Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 13/05/2013 Issue 14837 14837 الأثنين 03 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

منذ أكثر من سنة، وتحديدا منذ الفيتو الروسي - الصيني المزدوج في مجلس الأمن، والذي أفشل كل محاولة جادة لتدخل المجتمع الدولي في سوريا حتى الآن، كتبت عدة مقالات، وقلت إن ما يجري في سوريا ليس ثورة، بل مشروع تدميري، وإن الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة، لم يكونوا يوما جادين في التدخل، وحينها لاقيت صلفا شديدا من جراء ذلك، إذ ليس من السهل أن يتقبل القارئ ما يبدو وكأنه دفاع عن النظام السوري، ولكن شتان ما بين الدفاع عن حكومة بشار الأسد، وبين الحديث عن الواقع عطفا على المعطيات التي نراها ماثلة أمامنا، وهانحن الآن نعود للمربع الأول في هذه القضية الشائكة.

منذ اندلاع الأحداث في سوريا قبل أكثر من عامين، وأتحفظ هنا على تسميتها بالثورة، والتصريحات الأمريكية، والأوروبية، والتركية لا تزال كما كانت، فالسيد اردوغان، والذي استغل ظروف الإحباط العربي، وأصبح أحد أبطال الثورات العربية ذات يوم، حتى أصبح البعض يعاير الحكام العرب به!، لا يزال يبيع الكلام المجاني من خلال وسائل الإعلام بكل أشكالها، ولا يلام على ذلك، فالشعب العربي «العاطفي» تجذبه مثل هذه البطولات الصوتية، وكأنه يخفى عليهم أن علاقة تركيا بإسرائيل لم تشهد تطورا ملموسا، كما، ونوعا، إلا في عهده، وقد توقع « المتحمسون « ذات يوم أن اردوغان كان قاب قوسين أو أدنى من الهجوم على سوريا لتحريرها من طغيان الأسد، ثم تفاجأ الجميع بأن الجيش السوري أسقط طائرة تابعة للجيش التركي، ولم تزد ردة الفعل التركية عن بيع الكلام، كما العادة، وسارت الأحداث على وتيرتها، وكأن شيئا لم يحدث!.

قبل أيام، تابعت برنامجا إذاعيا أمريكيا، يقدمه السيدان رون ريجان، وديك كلارك،، والسيد رون، هو ابن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، وعلاقته بالسياسة مثل علاقة الواعظ البسيط بتكنولوجيا النانو، وقد اتفق الاثنان على أهمية عدم التدخل الأمريكي في سوريا، وهما في الحقيقة يمثلان رأي الغالبية من الشعب الأمريكي، وكان اللافت هو قول كلارك نصا: «لماذا نتدخل في سوريا، نحن أمام نظام إرهابي يحكم سوريا، وهذا النظام الإرهابي يواجه مجموعات ارهابية تريد اسقاطه، لذا علينا أن نتفرج عليهم، وهم يقتلون بعضهم البعض، أليس هذا هو قمة المتعة!، عندما تشاهد أعداءك، وهم يموتون بأعداد هائلة!»، وقد يكون ما قاله كلارك مستفزا حتى للحجر، ولكنه يمثل وجهة النظر الشعبية، والرسمية في أمريكا، ومن ورائهم ايباك، فالكل يرغب في رؤية دولة سورية مدمرة، وهذا ما كنا نقوله منذ أكثر من سنة، ولكنه لم يتضح جليا إلا الآن، فهل ما زال هناك من يعتقد بأن قوات «الناتو» تدخلت في ليبيا لنشر الديمقراطية؟!، وهل لا زال هناك أحد يطمح في تدخل غربي يطيح بالنظام السوري بهدف نشر الحرية، والعدالة، والديمقراطية؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
تدمير سوريا!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة