Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 15/06/2013 Issue 14870 14870 السبت 06 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

قبل أيام، تناقلت وسائل الإعلام صورا مروعة لضحايا قيل إن جبهة النصرة ذبحتهم في إحدى قرى دير الزور، وكانت صور المذبوحين، وخصوصا الأطفال بشعة جدا، لدرجة أنه تم حجب بعضها، وقبل ذلك تم تداول آلاف الصور التي تحكي الكثير عن بشاعة ما يجري في سوريا، إذ من الواضح أن ما قيل إنه ثورة سلمية تحول إلى حرب طائفية، بين مقاتلين، من جهة، والنظام السوري، وحلفاؤه كحزب الله اللبناني، وغيره من جهة أخرى ، وهذا ما كان يطمح إليه النظام منذ بداية الأحداث قبل عامين، كما ساهمت الانتفاضة التركية في خدمة نظام بشار، إذ إن اعلام الأخير وجدها فرصة ليرد الدين للسيد اردوغان، والذي كان - في الظاهر على الأقل - خصما شديد المراس للنظام السوري !.

وفي مصر، وتونس لا زال تنظيم الإخوان المسلمين الحاكم هناك يرتب أوراقه، وبدلا من العمل الجاد على خدمة الوطن، والمواطن، أصبح الشغل الشاغل لحكومات ما بعد « الثورات « هو تثبيت أقدامها في السلطة، وعندما نتحدث عن تثبيت الأقدام، فإننا نتحدث عن « أخونة « الدولة، وذلك تمهيدا للحكم الدائم، فهذا هو ما يطمح إليه كل من يصل للحكم في بلاد العالم الثالث المنكوبة، أي أن الشعوب التي استجمعت قواها، وشجاعتها في مواجهة الظلم، والطغيان ساهمت - دون أن تعي - في استبدال دكتاتور فرد، بدكتاتورية جماعة منظمة، ظلت تنشد السلطة على مدى ثمانية عقود، ولذا فقد تركز عملها على ترسيخ أقدامها لعشرات السنين، ومن يقول بغير ذلك فهو لا يتابع الأحداث جيدا .

وطالما أن الحديث عن « الثورات «!، فهل يتذكر أحد منكم دولة تسمى ليبيا، كان يحكمها شخص معتوه يقال له القذافي، وهل يعرف أحد منكم آخر التطورات في ذلك البلد العربي، والذي تم دكه، وقتل الكثير من أهله من قبل الناتو، وسط تصفيق العرب، وتشجيعهم للناتو، بل واستعجالهم لأمر التدمير، فما هي حقا آخر التطورات هناك، وسأخبركم بأن زميلا ليبيا أفادني بأنه تحول إلى كانتونات صغيرة، تحكمها عصابات مسلحة، ووصل أمر الفوضى درجة أن لا أحد يستطيع مغادرة منزله إلى المحل المجاور دون سلاح، وتحول سجناء الأمس الثائرين على القذافي إلى زعماء، يسكنون أفخم المنازل، وسط حراسات مشددة، ويسافر أبناؤهم إلى أرقى المنتجعات الأوروبية، تماما كما كان يفعل سيف الإسلام القذافي وإخوته فيما مضى، فما جرى في عالمنا العربي هو تبادل مراكز، ويبقى الرهان على المدة التي سوف تمضى قبل أن يتم تبادل المراكز مرة أخرى، والتاريخ يقول إنه سيكون بحدود خمسين عاما، ما يعني أن على أهلنا في بلاد الثورات أن ينتظروا حتى عام 2061، هذا على افتراض أنه سيكون بالإمكان « تجهيز « تنظيم، أو فرد لمواصلة المهمة من جديد، فلننتظرْ، ونرَ!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
مستقبل العالم العربي!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة