Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 15/06/2013 Issue 14870 14870 السبت 06 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

وجدت صعوبة في البحث عن كلمات مناسبة لوصف العلاقة الحميمة بين الخليج والمغرب، فالأمر لم يعد مجرد علاقة عابرة تحكمها السياحة أو التنزه على شواطئ الأطلسي، لكنها علاقات بدأت تقترب من الإندماج الذي قد يصل إلى درجة الذوبان، تماماً مثلما يحدث عندما تضع قطعة ملح خشنة في ماء عذب، يذوب الملح في الماء، ويتحول إلى مادة في منتهى الشفافية والنعومة. أو عندما تتجه رياح الصحراء العاتية إلى مياه المحيط، تتحول إلى نسيم رقراق لا يخدش الجلود الناعمة..، أو حين يسافر الرجل الخليجي إلى المغرب مثقلاً بأمواله وكبريائه وقسوته، يتحول إلى كائن متصالح مع مخاوفه وشكوكه، ولا يمت بأي علاقة بماضيه القريب، لكنه سرعان ما يستعيد تلك القسوة عندما يعود إلى دياره في الخليج.

كذلك أهل الخير أو الرجال الطيبون كما يحبون أن يصفوا أنفسهم في بلادهم، يشدون الرحال إليها في مجموعات لا تقل عن ثلاثة أشخاص، لأسباب يعرفها من أصطحبهم في رحلاتهم لبلاد المغرب، ويتحولون إلى كائنات في غاية اللطافة والاستسلام ومغايرة تماماً عن طبيعتهم المتشددة في مجتمعاتهم الخليجية، وعادة لا يواجهون صعوبة في تخريج الرحلة شرعياً، فقد تكون إحدى ساعات الترويح المباحة عن النفس، أو بمثابة استراحة من عناء مهامهم اليومية في ضبط سلوك الرجال والنساء في أوطانهم، وهم كغيرهم من أبناء الخليج يجدون متعتهم في عذوبة المياه المغربية، لكن ما أن يفكروا في العودة إلى بلادهم، ويرتدون زيهم الرسمي، تعود طبائعهم الحادة، ثم تبدأ مهمة ضبط السلوك غير السوي في بلادهم الخليجية.

كذلك يختلف أداء وسلوك رجل الأعمال الخليجي الاستثماري كثيراً عندما يسافر إلى المغرب، فالاستثمار هناك يأتي بمبادرة منه، وقد تناقلت وسائل الإعلام في الأمس القريب خبر مساهمة رجال الأعمال السعوديين في إنشاء مدينة صناعية على مساحة تقدر بـ100 هكتار في القنيطرة، بعدما وصلت الدعوة لزيادة استثماراتهم المحلية في أوطانهم إلى مراحل الاستجداء للمساهمة في التقليل من مخاطر البطالة المحلية. وبكل أمانة لا تتسع مساحة هذه الزاوية الصغيرة لحصر المشاريع الخليجية في المغرب، لكن الجديد في الأمر أن الملتقى الثالث للاستثمار الخليجي المغربي الأخير أوصى بإنشاء لجنة لتتبع تنفيذ المشاريع الخليجية في المغرب لكثرتها.

“أشتقت للمغرب وأنا توني جاي”، هكذا عبر الشاعر الكبير عن تلك العلاقه الدافئة بين الخليج والمغرب، بينما ليس الأمر بتلك المودة والجاذبية عند نساء الخليج، فقد بعثت كاتبة سعودية قبل عامين برسالة إلى وزير العدل المغربي تطالبه من خلالها بما أسمته برفع الظلم عن مواطناتها، بسبب زواج الكثير من السعوديين من نساء مغربيات، مطالبة إياه بوضع حد لهذا الأمر، وشددت الناشطة السعودية وجيهة الحويدر على أهمية اعتماد قانون “يردع” المغربيات من الاقتران بالسعوديين، خصوصاً أن الكثير من مواطنيها لا يجدون حرجاً في الزواج بأكثر من امرأه بناءً على الحق الذي يمنحه الدين الإسلامي للرجل في الزواج بأربع.

قبل سنوات، تحدث عمدة مدينة طنجة عن أنه يأمل أن تكون مدينته بوابة الخليج العربي إلى إفريقيا والعالم، وحينها ظننت أن تصريحه خيال لا يخلو من المجاملة لأهل الخليج، إذ كيف تصبح طنجة بوابة للخليج الذي يقع في شرق الأرض العربية، وفي الاتجاه المعاكس والأبعد مسافة عن طنجة الأطلسية، لكن بعدما وصلت جاذبية المغرب إلى ما وصلت إليه من تأثيرات على مختلف المستويات، أصاب العمدة، وأخطأت التقدير، وأصبحت طنجة بالفعل بوابة الخليج الأولى..

بين الكلمات
جاذبية المغرب..
عبدالعزيز السماري

عبدالعزيز السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة