Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 16/05/2013 Issue 14840 14840 الخميس 06 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

وجوه شابة جديدة تظهر تباعاً كل يوم، ويبدو أنها أو بعضها في تنافس جاد لكسب أعداد من الجمهور المشاهد والمتابع لمقاطع مشتركي برنامج التواصل الاجتماعي الكيك (keek)، والاستحواذ على نسبة من مواقع الأقدام على مساحة الشهرة في هذا المجال، ومحاولة خطب ود المواقع والمجلات الإلكترونية والمحطات علها تستقطبهم في تنفيذ فواصل أو مشاهد تمثيلية تدر عليهم دخلاً مادياً يضاف إلى عنصر الشهرة الإعلامية. ورغم أن البرنامج لم يكن في الأصل لهذا الغرض، فإن هذا أمر لا بأس به إذا أخذ في اتجاه أن مثل هذه الأعمال لها مفعول جيد ومؤثر في التوعية الاجتماعية لا سيما الشخصيات المرحة التي ظهرت على الساحة مؤخراً، وعملت على دمج الجد بالمرح، ولا أقول الهزل مما له أثر نافذ إلى عقول الناشئة بما يناسب مدارك الصغار وممزوج بصور من الدعابة المحببة غير الهابطة، سيكون أبلغ أثراً من الوعيد والتهديد والتشنج، والنمطية الممتزجة بصورة من الجدية المفرطة عند التوعية بأمر ما.

غير أن فئة من الشباب فهموا الأمر معكوساً، فجعلوا منه أداة للإسفاف والتهريج وخروجاً عن دائرة الذوق العام، وملامسة حدود المحذورات والأفعال المشينة، وتصويرها وبثها على الهواء عبر البرنامج، غير مدركين أن ما فعلوه لا يعدّ من المرح المباح ولا الفكاهة المقبولة، إذ إن مساحة تفكيرهم في هذا الشأن ضيقة لم تستوعب ما هو الجيد والسيئ في الدعابة والمرح، نتيجة لركاكة في الأمزجة وتشوّش في الذائقة لديهم، أفرزت هذه الأعمال المنبوذة من المجتمع. ولعلمهم المسبق بأن المجتمع لا يمكن أن يقبل بهذه المقاطع الخادشة للحياء، الثالمة للمروءة، الهادمة لبنية الأخلاق العامة، المنافية للتعاليم والقيم الإسلامية (حتى وإن جعلوها في باب خفة الدم)، لذلك فهم يخفون ملامح صورهم التي يمكن أن يعرفوا بها. ولم يتعلموا أن مقاطعهم هذه حينما تضحك فئة من الغافلين لحظة زمنية، فإنها لا تلبث أن تعود لرشدها وتزن المسألة بميزان البصيرة لتدرك أن هذه صور من السفاهة والغي لا يجب الالتفات إليها، بل إن بعضها يصل إلى حد التجريم بسبب سعيها غير المباشر لإفساد أخلاق الشباب والناشئة دون وعي ممن صنعوها ونشروها بمخاطرها الأخلاقية الاجتماعية، لأن هدفهم الأساس (غالباً) مجرد الإضحاك واللهو العبثي الآني، فيعمد أحدهم لبث المقطع أو المشاهد لأحد الأصحاب فيتم تداولها. ولو كان الوعي حاضراً مقدراً لحجم المخاطر لما تم التصوير من البداية، ولكنه غياب المسؤولية الواعية لدى هذه الفئة القليلة التي تبث عملاً مشيناً فاضحاً، ولو كان قليلاً، فأثر هذا القليل بين العقول الصغيرة والمدارك المبتدئة له عواقبه الوخيمة على البنية الأخلاقية المجتمعية .. أجدد الرأي بأنه لو تم استثمار مثل هذه البرامج من قبل عقول شابة واعية مدركة لمسؤوليتها الاجتماعية لتمرير إشارات ورسائل توعوية تثقيفية محببة لنفوس الصغار من المتلقين تجتذبهم بجرعات من المرح السامي الرفيع لأمكن تجاوز مراحل من النمطية التقليدية في التوجيه ملّت من تكرارها مسامع وعقول الصغار والكبار وباتت من المحفوظات الثقيلة على الأنفس المتعطشة لمن يريحها بالجديد المفيد المشوق بين فينة وأخرى.

t@alialkhuzaim

هاي كيكرز
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة