Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 17/05/2013 Issue 14841 14841 الجمعة 07 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

شاهد عيان

الثقافة تتنفس.. رغم ازدحام الوسائل!

رجوع

الثقافة تتنفس.. رغم ازدحام الوسائل!

القاهرة - سجى عارف:

إيقاع الحياة اللاهث، لم يشطب الثقافة وأهميتها في حياة الناس، صحيح أن القوالب قد تم تحديثها، والأمزجة قد داخلتها مستجدات متسارعة، وصحيح أيضا أن الصورة زاحمت النص في كثير من مجالات التعبير والثقافة والمعرفة، لكن مع كل ذلك .. لم يحدث انقلاب يحيل الأوعية التقليدية للمتاحف، فظلت الصحافة الورقية موجودة رغم تقدم الصحافة الالكترونية، وظلت الإذاعة المسموعة موجودة رغم مزاحمة الفضائيات والتلفزة، كما ظل الكتاب التقليدي متحكرا في صالون الثقافة والمعرفة .. رغم هجمة الكتاب الألكتروني وثقافة المعرفة السريعة !

والكتاب .. الذي راهن الكثيرون على قرب تشييعه لمثواه في مقبرة الراحلين، أثبت أنه صاحب عدة رئات، بل أثبت أنه قادر على الحياة حتى وسط الشباب من الناشئة، والدليل أن منهم من سجل حضورا واضحا في معرض الكتاب الدولي على مدى دوراته المتعاقبة، ما يعني أنه ما زال فاعلا، بل ومتناميا، كوعاء ثقافي شديد الأهمية في حياة المجتمع السعودي .

(الجزيرة) حاولت أن تلامس بعض اهتمامات العارفين.. وتستفسر عن ملف القراءة والكتاب والاطلاع، لتعرف إلى أين تتجه البوصلة، وما الانطباعات العامة حول هذه القضية.

نقلة لافتة

يرى الدكتور نايف الشمري رئيس النادي الأدبي الثقافي بحائل أن معرض الرياض الدولي للكتاب والمعارض الخارجية المشابهة والتي تشارك فيها المملكة تمثل تظاهرة ثقافية كبيرة على المستويين العربي والدولي، مشيداً بالتطور الثقافي والفكري الذي تشهده المملكة: «هناك نقلة وتحولات متسارعة جداً في فضاءات الكاتب السعودي، ويجب على الأندية الأدبية أن تواكب هذه التحولات وتراعي هذه الخصوصية وتلتفت إلى حقيقة أن الثقافة ليست ترفا بل ضرورة حياتية مثل الماء والهواء».

الشمري أكد أن البناء الثقافي والمعرفي للطلاب أمر ضروري وملح وأن النادي الأدبي يقوم بدوره الآن كمؤسسة ثقافية مجتمعية، مشيرا إلى التحولات المترتبة على ظهور الكتاب الرقمي والمكتبة الرقمية: «دخول الكتابة الإلكترونية سواء في الصحافة أو الأدب أحدث شرخاً في الكتابة الورقية، لكني استبعد في الوقت الراهن أن تكون بديلا.. ربما تكون منافسة لكنها ليست بديلا ولن تكون». ويعلل الشمري رأيه بتفصيل لا يخلو من لغة العاطفة: «يبقى الكتاب الورقي ذا رونق وأهمية، كما أن له طابعه الخاص»، مستدركا بأنه يجب فتح الباب أمام الكتاب الإلكتروني وتشجيع التعامل معه.

الشمري تطرق أيضا إلى ثقافة المرأة ودورها في المجتمع الثقافي: «المرأة في نادي حائل الأدبي هي 4 من أصل 10 من أعضاء مجلس الإدارة، أي أن 40% من أعضاء مجلس إدارة النادي من النساء، وهذه ثقافة انتخاب وليست ثقافة تعيين، كما أن دخولها بنسبة 30% من أعضاء مجلس الشورى يعد نقلة نوعية، فقبل سنوات حققت المرأة نقلتها الثقافية المشهودة، والآن تحققت لها نقلة سياسية ديمقراطية، وهذه النقلات لم تأت من فراغ وإنما تولدت من إكرام الإسلام للمرأة وإعطائها كامل حقوقها».

وأبدى الشمري أمنياته بأن تكون هناك أندية ثقافية بنسبة 100% للمرأة، محذرا في ذات الوقت من أي تسارع غير مدروس في الطرائق والوسائل.

وحول الطفل وثقافته بنادي حائل كشف الشمري معلومات مهمة، أوضح فيها أنه تم تخصيص جزء من الميزانية لأدب الطفل، وأن هناك جناحا كاملا في مكتبة نادي حائل مخصصا للطفل: «لكن هناك مشكلة فيما يتعلق بأدب الطفل والنساء سابقاً» يشير الشمري: «كنا نكتب عنهم بالنيابة، وكنا نفكر عنهم، ونعاقب ونقيمهم بالنيابة، لذا أتمنى أن تكون الكتابة للطفل بشراكة معه وبإشراف من المختصين والعلماء».

الشمري ختم بتوجيه رسالة للشباب نصحهم فيها بأن ينهلوا من ينابيع الثقافة ومعطيات الحضارة أينما كانت شرقا أو غربا، مع ضرورة الحفاظ على الثابتيثن الوطني والديني.

حضور جامعي

ويشير الدكتور ناصر بن محمد الحازمي، عميد شؤون المكتبات بجامعة جازان، بأن الجامعة تقوم بدورها الثقافي سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى وطننا الغالي، مفصلا: «نحن في عمادة شؤون المكتبات نسعى جاهدين إلى أن يكون لنا حضور دائم في المعارض المحلية والدولية وعلى مستوى العالم حيث لنا مشاركات في المعارض الدولية كأمريكا وتركيا ومعرض فرانكفورت وشاركنا كذلك في معارض الدول العربية كدولة الإمارات بالشارقة وأبو ظبي وكذلك دولة عمان كمعرض مسقط ولنا عدد من المشاركات في المعارض المحلية كمعرض الرياض والمدينة، وكل ذلك يأتي في إطار سعي الجامعة لإظهار الصورة الحقيقية لكافة مناطق المملكة، وإظهار الثقافة السعودية ونشرها».

وعن دعم حركة الكتابة من خلال الجامعة يؤكد الحازمي بأن أعضاء هيئة التدريس لهم مؤلفات كثيرة جدا، وأن العمادة تشجع الباحث السعودي والباحث من عضو هيئة التدريس من غير السعوديين، وتشتري منهم الكتب والمؤلفات وتشارك بها في المعارض الدولية والمحلية: «هذا يتم دعما لحركة التأليف والكتابة بالمملكة، وإظهارا للنتاج العلمي والثقافي لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، والكاتب السعودي اليوم في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين متميز بكتاباته مبدع في عطائه الأدبي نشط على الرغم من أننا نرغب ونسعى لنراه أكثر نشاطاً وأكثر حيوية وإنتاجا».

وثمن الحازمي وجود العنصر النسائي في التعليم الجامعي، مؤكدا أن المرأة وجدت عناية تستحقها من ولاة الأمر لتؤدي دورها المأمول في هذا المجال.

دعم الهوية

أما الدكتور محمد العتيبي استشاري جراحة العظام عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد فيرى أن المواطن السعودي يصبو دوما لأن تكون المملكة سامقة المكانة في كل مجالات الحياة وخصوصا في الجوانب الدينية، كون المملكة هي الداعم الأول للثقافة الإسلامية في العالم : «هذا مشاهد ولله الحمد فيما تمثله المعارض السعودية وخاصة معرض الرياض الدولي للكتاب من حيث دعم الهوية الإسلامية الصحيحة حتى من خلال الندوات، كما أن المشاركة السعودية في المعارض الخارجية دائماً ما ينتظر منها تقديم كل ما يمكن لإظهار الصورة المتميزة للمملكة سواء كمجموعة أو أفراد».

عصر ذهبي للكتاب

وعن النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة يؤكد أحمد بن فهد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب بأن الكتاب السعودي وصل بدعم خادم الحرمين الشريفين إلى مستويات طيبة، معتبرا أن الكتاب السعودي يعيش عصره الذهبي في ظل الثورة المعلوماتية حيث حافظ على مكانته المحلية والدولية : «نحن دائماً ما نشاهد دور نشر سعودية جديدة، وهذا يدل على أن الكتاب السعودي قد اخذ مكانته، ومعرض الرياض يحمل الدلالة على أن القارئ السعودي متعطش للقراءة والفكر والاطلاع».

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة