Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 14/06/2013 Issue 14869 14869 الجمعة 05 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تشهد منطقة الشرق الأوسط متغيرات سياسية خطيرة أفرزتها ثورات الربيع العربي في ظل غياب التوازن العربي الإقليمي.. ولعل أبرز هذه المتغيرات وأشدها خطراً المشروع الطائفي الذي جسد مجمل الظواهر الطائفية إلى حكومات طائفية تمارس التمييز الطائفي علناً كما في العراق ولبنان لينتقل هذا السيناريو إلى سوريا، وذلك حسب المخططات الإيرانية للديموجرافية العربية الإسلامية التي تهدف في حقيقتها إلى تفتيت وتفكيك المنطقة العربية ومجتمعاتها وإشعال الحرب الطائفية عبر مخالبها المسمومة

وبدعم ومباركة روسية وصينية، وذلك لإنجاح مشروعها في الهيمنة على المنطقة من خلال استثمار امتدادها الطائفي خارج حدود دولتها.

واليوم لم تعد الطائفية تُمارس كما في السابق مجرد خلاف في المذهب أو الدين، بل تحولت إلى وسيلة وسبب لتعميق الخلافات السياسية وتحويلها إلى صراع شعبي لا يكتفي باختلاف الرؤية إلى مصالح المجتمعات وأساليب معالجتها، بل تجاوزت إلى تدمير النسيج الاجتماعي وزرع بذور الحروب الأهلية والصراعات العرقية.. وافقار للهوية عندما تُختَزل في الولاء لطائفة معينة. ولعل الحالة اللبنانية هي من أوائل الحالات التي جسدت هذه الرؤية تطبيقاً على الواقع السياسي والاجتماعي، إذ التبس البعد الطائفي بالخلافات السياسية التباساً شديداً أدى إلى انقسامات سياسية بين فريقين لكل منهما رموزه وأحزابه وطوائفه.. ومن لبنان انتقلت سيناريوهات السلطة الطائفية إلى العراق فبرزت الموجات السياسية الطائفية لتشكل أضلاع العملية السياسية والتي ركِبت إيران صهوة موجتها لتحقيق سلطة طائفية في العراق تكون موالية لها.. وتهيمن على كل مفاصل الدولة العراقية.. فشاعت شريعة الغاب التي تديرها الميليشيات الإيرانية لتشهد العراق بذلك سلسلة من الاغتيالات والترويع والقتل إضافة إلى حلقات متصلة من التآمر الطائفي على مقدرات ومكونات الشعب.. كل هذه السلوكيات التي نخرت الجسد العراقي ليست إلا سلوكيات إستراتيجية تُغذيها الطائفية الإيرانية المقيتة لإحياء النزعة الفارسية على امتداد البحر الأبيض المتوسط شرقاً إلى منطقة الخليج العربي.

فإذا كانت إيران قد لعبت لعبتها الخطرة في لبنان والعراق.. فإن سوريا لم تكن بمنأى عن مخالب القط الإيراني، فإخفاق المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية أدى إلى ما آلت إليه الأمور اليوم من تدخل لحزب الله اللبناني بغطاء روسي ودعم إيراني مباشر لينفذ ما تمليه عليه طهران.. وليس ذلك بمستغرب عليه فهو لا يخفي ارتباطه الوثيق بالنظام الإيراني، فقد سبق وأن عبَّر حسن نصر الله عن فخره بأنه جندي من جنود ولاية الفقيه، لذلك فهو يعد تدخله في سوريا ما هو إلا جزء من إستراتيجية إيران الإقليمية الشاملة والمتمثلة في أن النظام السوري يجب ألا يسقط، لذلك يبقى المدى الحقيقي لتدخل حزب الله في سوريا خاضعاً لجزء كبير من التخمين والغموض.

لقد أصبح طغيان البعد الطائفي على السياسة في معظم المجتمعات العربية وتغلغل التشدد الديني في قضايا الفكر والعمل السياسي خطراً يهدد بناء الأمة ويعوق جهود النهضة ويجهض التحول إلى الديمقراطية..كما أن انفجار العنف الطائفي في الوطن العربي يمنح إيران نفوذاً سياسياً وطائفياً أوسع لتحقيق مشروعها الطائفي.

zakia-hj1@hotmail.com
Twitter @2zakia

عود على بدء
التباس البعد الطائفي بالخلافات السياسية
زكية إبراهيم الحجي

زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة