات وسائِلِ الإعلام والِاتِّصال في هذا الوَعي؟

- نعَم لَا شَكَّ أن المجتمعات الإسلامية بصفةٍ عامة، وعلى درجاتٍ متفاوتة من بيئَةٍ لأُخرى، ومن مجتَمَعٍ لِآخَر، أصبحَت أكثَرَ وَعياً ومَعرفةً وعلماً وتعَلُّماً في السَنواتِ الأخيرة، بنتيجة التَطَوُّر العلمي الهائِلِ في العالَم، وتَطَوُّرِ وسُرعَة الِاتِّصال المعلوماتي وأجهِزَتِه الفائقَةِ السُرعة في الحصولِ على المعلومة المطلوبة، والِاطِّلَاع والمعرِفة وتَحصيلها ليسَ في دقائِقَ فَحَسب، بَل في ثَوانٍ أيضاً، ومِن ثَمَّ استِخدامَها في الهَدَف المطلوب، وقد أثَّرَت هذه التِّقنِيَّات الحديثة وسَتُؤَثِّرُ مستَقبَلاً أكثَر في هذا الوعي وازديادِهِ في العالم وشعوبِه.

ما مَدَى مواكَبة الخطاب الإسلامي لهذه التَطَوُّرات؟

- لقد استفادَ الخطابُ الإسلامي وأصحابُهُ من التِّقنِيَّات الحديثة وتَطوُّرِها السريع، إلاَّ أنَّ الذي يُعَكِّر على هذهِ الِاستِفادة هوَ أُسلوب وطريقة الذينَ يُباشرونَ هذا الخطاب؟ العِلميَّة والشَّفافيَة والِاعتدال والحِكمة والوُضوح والإقناع والِاقتِناع بِلَا تَجريحٍ بِالآخَر الذي يختَلفُ معَكَ في الرَّأي، أمورٌ مطلوبة في الخطاب الإسلامي، والخطاب الإسلامي بصِفَةٍ عامَّة يواكِب هذه التَطَوُّرات على درجاتٍ متفاوِتة لَم تَبلغ بَعد مُستَوى الإسلام المُتَمَيِّز الذي يُريدُهُ لأبنائِه.

هل أضحَى الخطابُ الإسلاميُّ المُتَمَيِّز نادراً في مُجتَمعاتِنا المُسلمة في خُطَب الجُمُعة والمُحاضَرات والنَّدوات غيرها من أنواع الخطاب؟

- نعَم لَا زالَ الخطابُ الواضِح كلَّ الوُضوح، البَليغُ الحَكيمُ المُتَمَيِّزُ في المجالَات المذكورة، البعيد عنِ الأهداف الذاتية نادراً في المجالَاتِ المذكورة، لكنَّهُ مَوجود بدرجاتٍ متفاوِتة، ونأمُل بمزيد منَ الوَعي والثقافة والمعرفة والعِلم والِانتِباه والحَذَر تَحسينُ المُستَوى لخدمة الإسلام والمسلمين خدمةً حقيقيةً مطلوبة في وقتٍ قصيرٍ نِسبيَّاً لَم نبلُغ مُستَواهُ في عُقودٍ طويلةٍ مَضَت.

فَكَيفَ نَصِل إلى خطاب إسلامي متجَدِّد يواكِبُ العَصر؟ ويكونُ الوَعظُ والإرشادُ فيهِ حَكيماً ومُؤَثِّراً وفاعِلاً؟.

- هناكَ دراساتٌ كثيرة، وبُحوث متَعَدِّدة، ومُؤَلَّفاتٌ مُتَنَوِّعةٌ مُتَخَصِّصة، تُساعد مَن يُباشِرَ الخطاب في أكثَرِ مِن مَجال على تَحسين وسائِلِ الخطاب، واجتِذابِ الجُمهور، والِاجتهاد في إقناعِهِ، وتَحقيقِ اقتناعِهِ، وشعورِهِ بالوُضوح والفَهمِ العَميقَين، والِارتِياح، ليُعاوِدَ الِاستِفادة والِاستِمرار.

لكِنِ الكُتُب والبُحوثُ وحدَها غيرَ كافية لكنَّها تُساعِد، الذي يَصِلُ بنا إلى خطابٍ إسلاميٍّ مُتَجَدِّدٍ ومُؤَثِّرٍ وفاعِل يواكبُ العَصر، ويُحَقِّقُ الأهداف، هوَ العَودة إلى الذَّات وإصلَاحِ الخِطاب وتَصويبِ وسائِلِهِ بوَعيِ بالأخطاء، وتفكيرٍ عمَليٍّ فيما يُؤَثِّرُ في الناس ويَرجونَهُ في الخطاب، سواء منَ الذينَ يحضُرونَ للِاستِماعِ إلى الخطاب، أوِ المشاركةِ في المناقَشَةِ بعدَهُ والِاقتِراحِ أوِ والتعليق، أو من الذين يستَمِعونَ عَن بُعد، ولَا شَكَّ أن إعادة الذي يُباشِرُ الخطاب الِاستِماعَ إلى نفسِهِ سَوفَ يفيدُهُ أكثَرَ مِمَّا يتَصَوَّر حيثُ سيَكتَشِفُ أخطاءً كثيرةً وقَعَ فيها أَو بَدَرَت منهُ يُسارِعُ إلى تلَافيها في مرَّاتٍ قادِمة.

لكِن أهَمَّ ما يجعلُ الخطابَ مُؤَثِّراً ومُتَجَدِّداً وفاعِلاً ليسَ فقط كلُّ ما مَرّ، بَلِ الاستدلالُ بالقُرآنِ العظيمِ وآياتِه، وإمعانُ الفِكرِ في تَجَدُّدِ خطابِهِ في المسأَلةِ الواحدة ومُحتَواها في التَّكرارِ المُفيدِ في آياتِه التي لَو أُنزِلَت على جَبَلٍ لرَأَيتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً من خَشيَةِ الله، ثُمَّ الِاستِدلالُ بكَلامِ النُّبُوَّةِ الذي تَشِفُّ منهُ الأرواحُ والقلوب من حديثِ سَيِّدِنا ونَبيِّنا ورسولِ اللهِ إلينا محمدٍ صلَّى اللهُ تعالى عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وسلَّمَ، ورَضِيَ عنهُم أجمَعين، والحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، وما تَوفيقي إلاَّ بالله، عليهِ توَكَّلتُ وإليهِ أُنيب، وهوَ رَبُّ العَرشِ العَظيم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة