Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 10/06/2013 Issue 14865 14865 الأثنين 01 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الأخيــرة

حصلت في الأسابيع الماضية مواجهات عنيفة بين سلطات الأمن السويدية وأعداد كبيرة من المهاجرين الأجانب المقيمين في حي هوسبي في العاصمة السويدية. أحرقت أكثر من مائة وخمسين سيارة وعدة مبانٍ سكنية، وقتل مهاجر برتغالي عمره 68 عاماً برصاصة شرطي سويدي. الشرطة تقول كان ذلك دفاعاً عن النفس لأنّ المتوفى هاجمها بسلاح أبيض. سكان حي هوسبي يتهمون الشرطة السويدية بالعنصرية واستعمال العنف المفرط في تعاملهم مع الأجانب. هذه الأحداث أطلقت موجة نقاش حادة حول سياسات التطبيع والتجنيس في المجتمع السويدي الذي يبلغ عدد الأجانب فيه خمسة عشر بالمائة من سكان السويد.

وفاة المهاجر البرتغالي برصاصة الشرطي، جعلت السلطات القانونية السويدية تبدأ تحقيقاً مع الشرطة بتهمة الإهمال المؤدي إلى القتل غير العمد، والشرطة تدّعي أنّ ما حدث كان دفاعاً عن النفس.

كقارئ عربي يهمني في الخبر أمران: الأول حدوث المشاكل بين المهاجرين الأجانب والسلطات الأمنية في دولة مثل السويد، تحتل المرتبة الأولى عالمياً في التعامل القضائي والحقوقي العادل مع أقلياتها بمختلف أصولها وانتماءاتها وعقائدها. ليس أدل على ذلك من قيام السلطات السويدية القانونية برفع قضية على زميلتها السلطات التنفيذية. الأمر المهم الثاني لا علاقة له بحيثيات الخبر وإنما بتعليق أحد القراء الألمان أرسله كتغريدة إلى جريدته الإلكترونية التي قرأ فيها الخبر. أدهشني محتوى التغريدة وحاولت وضعها أمام القارئ السعودي لمقارنتها النوعية بما عندنا من تغريدات.

أعود بشيء من التفصيل للأمر الأول، أي أحداث الاضطرابات. العولمة المصلحية بين هوامير الاقتصاد العالمي، فتحت الأبواب لاختلاط القوميات والأعراق والأديان والمذاهب والعادات والتقاليد، وجعلتها في حالة مواجهة مع بعضها البعض. عندنا في السعودية من المقيمين غير العرب أكثر من خمسة أو ستة ملايين إنسان. نسبة مجموع سكان دول مجلس التعاون الخليجي الأصليين في بلدانهم تقل عن النصف. صحيح الله يستر، لكن الوقاية خير من العلاج.

الاهتمام الثاني بتغريدة القارئ الألماني إلى صحيفته، وكانت كالتالي: بحق الله عليكم لا تحققوا في موت المهاجر بالطريقة العلنية. دعونا نفترض حصول المحاكمة للشرطي وثبوت القتل عليه. عندئذ فإنّ الغوغاء السويديين العنصريين المحرضين بالأساس على كره الإسلام والمسلمين سوف يرفضون إدانة الشرطي السويدي بادعاء تحيز القضاء للأجانب، تماماً كعادتهم في رفض أي حكم قضائي لا يناسبهم لأنه لا يدين المسلمين منذ البداية. إن حدث مثل هذا التطور فسوف يزيد في تعميق حالة الجنون العنصري في السويد، ويهيج المزيد من الغرائز العدوانية عند هؤلاء العنصريين. لنتذكر أنّ الحقد العنصري في كل مكان يقوم على نقص شديد عند المصاب به في احترام ذاته، مما يجعله يستجيب بسهولة لأدنى اهتزازات اجتماعية أو نفسية. بسبب نقص النضج لديه فإنّ العنصري التقليدي يعوّض عن ذلك النقص بإسقاط إحباطاته على الأجانب والأقليات والمختلفين فكرياً ودينياً، لأنّ ذلك يشكل جزءاً أساسياً من محدوديته الإدراكية والفكرية.انتهت التغريدة

بالله عليكم اقرؤا هذه التغريدة بتمعُّن مرة أخرى وقارنوا محتواها الإنساني المحايد بما نسمعه ونقرأه ونشاهده عندنا كل يوم من التحريض على المسلم الآخر، فقط لأنه يتبع مذهباً مختلفاً أو يختلف قليلاً في تقديره النقدي لبعض شؤون الحياة.

إلى الأمام
تغريدة قارئ ألماني
د. جاسر عبدالله الحربش

د. جاسر عبدالله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة