Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 09/06/2013 Issue 14864 14864 الأحد 30 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

قلت إن محاولات توجيه الرأي العام قد تعتمد على شعارات جماهيرية تنادي بالمثالية ظاهراً ولكنها لا تستطيع الوصول بدون تصديق ومساندة الناس في الشوارع والبيوت.. لذلك لم تدم الشيوعية ولا البعثية لأن الشعارات على مدى عقود انكشفت عن توجهات وأفعال أنانية.

الجمهور ليس غبياً بل تسيره رغبة الحياة بأمان. أمان اقتصادي وأمان جسدي.

والفرق لا يكمن في توصيف النظام ونظريات رؤسائه بل في ممارسات القيادات على أرض الواقع. القيادات الرسمية والقيادات الشعبية وتجربة الربيع العربي هي مثال مثالي للتوضيح.

في أجواء العالم العربي الذي انقلب فيه المنتخبون على من كرروا انتخابهم لعقود طويلة, ثم عاد المنقلبون ليختلفوا حول نتائج اختيارهم لقياداتهم راهناً.. قد لا أكون الوحيدة التي تتساءل هل التعيين بانتقاء الأكفأ أسلم وأفضل للمصلحة العامة, أم ترك الجمهور العام بكل تحيزاته يختار حسب تحيزاته من يمثله؟

حسن الأداء في المناصب لا يأتي عبر أفضل حملة علاقات عامة.. بل من انتقاء الأكفأ لتحقيق هدف البناء العام لا الخاص بفئة ما.

كل هذا يشير إلى حاجة القيادات الرسمية والشعبية في أي مؤسسة كبيرة أو صغيرة, دولة أو شركة, إلى جهاز علاقات عامة فاعل وواع لأهمية دوره. وأنه ليس دوراً هامشياً سطحياً بل جزء لا يتجزأ من نجاح القرار ذاته. ويجب أن يكون صادقا مع الطرفين: صادقاً في ما يوحي للجمهور وصادقا في ولائه.

باختصار: اليوم؛ العلاقات العامة على مستوى القيادات لا تختزل في وجود جهاز إعلام تقليدي, ولا مبدأ تزييف الحقائق, ولا تسخير التقنية في اختلاق مظهر المثالية في الأداء, ولا طاقم أفراد مبررين للتقصير ومبتسمين للمراجعين في انعدام خدمة متميزة.

كل ما سبق يجسد ما يتهم به المجتمع الإدارة الفاشلة: تلميع سطحي لقرارات مشبوهة الأهداف والنتائج.

القيادة الناجحة لا تستغني عن العلاقات العامة الناجحة.

والنجاح الذي يعني تحقق هدف النمو والربحية واستدامة البقاء يتطلب إطار تفهم والتزام فردي ومؤسساتي باحترام كل الأطراف المعنية وذلك يشمل الجمهور. ونجاح العلاقات العامة يقوم على دعم متبادل لتأصيل حوار إيجابي بنّاء مواكب لمستجدات التقنية. وبالتالي ينجح في إحداث التغيير الإيجابي والتطوير في الأداء حيث تتبادل وتتشارك القيادة والخبراء والجمهور المعلومات الحيوية المطلوبة لتحقيق الهدف المشترك.

نتابع الحوار..

حوار حضاري
عن العلاقات العامة: 3/4
د.ثريا العريض

د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة