Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 31/05/2013 Issue 14855  14855 الجمعة 21 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

استراتيجية ... للتقبيل!
مشاري الراجح

رجوع

مشاري الراجح

تدفع المؤسسات الحكومية مبالغ طائلة على إعداد خططها الإستراتجية الخمسية من ميزانيتها الوافرة لتحديد التوجه الإستراتيجي خلال الخمس سنوات المقبلة ولذا سميت خطة خمسية والتي من المفترض أن تجيب على مسيرة المؤسسة المستقبلية بكتابة رؤيتها ورسالتها وأهدافها والتي يحكمها مؤشرات أداء لتنفيذها. وفي المقابل ثمة من متخذي القرار في المؤسسات الحكومية وأخص بالذكر الجدد منهم الذين ينسفون جهود من سبقوهم ابتداء بالخطة الإستراتجية وكأنها عمل فردي وليست جهود مشتركة وعمل مؤسسي جماعي لتصبح الخطة الإستراتجية على رفوف الأرشيف ثم في سله المهملات.

ومن المؤسف، أن تشاهد منهجية الإدارة تتغير بتغيير الأشخاص مما يعطل العمل وقد يتوقف خصوصا المشاريع تحت التنفيذ والتي انبثقت من مبادرات الخطة الإستراتجية بسبب أنها من قرارات فريق الإدارة السابق. ومع كثرة اللاعبين والدخلاء في مجال استشارات التخطيط الإستراتيجي ممن يدعون الريادة في هذا الحقل منهم من يرسم الخطط الإستراتجية بناء على مزاجية متخذ القرار بمتغيرات مغلوطة وخاطئة مما ينتج عنها قرارات متخبطة من جانب وصعوبة في تنفيذها مستقبلاً من جانب آخر. وقد يجهل متخذ القرار أبجديات الخطة الإستراتجية ومعناها الصحيح ككلمة يونانية الأصل وتستخدم عسكريا ثم حولها علماء الإدارة لتستفيد منه مؤسسات المجتمع المدني التي تهدف لتحقيق ميزة تنافسية بالأسلوب الأنسب والأسرع بعكس ما هي مستخدمه في بعض مؤسستنا كلافته يعلق بها مفردات رنانة نسمعها لفظاً بين تارة وأخرى.

وفي واقع الحال، التخطيط الإستراتيجي هو عملية متجددة يتم تحديثها ومراجعتها كل عام بالنظر إلى المستجدات الداخلية والخارجية التي يتم من خلالها تقييم المبادرات ومدى نجاحها من عدمه، حيث إن جميع المؤسسات بلا استثناء بحاجة إلى إستراتجية بغض النظر ما إذا كانت ربحية أو غير ربحية. وبما أن الخطط الإستراتجية حديثه عهد في المؤسسات المدنية خصوصا الناشئة منها كالهيئات المستحدثة والمؤسسات والصناديق الحكومية التي قد تكن بحاجة أن ترسم إستراتجيتها على أسس علمية وأهداف بعيدة المدى لا تتغير بتغير الأشخاص.

وفي خلاصة القول، ما أريد قوله إن القيمة الحقيقة للخطة الإستراتجية تكمن في التنفيذ الناجح لها والتي تحتاج إلى مواكبة الواقع الفعلي للمؤسسة ومن خلالها يتم تحقيق الرؤية (ماذا نريد أن نكون) التي بمثابة حلم لا يمكن تحقيقه إلا بجهود مشتركة من أفراد المؤسسة أجمع من خلال إشراكهم في رسمها وصياغتها مشتملة مستويات الإدارة الثلاثة.

كاتب متخصص التسويق والإدارة الإستراتجية - Twitter: @meshari_r

رجوع

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة