كانت الجماهير الهلالية تمني النفس بإقصاء فريق الاتحاد والتأهل إلى الأدوار النهائية، حيث الفرصة مواتية لذلك، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أبى الاتحاد إلا أن يقول كلمته ويفرض بصمته ويقصي الزعيم من التأهل على أرضه وبين جماهيره التي خرجت مشدوهة وغير مصدقة لما يحدث لفريقها البطل مع تساؤلها بحسرة، هل هذا فريقها البطل الذي تعود على معانقة البطولات أم لم يعد سوى الأطلال؟ ولكي لا نبخس فريق الاتحاد حقه فهو يستحق الفوز حيث يمتلك روح الشباب الذي يبحث عن الفرصة ليقول كلمته، كما يمتلك مدرباً شجاعاً يحب المغامرة ويعرف كيف يسير فريقه حسب مجريات المباراة، فقد كان مدرب الاتحاد شجاعا وهو يفرض هذه الكوكبة من الشباب على التشكيلة ويتحمل بذلك تبعات ما قد ينتج عن ذلك من إخفاق، ولم يخيب شباب الاتحاد ثقة مدربهم فقد عملوا بكل جد لفرض سيطرتهم على مجريات المباراة وعملوا على عدم خذلان مدربهم، بينما وقف لاعبو الزعيم مشدوهين لما يحدث داخل الملعب ولم يحركوا ساكنا سوى بعض الاجتهادات الفردية وعلى فترات متقطعة من المباراة، وتبعهم في ذلك مدربهم الذي لم يكن يملك الشجاعة وروح المغامرة التي تمكنه من كسب المباراة، حيث أبقى على شباب النادي على دكة الاحتياط، واحتفظ بلاعبيه الأجانب داخل الملعب الذين لم يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء، وحتى ويسلي أفضلهم لم يكن في يومه وكان عبئا على الهجوم، وما زاد الطين بلة هو زج المدرب بسعد الحارثي في وقت الحسم الذي يحتاج إلى لاعب متمكن يمكن أن يصنع الفرق ويغير من النتيجة، وكان بالإمكان إبقاء الكوري حتى وقت الحسم والزج بسعد الحارثي في بداية المباراة مع تغيير غوستافو واستبداله بأحد شباب الفريق الذي يمكن أن يقوم بأداء أدوار جيدة تصنع الفرق وتمكن الفريق من الفوز في المباراة. أخيرا، لم يكن الزعيم في يومه في تلك المباراة ولم يكن مدربه شجاعا ليغامر ويصنع الفرق في تلك المباراة، ورب ضارة نافعة فالفريق يحتاج إلى غربلة شاملة تنتشله من حالة عدم الاتزان التي يمر بها الفريق هذا الموسم وإذا لم تتدارك إدارة النادي الوضع من الآن فقد يكون الوضع سيئا مع بداية الموسم ويتكرر سيناريو خروج الفريق المبكر من البطولات وهذا ما لا تتقبله جماهير الزعيم التي تعودت على البطولات، فهل تعي الإدارة ذلك جيدا قبل فوات الأوان، والله الموفق.