Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 06/06/2013 Issue 14861 14861 الخميس 27 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

شاهد عيان

غياب الرقابة .. وأضرار خارج الحسبان
ثقافة الأطفال.. في متناول الخادمات!

رجوع

ثقافة الأطفال.. في متناول الخادمات!

تقرير - راشد الزهراني:

لاحظ الأب أن ابنه الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره يردد كثيراً كلمات عجز عن إدراك كنهها، لكنه عزا ذلك إلى خيال الطفولة الجامح وإلى محاولة تقليد بعض الأصوات التي يسمعها هنا وهناك في التلفزيون أو الكمبيوتر، إلى أن تأكد أن اللغة التي يستخدمها طفله ليست العربية، وانصرف ذهنه مباشرة إلى دور الخادمة الأجنبية فيما يحدث، وقرر استجلاء الأمر، وبالفعل فقد رآها خلسة وهي في حالة تشبه الصلاة وأمامها شمعة وإلى جوارها ابنه.. يفعل ما تفعله، بل ويردد ما تقوله.. ليدرك أن همهمات صغيره هي جزء من تلك الصلاة وهي غير الصلاة التي يؤديها المسلمون.

طوفان القيم الدخيلة

هذا جانب فقط مما يحدث في بيوتنا حيث يتزايد الاعتماد على الخادمة الأجنبية مع عدم مراعاة الجهات المعنية للشروط التي ينبغي توافرها في الخادمة، حيث يعتقد معظم الناس الذي يستعينون بالأجنبية أنها مسلمة وفقاً لما هو مكتوب في جوازها.

وفي حقيقة الأمر نحن أمام طوفان ثقافي بل وعقائدي كاسح، خصوصاً أن الخادمات يحملن جوازات سفر تقول إنهن مسلمات، غير أن الإحصاءات تقول إن نسبة غير المسلمات بينهن تتراوح بين 30 إلى 35% وعدد كبير منهن ينتمين إلى ديانات غير سماوية تقدس الأوثان، وتعبد الأبقار وغيره.. وقد ثبت أن حوالي 97.5% منهن يمارسن طقوسهن الدينية، وتتضح الخطورة إذا علم أن حوالي 50% من هؤلاء المربيات يقمن بالإشراف الكامل على الأطفال، مما يؤكد سهولة تأثيرهن عليهم وبث الأفكار، والعقائد المنحرفة في عقولهم، كما أثبتت دراسات أن 25% من الخادمات يكلمن الأولاد في القضايا المتعلقة بالدين والاعتقاد، وأقل ما يمكن أن تحدثه الخادمة غير المسلمة الإخلال بالعقيدة في نفوس الأبناء، كما توقع في نفوسهم حب الكفار واحترامهم من خلال حبهم لها، وفي ذلك هدم لمبدأ الولاء والبراءة اللذين تقوم عليهما عقيدة المسلمين.

يفضلها غير مسلمة

وهناك من بيننا من لا يشترط أن تكون الخادمة مسلمة، بل ربما يفضل ألا تكون كذلك، لكنه يخفف من ذلك بالتعويل كثيراً على مراقبتها حتى لا تتسرب معتقداتها إلى الأبناء، ومن هؤلاء المواطن عدنان خوجة، ويبرر موقفه بالقول: «تعاملت مع المسيحية والمسلمة والهندوسية وما تضررت إلا من هذه التي تدعي أنها مسلمة حينما أرادت حرق منزلنا بالشعوذة، وقد ترسخت قناعتي أن المسيحيات أو الهندوسيات أمينات أكثر من المسلمات، وأنهن أكثر نظافة وأقدر على أعباء المنزل.. وأقل تكلفة ولم نسمع بهروبهن وهذا مما شجعني.

هذا من جانب ومن جانب آخر هناك مواطنون يهتمون بجلب غير المسلمة فيدعونها للإسلام فتسلم على أيديهم».

وفي ظل الوقائع التي تفيد بأن منطقة الخليج باتت هي المقصد لهؤلاء الخادمات فإنه وفي سبيل الحصول على وظيفة لا يتورعن في الانتماء زوراً للهوية الإسلامية، غير أن الأمر قابل للاكتشاف لكن ربما بعد فوات الأوان.

وبهذا الصدد يقول المواطن أبو خالد: إنها أزمة عندما تطلب خادمة مسلمة وتتركها مع أبنائك ثم تكشف أنها غير مسلمة بل تقوم على تعليمهم بما يخالف عقيدتنا ومنهجنا، وهذا ما صار معي عندما دخلت إلى البيت وسألت زوجتي عن الأبناء أخبرتني بأنهم مع الخادمة تلاعبهم، كنت فرحاً في البداية ولكن عندما شاهدتهم وهم حول شمعة مرتدين الحجاب الأبيض على هيئة الصلاة تضجرت وسألت أبنائي ماذا تفعلون قالوا نصلي كما يصلي المسلمون.. وما هذه الشمعة؟ قالوا هذه الصلاة..

عندها نظرت إلى الخادمة وسألتها عن ديانتها فاعترفت بأنها غير مسلمة، وكان السؤال التالي: ولماذا زوّرت أنك مسلمة؟ قالت عائلتي هم من فعل ذلك.. ثم ذهبت بها إلى مكتب الاستقدام لإعادتها، ولكنه لم يتجاوب وتبرأ من الخطأ، فتقدمت بها إلى أحد مكاتب دعوة الجاليات فرحبوا بها وقاموا بوضع برامج خاصة لها لتحبيبها في اعتناق الإسلام حتى أسلمت ولكن لم يزل الخوف منها حتى قمت بتسفيرها.

غياب «الشؤون الإسلامية»

وهناك من يلقي باللائمة على الشؤون الإسلامية إزاء هذا التدفق البشري الغريب إلى منازلنا، ومن هؤلاء المواطن صالح القرني، وله تجربته الخاصة بهذا الشأن، يقول: لم أكن أعلم بأنها غير مسلمة فجواز سفرها يقول إنها مسلمة وكانت تذهب معنا إلى بيت الله الحرام في مكة وإلى المدينة، وطوال عام فترة مكوثها لدينا كنا نشك في ديانتها من حيث صلاتها المنحرفة، ولو أنها اعترفت منذ البداية بأنها غير مسلمة لكان الوضع عادياً ولكنها اعترفت وبدون حول ولا قوة وذلك عندما سئمت من التغريب وكذلك إحساسها بالنقصان لعدم ممارستها طقوسها تحت رقابتنا.. وتساءل القرني شاكياً: فمن يعوضني عنها؟.

ويضيف: مكتب الاستقدام يقول إنه لا يعلم عن تزويرها.. لذا نحن نطالب وزارة الشئون الإسلامية بوضع آليات للحد من هذا الغزو قبل أن يتوسع نطاقه فتصعب محاربته، ولا نريد أن تكون وزارة الشئون الإسلامية غائبة عن مثل هذه الأمور الخطيرة على سلامة الإسلام وأهله..

غير مسلمات في العمرة

نشير إلى أن القرني أقر بأنهم كانوا يصطحبونها معهم إلى العمرة رغم شكهم في إسلامها وبهذا الصدد يقول يقول فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان أستاذ الفقه في كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:

لا يجوز إدخال غير المسلمين الى مكة المكرمة فالله عزّ وجلّ يقول :»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا».. والمقصود بالمسجد الحرام هي منطقة الحرم هذه لا يجوز أن يدخلها الكافر وأعني بالكافر اليهودي والنصراني وغير المُسلم عموماً هؤلاء الكُفار كل من كان غير مُسلم فهو كافر، ولذا نقول لا يجوز للكافر أن يدخل الحرم ولهذا الجهات المُختصة تضع علامات تقول حدود الحرم وتقول ممنوع دخول غير المُسلمين، وأولاً لماذا تأتي بخادمة غير مُسلمة وتربي أطفالها والله تعالى يقول «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب» ومن ابتلي بهذا فعليه أن يدعوها إلى الإسلام وأن يجتهد في ذلك لكن لا يجوز لها أن تُدخل هذه الخادمة الكافرة إلى منطقة الحرم.

استقدام عشوائي وتزوير للديانة

ويعيد على القرشي رئيس لجنة الاستقدام بالغرفة التجارية في جدة ما يحدث إلى الاستقدام العشوائي، ويشرح ذلك بقوله: إن المسألة بحاجة إلى لفت نظر من قبل الجهات الرسمية كونها أصبحت ظاهرة تتسبب في إرباك أو تعطيل الكثير من المصالح، حيث يلجأ البعض إلى ما يُسمى الاستقدام العشوائي فيتوجه للدولة مصدر الخادمات حاملاً أوراق تفويض من مواطنين لاستقدام خادمات، وهذه العشوائية، البعيدة عن الرسميات، تشجع الدولة المستهدفة على الجشع، وفي ظل ذلك لم نستطع ضبط الأمور، وبعض هؤلاء المواطنين يقعون في فخ النصب والاحتيال أو يتسببون في إرباك مكاتب القنصليات بالسعودية.. أما عن وجود تزوير في جوازات السفر لديانة الخادمة فهذا وارد وبنسبة كبيرة، والسبب وبنسبة كبيرة هو الحصول على المال.

ويضيف القرشي بأن المشكلة تكمن في دولة الخادمات والتساهل في كثير من الضبط لدرجة تكاثر سماسرة الخادمات وبخاصة في دولة إثيوبيا حيث اتجاه البوصلة وكذلك ضعف الرقابة في السفارة كونها حديثة، فنحن نطالب بأن تضبط الأمور ومكافحة هؤلاء السماسرة الذين همهم الكسب حتى باللجوء إلى تزوير ديانة الخادمة لتتواءم مع الطلب، وكل شيء يهون إلا مخاطر تزوير الديانة، لذا يجب التنسيق مع وزارات الشئون الإسلامية بدول الخادمات لتعميد مكاتب معترف بها يتم تفويضها لاستخراج وثيقة إثبات الديانة.

مكاتب الاستقدام .. المراقب العاجز

ويقول أحمد الغامدي صاحب مكتب استقدام: مكاتب الاستقدام لا حول لها ولا قوة أمام هذه المراوغة فنحن نسير على نظام دولي مع دول الخادمات وهناك إجراءات رسمية.. ولعل هذا الموضوع قد أشبع بحثاً بما فيه الكفاية إلا أن الوضع لم يزل يشكل ظاهرة يجب الانتباه لها.. وعن سبب عدم إرجاع غير المسلمة يقول الغامدي إن المشكلة ليست بيد مكاتب الاستقدام أو أي جهة في السعودية وإنما من دولة الخادمة والتي لم تفلح في ضبط المزورين، وأكثر دولة نعاني منها الآن هي إثيوبيا وذلك بسبب اتجاه الطلب إليها، وقد طالبنا بأن تكون هناك مراكز دعوية إسلامية للحد من هذه الظاهرة.

هل يمكن الاستغناء عنهن؟

مثلما تتنامى مشاكل الخادمات فإن أفكاراً شتى تدور حول ضرورة الاستغناء عنهن، ويلفت الأخصائي الاجتماعي الدكتور علي بغدادي إلى أن إحدى الدراسات التطبيقية الخليجية أوضحت أن 13.7% من الأسر تستقدم الخادمة من أجل القيام بواجبات الزيارة والضيافة فقط، وأن الغالبية من الأسر السعودية وبنسبة 54.2% لديها من الإمكانات خصوصاً البنات والبنين ما يجعلها تستغني كلية عن المستخدمين.

كما أظهرت نتائج الدراسات الميدانية أن قرابة 25% من أطفال الأسر في المرحلة الأولى يقلدن المربيات في اللهجة؛ وأن أكثر من 40% منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية.

وأخيراً فإن الأفكار والمعالجات تتعدد إزاء المسألة، ولا يمكن بالطبع تغيير التوجه نحو الاستعانة بالخادمة بين يوم وليلة، لكن علينا توضيح المخاطر وفي ذات الوقت الاعتراف بأن هناك حاجة في بعض الأحيان للخادمة، لكن دون الاشتطاط في هذه الحاجة إلى الدرجة التي تنقلها إلى مرتبة المباهاة الاجتماعية، وأن تتم الاستعانة بها بالصورة التي تقي مجتمعنا شرور الاستقدام العشوائي وبالتالي تحفظ أجيال المستقبل مما يمكن أن يحدث من خلل في العقائد والمعتقدات تنطمس معه قيمة الثوابت الإسلامية التي تتمسك بها أمتنا.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة