Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 12/06/2013 Issue 14867 14867 الاربعاء 03 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

جامعاتنا...والمسؤولية الثقافية
أ.مي ناصر المقرن

رجوع

لا يغيب عن بال أحد الدور الإنمائي الهام والفعال الذي تقوم به الجامعات لتعميق مفاهيم ومضامين الثقافة، فالتعليم العالي يعد ركنا أساسياً من أركان التنمية البشرية الشاملة، وبناء الدولة العصرية القائمة على المشاركة الاجتماعية الفاعلة والإنتاج الثقافي الذي يقدم الخبرات التعليمية والإمكانيات الإبداعية التي تسهم بالتالي في تقدم الأمة وريادتها على الأصعدة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ومن الجدير بالذكر ونحن في مخض الحديث عن الدور الثقافي للجامعات، أنه مالم يكن للثقافة في حد ذاتها دور، فلن يكون هناك مجال للحديث عن دور ثقافي للجامعات أو غيرها من المؤسسات التعليمية, ولعل المقام لايتسع هنا للتفصيل في دور الثقافة في تطوير المجتمع وتوجيهه، ويكفينا القول: إن عناصر التنمية المتعددة بكافة أشكالها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يعرقل دورها غالباً الخلل في دور الثقافة، كما يمكن أن تكون أكثر فعالية وإنتاجية تبعا لإنتاجية وفاعلية المكون الثقافي.

وفيما يتعلق بالمسؤولية الثقافية الملقاة على عاتق الجامعات اليوم يحسن بنا أن نؤكد على أهمية الدور الثقافي والعلمي الذي تقوم به الجامعات في ضوء المستجدات والمتغيرات المتسارعة في العالم، ولاسيما وأننا نتعايش مع وضعية معقدة من التحولات الكبرى الحادثة في صلب الحياة الإنسانية المعاصرة، في زمن يضخ بمفاهيم الديمقراطية والحرية والإنسانية، ويختنق بتحولات العولمة وثورة الثقافية والمعلوماتية, ويدعو إلى التعايش وحوار الحضارات وحقوق الإنسان.

مما يجعل أمام الجامعات مسؤولية ثقافية حضارية في إثبات ذاتها وكفاءاتها وتأكيد دورها الثقافي في صناعة الأمم والتقدم بالإنسان والحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي.

ولذا لابد من الاهتمام بتربية وتثقيف طلبة الجامعات من خلال المحاضرات العلمية والدورات التدريبية، والتأكيد على أهمية التخطيط والبحث العلمي، فالجامعة أداة لخدمة المجتمع، ومن الضرورة أن يكون إنتاج كافة الجامعات متاحا بحوثا ودراسات، فالبحث العلمي هو السبيل إلى التكامل الثقافي والسياسي والاقتصادي أمام مايواجه الأمة من مخاطر وتحديات.

إن الواجب يملي على أساتذة الجامعات التعاون في سبيل تبادل الخبرات على المستويات النخبوية الثقافية، وذلك بالعمل على تحقيق الوحدة الشاملة في العالم العربي والإسلامي، وحدة في الثقافة والفكروالمصالح المشتركة والتضامن في إطار جامعة اسلامية واحدة تحدث اختراقا قويا تخرج فيه من دائرة التقليد, وتنفض الغبار عن نظمها وبرامجها التعليمية وتعيد النظر فيها,لتبقى مركز اشعاع لكل جديد من الفكر والمعرفة ومنبرا تنطلق منه آراء المفكرين والعلماء ورواد الإصلاح والتربية والتطوير, بما يعزز مقومات الأمة ومرتكزاتها وفق أسسها ومنطلقاتها العقدية والشرعية والفكرية والقيمية، ويعكس تطلعاتها وآمالها في أجيالها القادمة وفي صورة المجتمع الحاضرة والمستقبلية.

إن العمل الجامعي على هذا المستوى الحضاري التربوي يحتاج إلى الكثير من التضحيات والمتطلبات والمثابرة وإلى قناعة تامة بقيمة وأهمية صياغة الفرد صياغة إسلامية حضارية وإعدادها إعداداً كاملاً من حيث العقيدة والذوق والفكر والقيم حتى تتكون الأمة الواحدة المتحضرة القادرة على مواجهة التحديات وصناعة الأجيال.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة