Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 10/05/2013 Issue 14834 14834 الجمعة 30 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

جامعة الإمام الرسالة والعراقة والريادة ومن حديث الذكريات
صالح إبراهيم المنيف

رجوع

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قلعة علمية شامخة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. وصرح أكاديمي معرفي سامق..

تاريخ عريق.. ونمو متواصل يسابق الزمن.. ويواكب العصر.. رسالة سامية.. نور وهداية.. ماض مجيد.. وحاضر زاهر.. حافل بالعطاء.. زاخر بالإنجاز.

كان لها قصب السبق في التعليم الجامعي في هذا الوطن الغالي حيث أشاعت النور والعلم والمعرفة بين أرجائه بكل عزم واقتدار وسدت بخريجيها وعلماؤها متطلبات الوطن في كثير من الميادين.. فتخرج من بين أفيائها وقاعاتها الرحبة آلاف من العلماء على هدى وبصيرة وأعداد من القضاة والدعاة والمدرسين الأكفاء والإداريين الذين تولى العديد منهم مناصب قيادية عليا بمختلف مرافق الدولة.. وما زالوا بحمد الله تعالى..

هذه الجامعة العريقة تحتل مكانة عالية خاصة في نفسي وتسكن بين جوانحي وأحمل لها مشاعر جياشة صادقة «يشدني إليها رباط علمي وروحي وثيق».

ولن أنسى تلك الأيام الجميلة والرائعة التي قضيتها بين ربوعها الرحبة وقاعاتها العلمية التي أحسبها من أجمل أيام حياتي.

حيث أكملت دراستي الجامعية ونهلت من معين علومها الثرة على يد أساتذتها وعلمائها الأجلاء ففضلها علي لا ينسى والوفاء لها ولأساتذتها أعتبره واجباً حقاً.

إن جامعة الإمام وتطورها المذهل تعيش الآن عصراً ذهبياً متألقاً بلغ أوجه واحتلت مكاناً علياً وهذا بلا ريب يجسد ويترجم اهتمام الدولة -أيدها الله- وعنايتها التامة بالتعليم الجامعي والعالي وبالتعليم عموماً على مختلف مراحله ومستوياته في هذا الوطن العزيز.

سبع وعشرون جامعة حكومية وأهلية بمواصفات عالية تزخر بها بلادنا إنه رقم يبعث على الفخر ويدعو إلى الاعتزاز بل والاطمئنان والثقة على مستقبل أبناء الوطن وأجياله إنه مستقبل واعد سلاحه العلم والمعرفة بمجالاتها الرحبة وميادينها الواسعة، ولا نغفل مشروع خادم الحرمين الشريفين العملاق للابتعاث الخارجي.

سنحت لي فرصة لزيارة جامعتي -مؤخراً- لحضور مناسبة عزيزة وغالية على نفسي وهي حضور مناقشة رسالة «الماجستير» لإحدى كريماتي في أحد فروع التربية حصلت عليها -بحمد الله- بتميز مع مرتبة الشرف.

إن جامعة الإمام بنمو السريع وتطورها المعرفي والحضاري المتوازن الحثيث وقفزاتها المتلاحقة في الوصول للأفضل تسابق الزمن. تواكب العصر.. وتخدم الوطن فحققت التميز والريادة بكل المقاييس بدعم من حكومتنا الرشيدة ممثلةً في وزارة التعليم العالي ذات الأنشطة الملموسة.

إنها مفخرة بحق لبلادنا العزيزة ولتعليمنا الجامعي أثارت هذه الزيارة كوامن الذكريات في نفسي ومنحتني دافعاً قوياً وحافزاً نشطاً ورغبة ملحة للحدث عنها عما شاهدته واطلعت عليه من واقعها عن كثب وعن الواقع الرائع لهذه الجامعة.. رغم أنني أقرأ وأسمع عن إنجازاتها وتطورها ولكن ليس من رأى كمن سمع.

بداية قبل الوقوف على بعض اللمحات عن الجامعة وما وصلت إليه من مكانة عالية وتقدم وتطور متكامل لابد من وقفة ولو عاجلة عن بداياتها من باب العرفان والوفاء لأهل الفضل- بداياتها كانت عام 1373هـ بكلية الشريعة ثم أعقبها كلية اللغة العربية 1374هـ والمعهد العلمي وكان مسماها الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية.. تحت مظلة وإشراف سماحة المفتي ورئيس القضاة آنذاك العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ونائبه فيها سماحة الشيخ الجليل عبداللطيف بن إبراهيم رحمها الله تعالى رحمة واسعة وجزاهما خير الجزاء لقاء ما بذلا من جهود كبيرة في سبيل تأسيسها وبناء كيانها على أسس ثابتة وراسخة تشع نوراً وهدى وعملاً على تزويدها بنخبة من كبار العلماء والمشايح من الداخل والخارج للتدريس فيها بدعم من الدولة -أيدها الله- فأصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها وثمارها بإذن ربها فخدمت الدين والعلم والوطن - ثم تولى المسؤولية بعدهما معالي الشيخ الفاضل عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ فأحسن القيادة والريادة وقدم الكثير -رحمه الله-.

ثم أعقبه معالي الدكتور عبدالله التركي وقدم أيضاً الكثير من العطاء والإنجاز وفقه الله.

ثم توالى على إدارتها عدد من العلماء والمشايخ الفضلاء فقدموا لها ما وسعهم من عطاء فرحم الله الأموات ووفق الأحياء.

إن جامعة الإمام تعيش الآن تألقاً وعصر ذهبياً وتطوراً شاملاً وانفتاحاً علمياً منضبطاً. ومتوازناً دون المساس بثوابتها.

تحت إدارة معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل هذا العلم الشامخ والقيادي البارز الذي بذل ولا يزال جهوداً كبيرة وحثيثة حتى وصلت إلى ما وصلت غليه من تألق ومكانة علمية وحضارية عالية في تخطيط مدروس واستشراف لمستقبل واعد.. إن الدكتور أبا الخيل بما عرف عنه من همة عالية.. ومبادرات طموحة وتطلع لا حدود له.. وعزيمة متواصلة وقدرة قيادية ذات مهارات إدارية عالية وإبداعات رائعة.

هذا الشخصية الفذة الناجحة بكل المقاييس حقق الكثير للجامعة عطاء وبناء ونمواً وإنجازاً... ولا يزال يحث الخطى الوثابة ويحقق النجاحات المتلاحقة هو وزملاؤه على مختلف مواقعهم.

ذهلت سـروراً.. وعمتني البهجة.. وغمرتني حالة من الرضا الإعجاب المتناهي عندما كنت أجوس خلال المدينة الجامعية. وأشاهد عن كثب تلكم المعالم والمناطق التعليمية والوحدات المتعددة المشادة على الطراز الإسلامي الأخاذ ووقفت على وذلك التنسيق المنظم البديع في كل أرجائها ومجالاتها.

الجامعة تضم 60 وحدة علمية تشرف عليها سبع وحدات رئيسية إنه تطور بكل المعايير مع المحافظة على الثوابت والأخذ بالجديد المفيد وتوظيفه لخدمة أهدافها السامية ومازال الطموح والعطاء مستمراً.

قبل إلقاء بعض الأضواء على واقع الجامعة وما حققته من نجاحات كبيرة نعود أيضاً إلى الوراء قليلاً للحديث عن مرحلة التأسيس الحديثة (بعض المعلومات الواردة مستقاة من موقع الجامعة على الشبكة العنكبوتية):

تأسست جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض في 23-8-1394هـ بموجب أمر سامٍ كريم نص على الموافقة على نظامها وأهدافها.

1- توفير أسباب التعليم الجامعي العالي في العلوم الإسلامية والعربية وما يتصل بها من علوم أخرى.

2- العناية بالبحوث الإسلامية ونشرها وترجمتها.

3- إعداد العلماء والقضاة والدعاة والمدرسين المتخصصين في الدراسات الإسلامية والعربية والاجتماعية والتربوية والنفسية والاقتصادية والإدارية والإعلامية.. الخ.

4- المساهمة في سد حاجات البلاد الإسلامية في تلك العلوم.

5- نشر الدعوة الإسلامية وإصدار الكتب والمنشورات الدورية.

وتتكون الجامعة من الوحدات التعليمية التالية:

1- المعهد العالي للقضاء.

2- كلية الشريعة.

3- كلية اللغة العربية.

4- كلية أصول الدين.

5- كلية العلوم الاجتماعية.

6- كلية الدعوة والإعلام.

7- كلية علوم الحاسب والمعلومات.

8- كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية.

9- كلية الطب.

10- كلية الهندسة.

ولا تزال الإنجازات تتوالى.

يتبعها أكثر من 62 معهداً علمياً داخل المملكة وستة معاهد خارجها.

ويوجد بالجامعة عدد من العمادات المساعدة.

1- عمادة الدراسات العليا.

2- عمادة البحث العلمي.

3- عمادة المعاهد في الخارج.

4- عمادة شئون الطلاب.

5- عمادة القبول والتسجيل.

6- عمادة مركز الطالبات.

7- عمادة شئون المكتبات.

8- عمادة مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر. وغيرها من العمادات الأخرى.

وتضم الجامعة في ربوعها أكثر من تسعين ألف طالب وطالبة.

لمحة عن المدينة الجامعية:

مدينة جامعة الإمام - مدينة فريدة رحبة الأرجاء فسيحة الشوارع والميادين ومنسقة المعالم تبلغ مساحتها 3.800000 متراً مربعاً - شيدت على أحدث طراز في تناسق بديع وإتقان دقيق.

تم وضع حجر الأساس لها في عام 1402هـ في موقع متميز في شمال الرياض وتم الانتقال لها بداية 1411هـ، وقد كان لهذه المدينة الأثر البارز في تطور الجامعة ومسيرتها نحو الأفضل والتكامل ونموها العلمي والأكاديمي.

وتضم عدداً من الوحدات والمرافق والمناطق المتعددة لخدمة الجامعة.

- المنطقة التعليمية وهي منطقة واسعة ومتعددة الوحدات.

- منطقة الإدارة والمكاتب.

- منطقة إسكان أعضاء هيئة التدريس.

- منطقة إسكان الطلاب.

- منطقة الخدمات.

- المركز الطبي والمنطقة الرياضية.

ومن أبرز معالم مدينتها الجامعية ذات الجمال البديع.

- جامع خادم الحرمين الشريفين ويتسع لأكثر من 19000 مصل.

- مبنى المؤتمرات والتعليم المستمر الذي يضم قاعة كبيرة وقاعات أخرى مساندة.

- المكتبة المركزية المفهرسة إلكترونياً والتي تحتوي على أكثر من نصف مليون كتاب وثلاثين دورية.

- استاد رياضي.

- مطابع ذات مستوصفين عالميين.

- قبة فلكية حديثة.

التطوير المستمر والريادة والأخذ بالجديد المفيد:

تأخذ الجامعة في سياستها بكل جديد مفيد وتسعى لتوظيفه لخدمة أهدافها السامية مع المحافظة على رسالتها فقد عملت على الارتقاء بأسلوب البحث العلمي بتعزيز الشراكة المجتمعية التي أثمرت عدداً من الكراسي العلمية وحققت ريادة في دورها الشرعي والوطني والبحث وخدمة المجتمع بأخذ دور بارز في خدمة العلوم التطبيقية والاستفادة المثلى من التقنية وكان لها السبق في تطبيق التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد ومازالت تتقدم بخطى سريعة وواثقة لتحقيق خدمة مثلى لمسيرة العلم ومتطلبات التنمية.

كما تولى الجامعة تعليم المرأة اهتماً كبيراً فقد أفردت لها وحدة جامعية مستقلة داخل جامعتها تبلغ مساحتها 600000 وهي بحق مدينة جامعية داخل المدينة الرئيسية تتسع لـ40000 طالب.

وقفة ذكريات من الجامعة:

وقبل ختام هذه الوقفات السريعة عن جامعة الإمام، سوف أورد إحدى الذكريات الطريفة التي تبين الفوارق بين زمن وآخر وأن المفاهيم تتغير وتتطور وأن الحاضر غير الماضي في كثير من الرؤى والمفاهيم. وسبحانه من يغير ولا يتغير.

كان يقام في الماضي بكليتي الشريعة واللغة العربية والمعهد العلمي بالرياض ناد أدبي كل ليلة جمعة وكان يتمتع بمكانة أدبية وعلمية وثقافية عالية يحضره الكثير من العلماء وكبار المشايخ والمثقفين والأدباء والطلاب يحتوي برنامجه على عدة فقرات منوعة وأدبية وكان أن انتخبت (سكرتيراً) أو أميناً لهذا النادي في إحدى السنوات ومن مهام السكرتير تقديم البرنامج حيث يقدم لكل فقرة بمقدمة ارتجالية مناسبة ومن مهامه أن يستضيف قبل اختتام البرنامج شخصية بارزة علمية وأدبية أو مسؤولة قيادية تحت عنوان ضيف النادي ويدعوه للتكرم بقبول هذه الدعوة والصعود إلى المسرح ويطرح جملة من الأسئلة عليه بما يتناسب مع مسؤولياته وتخصصه.

وفي إحدى المرات اخترت مسئولاً وعالماً في رئاسة المعاهد والكليات آنذاك وكان ضمن الأسئلة المطروحة سؤالاً حول استطلاع وجهة نظره بشأن أهمية أن تكون مادة اللغة الإنجليزية مادة مقررة في مناهج التعليم بالمعاهد والكليات ولو لبعض المراحل لما لها من أهمية في هذا العصر ولكون بعض الخريجين يضطلعون بمهمة الدعوة والتدريس في بعض البلاد التي لا تنطق العربية أجاب المسئول إجابة دبلوماسية بأنه لم يتم التفكير في هذا الأمر وهو غير مطروح في الوقت الحاضر اتضح أن طرح مثل هذه السؤال في تلك الحقبة لا يحوز على رضا البعض البعض لأن تدريس اللغة الإنجليزية في المعاهد والكليات لا يتلاءم في نظرهم واختصاص المعاهد والكليات ورسالتها في ذلك الزمن وقد حصلت بعض ردود الفعل إزاء هذا السؤال وتلقيت عتباً على طرحه من ذلك البعض فدافعت عن وجهة نظري بما يتناسب مع المقام وها هي جامعة الإمام في هذا الزمن تؤسس كلية للغات والترجمة مستقلة تلبية لاحتياجات العصر ومتطلباته فتعدى الأمر من تقرير مادة اللغة الإنجليزية في المنهج أو بعضه إلى إقامة كلية متخصصة في هذا المجال بكل مقوماتها وتؤسس كليات علمية أخرى تأخذ بعلوم العصر وتواكب ركب الحضارة والتقدم وقبل الختام أشير إلى أنه كان يتخلل برنامج النادي بعض القصائد الضاحكة ومن أبرز شعرائها، على ما أتذكر الشاعر الذي سمى نفسه أبو دلامة لعله يدعى الخيال، ألقى مرة قصيدة ضاحكة عن المآكل والمطاعم ما لذ منها وطاب فقال في أحد أبياتها يوصي بالأكل باليد لا بالملعقة.

اضرب بخمسك لا تأكل بملعقة

إن الملاعق للنعماء نكرانُ

وفي قصيدة أخرى يوصي بشراء الفول من فئة معينة فيقول:

لا تشتري الفول إلا من (.... )

إن (....) لأنجاسُ مناكيد

وفي قصيدة أيضاً أخرى:

ألا هبي بصحنك فاصبحين

ولا تبقي قدور الطابخينا

لعله يعارض معلقة عمر بن كلثوم.

وهناك ذكريات جميلة لا يخلو بعضها من الطرافة عشتها في جامعتي لعلي أعود إليها وللحديث عن الجامعة شكل موسع عندما تحين الفرصة إن شاء الله.

وختاماً تحية إكبار وإجلال لمعالي مدير جامعة الإمام الأستاذ الدكتور - سليمان بن عبدالله أبا الخيل ولكل مساعديه ولكل عمداء الجامعة وأساتذتها وفرق العمل وموظفيها على مختلف تخصصاتهم وإلى الأمام دائماً على مزيد من الرقي والتألق والإنجاز بعون الله تعالى.

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة