Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 03/06/2013 Issue 14858 14858 الأثنين 24 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

بين هدم القباب من على قبور الصالحين التي اشتهرت بها الدعوة الوهابية، التي حرصت على تنقية العقيدة مما يمكن أن يتحوّل مع الزمن إلى الشرك، بسبب التبرُّك والتعلُّق بها من دون الله أو مع الله - تنزه سبحانه وتعالى عما يصفون.

وبين الصخب الدائر والضجيج الذي يثار حول تطوير منطقتي الحرم في مكة والمدينة، والحديث عن البيوت التي بنيت في العصر العثماني أو ما بعده، وكأنها مقدسة يجب ألاّ تمس أو تزال؟

تساؤلات كثيرة سبق وطرحت وأعيد طرحها

أولاً هل التاريخي مقدّس لا يمس؟

لو طبقنا هذا على كل مناحي حياتنا فكيف سنتطور وكيف توالت منجزات البشر؟

هل ستمهد هذه الدعوات إلى ارتداد فكري إلى القديم والتشرنق فيه؟

هل التاريخي تراث أو مقدّس؟

مع عدم ورود أي نص لا في القرآن الكريم ولا في السنّة المطهّرة يحيل إلى عدم المساس بما تعمره يد البشر على تلاحق الحقب التاريخية.

إنني أتفهم جداً أهمية الحفاظ على مساجد لها قيمة في التاريخ الإسلامي وأماكن لها ارتباط بسيرة سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه.

أو الحفاظ على مواقع تاريخية ليس هناك حاجة ماسة لإزالتها، لكن أن نمتنع عن توسعة الحرمين ومنح أكثر من مليار مسلم في المعمورة فرصة أكبر في أن يساعدهم الحظ في أن يفوزوا بتذكرة حج أو عمرة، من أجل الإبقاء على بيوت بنيت في حقب متأخرة ومتعددة!

مكة كلها حرم والبيوت التي حولها هي مجرّد تراث ليست آثاراً مقدّسة يحرم المساس بها!

كما أنّ المسجد الحرام ليس تراثاً، إنه مكان مقدّس وُضع ببكة تتجه له البرية المسلمة خمس مرات في يومها وحوله تتم أهم شعائر الركن الخامس من أركان الإسلام.

إنّ منح التراث هالة التقديس يجرّنا إلى الخلط بين التراث التاريخي والمقدّس، وهو منزلق فكري قد يقود إلى تقديس ما هو بشري وتدنيس ما هو مقدّس بالحط من قدره، بجعله في منزلة التراث الذي هو من إنتاج البشر!!

أما لماذا الآن تظهر مثل هذه الاعتراضات فهي محاولة جديدة للإساءة للسلطة، وسعي حثيث لطرق أبواب جديدة ومتنوعة في كسب الغوغائيين وتأليبهم على الدولة، بتصويرها كدولة رأسمالية تسطو على ما هو مقدّس!

وما صرّح به سماحة المفتي لجريدة المدينة في عدد يوم أمس الأول السبت يكفي ويفي إذ وصفهم بمرضى القلوب والحاقدين على الدولة وولاة الأمر.

إنّ محاولات إثارة وتأليب الناس ضد مشروعات التوسعة والإنفاق عليها، هي من المين والتعدي على سماحة الإسلام، فكيف يضيق البعض من وجود مطعم في مكة والمدينة يحمل اسماً أجنبياً، بينما مالكه والعاملون والمنتج سعودي، ويحاول هؤلاء تصوير وجود مثل هذا بأنه تعدٍّ على المقدّس، بينما نجده يسكن هو وصحبه فنادق الإنتر كونتننتال وهيلتون على نفقة الدولة؟

فما الذي يبيح اسم هيلتون ويحرم اسم ماك؟؟

ثم إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يجاور يهودياً ويسأل عنه إذا افتقده؟

مكة والمدينة إيقونتان تتألقان تحت الحكم السعودي وتطويرهما سيكون شاهداً تاريخياً على ازدهار المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين ملك البلاد وهذا ستسجله كتب التاريخ وستشهد له بإذن الله جموع (الإخوان) قبل الأعداء!!

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah

نهارات أخرى
مكة والمدينة بين التاريخي والمقدّس؟!
فاطمة العتيبي

فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة