من الطرائف التي يرددها البعض: أن أحد طلابنا (المبتعثين) كان يقدم لزملائه من جنسيات متعددة، شرحاً لكيفية طبخ (الكبسة السعودية) بعد انضمامه إلى البعثة مباشرة، فسأله أحدهم: أين يذهب الماء الذي وضعت فيه الرز؟! فرد الطالب the rice drinks it بمعنى (الرز شربه) كما هو بالتفسير العامي لدينا!.

طبعاً الحال يتغير فور تعلم (شبابنا) الإنجليزية الحقيقة، وعندها يبدعون في تركيب الجمل وصياغتها بتفوق، حتى قيل إن (مبتعثاً سعودياً) نجح في تعليم (الخواجات) فن الكتابة باللغة الإنجليزية والعربية معاً، عبر مهارات الخط العربي!.

اللافت أن أغلب (المبتعثين) عند عودتهم يتجنبون الحديث بالكلمات (الإنجليزية) مع غيرهم، ويتلذذون بالحديث باللغة العربية، رغم امتلاكهم لمفردات غنية، يستطيعون من خلالها إثراء النقاش بالإنجليزي، بعكس بعض (ربيعنا) ممن يطقطقون بعض الكلمات، ويفكون الخط على رأي الصعايدة!. تشعر بالغثيان بسبب (عنقرزة) هؤلاء المقيتة، حتى لو طلبت من أحدهم رقم جواله، يصر أن يكتبه باللغة الانجليزية..!.

برأيي يجب أن نتخلص من هذه العقدة، ونتحدث العربية داخل بلداننا الخليجية حتى مع الأجانب، وعندما يعجزون عن التفاهم معنا نتحدث بلغتهم، لنبين لهم أننا نستطيع التحدث باللغتين، بينما هم عاجزون عن مجارة العربية!.

اللغة هوية وثقافة وكيان، ولتعرف كيف يفكر الغرب أسمع هذه القصة التي حدثت نهاية الأسبوع الماضي، فقد تسبب الإعلان الذي وضعه مالك نادي (تشيلسي الإنجليزي) لبيع سيارته (اللامبورجيني 2013) في ضاحية بلندن، بغضب صحفيين وانتقاد كتاب بريطانيين!.

طبعاً الانتقاد كان فقط، بسبب تعليق (رومان إبراهيموفيتش) الإعلان مكتوباً بخط اليد و(باللغة العربية فقط) على زجاج السيارة الأمامي: (للبيع سيارة لامبورجيني أفنتادور 2013 قطعت مسافة 1400 فقط للجادين الاتصال بالرقم..)!. صحيفة (ديلي ميل) البريطانية اعتبرت أن الإعلان (مستفز)، وعلقت بالقول: (هل يعتقد مالك نادي تشيلسي أن من يقرؤون العربية فقط هم الذين يستطيعون دفع ثمن السيارة؟! البريطانيون يستطيعون دفع 320 ألف جنيه إسترليني كذلك)؟!. يجب أن يحذر من (يستفزنا) بخلط العربي ببعض الانجليزي، حتى لا يتحدث بطريقة الماء الذي شربه رز الكبسة!.

وعلى دروب الخير نلتقي.