Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 07/06/2013 Issue 14862 14862 الجمعة 28 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

جدد حياتك

زوجيات
رفقة عمر

رجوع

رفقة عمر

الكثير من المشكلات الزوجية يكون إطارها موثق بعدم الرفقة بين الزوجين، فلو أن العلاقة الزوجية تضمنت علاقة صداقة لا يستغني كل واحد منهما بالآخر عن الآخرين فسيكون كل طرف هو مركز اهتمامه وصندوق أسراره ، يعتمد عليه في المهمات الصعبة ، فإن سقط رفعه ، وإن مرض وقف على رأسه ، وإن احتاج أعطاه وإن طلب لباه.. فهذه هي علامات الصداقة الحقيقية.

فالصداقة قرب قلبي أكثر من كونها قربا جسدياً لذلك يدعو الكثير من المختصين كلا الزوجين لأن يوثقا عقدا يتضمن رفقة روحية بها يسمو كلا الطرفين مشتملة على تطبيق فعلي لمبادئ الصداقة وهي:

1 - التقبل

أي أن أتقبل الطرف الآخر بما فيه من حسنات وسيئات ، وأرتاح بالجلوس معه والحديث إليه وأفرح عند اللقاء به ولا أقيمه، ولعل من أكبر المآسي التي نعيشها في حياتنا الزوجية أن لا يتقبل أحدنا الآخر فهنا توضع الحواجز ويبحث كل واحد عن البديل لبناء العلاقة معه وهنا تبتدئ أول خطوة في دمار العلاقة الزوجية.

2 - القبول

وهي أنني أبحث عن إيجابيات الطرف الآخر, وأركز عليها فيكون مقبولا عندي ويزداد حبي له لأنني أري الإيجابيات والحسنات فيه، ولا أحرص منذ البداية على تغيير السيئات وإبداء الملاحظات التي عليه، فقد قال أحد علماء النفس (ليس بمقدور أحد أن يقوم إنسانا آخر، ولكن بحبك لهذا الإنسان الآخر على ما هو عليه، تستطيع أن تمنحه القوة لتغيير نفسه.

3 - التقدير

بعد التقبل والقبول يأتي التقدير لاستمرارية العلاقة بين الطرفين وتقدير الذات حاجة أساسية ولهذا ركزت عليها كبرى الشركات والمؤسسات الربحية وغير الربحية عندما رفعت شعار: (تقدير العميل أهم شيء) أو شعار: (العملاء دائماً على حق) وكذلك يركز عليها الطفل الصغير، فإنه يفعل الحركات الغريبة من أجل لفت النظر، ففي ذلك تقدير له وإعطاؤه الاهتمام بوجوده، وهذا ما نريده من الزوجين.. ولهذا عندما دعا الرجل الفارسي الحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم اشترط عليه الرسول أن ترافقه زوجته، فهذا من كمال التقدير للطرف الآخر، وهذا من التصرفات التي ترفع العلاقة بين الطرفين من علاقة زوجية إلى علاقة صداقة، فتنشأ بعدها كل الأخلاق التي يتمناها الإنسان من الطرف الآخر بسبب وجود علاقة صداقة بينهما، حيث يحتفي كل منهما بالآخر ويقدره ويحترم رأيه حتى في أوقات الاختلاف عدا أنه إذا طلب لا يرد طلبه، وإذا سأل أعطي، وإذا مرض وقف عنده وأبدى اهتمامه، وإذا احتاج لبى حاجته، وإذا مات كان وفيا له..

فعلى كلا الزوجين ممن ينشدان الحياة الزوجية السعيدة أن يتبنيا معنى الرفقة أو الصداقة فعليا فيما بينهما ولا ينتظرا تغيير الآخر أو مبادرة بل يكون أحدهما هو البداية نحو حياة ملؤها التوافق والسعادة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة