Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 07/06/2013 Issue 14862 14862 الجمعة 28 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في السنوات الأخيرة ظهرت لنا قضايا غريبة لا تمت للإنسانية بصلة، كمثل قضايا تعذيب الأبناء بهدف تعديل سلوكهم، ويمتد هذا التعذيب حتى الموت! المصيبة انهم أبناء فلذة الأكباد، وزينة الحياة الدنيا، ونعمة من النِعم التي لا يُقدر قيمتها إلا من حُرِم منها! والأبطال، بل المجرمين في هذه الجرائم البشعة بحق الأبناء الذين لاحول لهم ولاقوة هم “ الآباء “ الذين يمارسون أساليبهم التربوية البشعة تحت مبررات واهية ومريضة ولاتمنحهم الصلاحية المطلقة للتعذيب بهدف التأديب! لكن للأسف الشديد التهاون في العقوبات ضد هذه النماذج من الآباء ساعد في انتشار واستمرار مثل قضية ضحية تبوك الذي برر والده القاتل جريمته “ بأنه لم يكن يسمع كلامي” !! ما هذه الأبوة الوحشية التي لم تمارسها الحيوانات المفترسة تجاه صغارها حتى تجرأ البشر بممارستها بسهولة بمنطق الغاب المستمتعين فيه بدون حسيب ولارقيب! والدليل أن كثير من هؤلاء المجرمين لايعترفون بجُرمهم ولايندمون ولايُسلمون أنفسهم للقضاء لمحاسبتهم على فعلتهم المشينة بحجة أنهم “ آباء “ ولاحساب لهم فيما يمتلكونه من أبناء أو بنات عندما تُزهق أرواحهم تعذيباً وتنكيلاً! والمشهد المؤلم الذي تناقلته وسائل الإعلام يجب أن لايمر مرور الكرام على الجهات الأمنية والقضائية تجاه هذا الأب وغيره من الآباء الذين لايتقون الله في الأمانة التي كلفهم الله برعايتها! ويكفينا صدمة وألماً ما نقل عن وضع جثة الطفل بعد قتله من أقرب الناس له وهو ملفوف ببطانية وملقاة بين الحجارة دون دفن ودون توجيه للقبلة “ لم يُكرم ابنه حياً، فكيف يُكرِمه ميتاً “! إلى جانب امتلاء جسد الطفل بالاصابات المتفرقة والحروق ومواضع قطع بآلات حادة وضربة في الرأس وتشققات عميقة في القدمين وآثار تعذيب على الظهر! هذه الأدلة الجنائية تؤكد على المعاملة القاسية التي يُعامل فيها الأب ابنه، ومن المؤكد بأنها ليست وليدة اللحظة، بل انها سلسلة من المواقف المؤلمة التي عاشها الطفل مع أب يقال بأنه مختل نفسياً وكان يعمل ممرضاً في مصحة نفسية بتبوك! وبلاشك بأن أخوته وأمه كانوا يعيشون سلسلة من المعاملة القاسية التي لايستطيع أيا كان التدخل لايقافها لأنها صادرة من الأب الذي يمنح حق التسلط والتعذيب والقهر وفي النهاية “ القتل “! ولولا تبليغ الأم عن اختفاء ابنها لما اعترف الأب أو ندم على فعلته! بالرغم أن هناك كثيرا من الأمهات يلتزمن الصمت عن مآسي كثية ضد أبنائهن تحت أسقف المنازل الموحشة بالتعذيب والتنكيل بطفولتهم البريئة، وعندما يتطور الأمر للاعتداء الجنسي أو القتل تتحرك للتبليغ ضد الأب الذي هو زوجها المجرم! لكن بعد ماذا؟! ان قضية طفل تبوك ستتكرر من آباء مرضى نفسيين، ومن مدمنين، ومن مضطربين في الشخصية مادام لاتوجد عقوبات صارمة بحقهم، ولامعالجة طبية سريعة بشأن ظروفهم الصحية، ولا أحكام شرعية بشأن حماية أُسرهم منهم عاجلاً، فالكثير من الشكاوي تطول بها الاجراءات حتى تُزهق الأرواح البريئة، ولكن ستُعلق ذمتها في رقبة كل من يتهاون في حماية هؤلاء الأبرياء وتأمين الحياة الكريمة لهم.

وأخيراً.. حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يتهاون ويلتزم الصمت بحق هؤلاء المعذبين من أقرب الناس لهم!

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
أطفال برخص التراب!!
د. موضي الزهراني

د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة