Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 07/06/2013 Issue 14862 14862 الجمعة 28 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

مجتمعنا بشري، تتفاعل فيه قضايا الناس بمثل ما يحدث في أي مجتمع.. فهي على اختلافها محكومة لأنظمة وقوانين..

ما يتعلق بها من أحكام، وقرارات تخضع لنظام يقوم في أساسه على أحكام الشريعة الموحدة..

هذه التي أنزلت من السماء, ووجدت في المقدس من القول، يقرأها كل مسلم متى شاء في القرآن الكريم, الممحفوظ من لدن رب عظيم..

فيه تتساوى الأحكام، ولا تخص فردا، ولا تميز واحدا.., ولا تتجاوز كائنا من كان، فكلٌّ متى فعل ما يستوجب الحكم،نزل به, ومتى ظلم رُفع عنه..في نصاعة النص الشرعي, وجدية تطبيقه..

لذا تقوم المحاكم، ويختص القضاء في شؤون الأفراد، والجماعات،..

تخضع مسالكهم في تعاملهم، وعلاقاتهم، وما يجترحونه، ويجنونه من اعتداء على حق، و تجاوز عن أداء, و ظلم لغير، بدءا بقذف اللسان، فعمل الجوارح من سرقة، وضرب، وإيذاء، وقتل، فغش، وتزوير, وانتحال، وشهادة زور, وانتهاك حرمات، واعتداء على حقوق، وفساد في مكان، وتجاوز عن حدود أقرها الشرع, ومنكر في فعل ...

المرجع في كل ذلك يبدأ في الأهل، حكمان منهم، وفي الإقرار بشهادة شاهدي عدلٍ، أو واحد وامرأتان بنص القرآن, وأربع ويمين ..,

وتترى القرائن، وتوثق الأدلة، وتصل الأمور عند نفاد الحلول بين الأفراد, والجماعات إلى القضاء ..,

هناك في المحاكم تعرض الصغيرة فيها .., والكبيرة...، ويخضع الأول، والآخر ..

وتنتهي بشكوى تُسمع .., وظلم يرفع .., وحاجة تقضى .., وحقيقة تُفضى .., وعدل يسود..، وحق يعود ..

ومعقد العدالة في المحاكم هو تطبيق قانون السماء, ليسود بين البشر في الأرض، السلم .. والأمن النفسي, والمعيشي..

هذه حقائق بدهية يعرفها كلُّ الناس..

غير أن عدد القضايا التي تتم في المحاكم، من غير قضايا التملك بتهميش الصكوك، ونقل الملكيات..التي تفوق المئات..

هناك قضايا شائكة ومهمة، تتعلق بأخلاق الناس, تنم في حقيقتها عن عمق احتياجات المجتمع للكثير مما يمكن أن يفيد به المفكرون, والمخططون, والمربون، والإعلاميون، وبناة القواعد السلوكية في الفرد..

ترى كم هي القضايا التي سرقت فيها الأعراض، وابتلي بها المحصنون..؟

وكم هي القضايا التي ظلم فيها العاجز، والقاصر, والعزَّل من السند, والعضد..؟

ترى كم هي القضايا التي تكشف عن سوء الأدب، وقصور التنشئة، وضعف الوازع الديني..؟ ليس من الأحداث وحدهم الذين لا يعيشون في بيئات أسرية حاضنة، ولا مسالمة، بل من الكبار الذين تتمرد بهم شقوتهم وسوء أدبهم..

ترى كم هي القضايا التي تعرِّف بهشاشة بنى المجتمع في التعامل مع حقوق الآخر, والتجاوز عليه..؟ من القريب والبعيد، في الأهل والجيرة،والصحبة، والقربى..وغير..

ليت المحاكم حين تصرح بعدد قضاياها أن تقدم كشفا وثائقيا سنويا عن موضوعات المشكلات، والقضايا التي تعرض فيها، وتنتهي إليها بين فردين، وأكثر..

فإن في ذلك ما يدعو لتأسيس عمل جاد, ونظامي لإعادة صياغة قوانين التنشئة، والتربية، والتعليم بل إعادة النظر في البناء الديني للأفراد..

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
حصادُ المحاكمِ في صميم .....؟!!
د. خيرية ابراهيم السقاف

د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة