Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 15/06/2013 Issue 14870 14870 السبت 06 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

كل أمر للمرء يتناقض مع الإيمان يكون مصدرا للخلل في حياته، وينسبغ ذلك على بقية شؤون الحياة، وعلائق الأفراد فيها، ومن ثم أبنية مجتمعاتها التي تتكون من هؤلاء الأفراد..

ولقد أنعم الله على الإنسان بالأنبياء والرسل، والكتب التي تُقعِّد في الأرض الدينَ، وتعلم الإنسانَ العبادات، وتهذب فيه العادات، وتنشر بينه القيم، وتسيِّد فيه القوانين، والحقوق، وتقيم به التشريع في كل صغيرة، وكبيرة خُتم بها الإسلام، أبُ العبادات، والمصدر النقي للإيمان، والأس القويم للتوحيد.. الذي ارتضى به خالق الكون دينا قِيمًاً.. ولا يرتضي بسواه..

في المجتمع المسلم اهترأت الأنسجة الرابطة بين العقيدة، والممارسة، بين القول، والفعل، بين الحجرات تحت السُّقُـف، داخل الجُدر، وبين الفضاء خارجها، بين ظلمة ما يعيشه الناس في منأى حقيقي عن الدين لعدم ممارسة دقائق ما جاء به التشريع فكرا، وسلوكا، وتطبيقا، واعيا لا خالطا، وبين ما يتلقونه ترهيبا في البيت، ومعلومات مقتضبة في كتب الدراسة.

بينما كان على المجتمعات المسلمة أن تجعل كل ما يرتبط بالدين المكوِّن الأول، والأساس لمحتوى مناهج الدراسة، وأنشطتها عند تهديفها، وتخطيطها، وتقويمها..وكذلك كلَّ ما تقدمه وسائل الإعلام وبرامج المجتمع..

لذا أصبح ناشئة المسلمين ورقة جافة في مهب أيةِّ ريح، وأيِّ سلوك..، لكل فكرة، وممارسة تهيلها عليهم مصادر التواصل الحديثة..

أوليس هذا واقعا ملموسا، وحقيقة جارحة، ونماذج صادمة ..؟

وإلا لما وهن الفكر، واندمج التوجه، وتغير المظهر لدى غالبية الناس بمستوياتهم العمرية المختلفة، وباختلاف بيئاتهم المسلمة، والمسلمة العربية، في منأى عما كان ينبغي أن يكون مكينا لا يتزعزع إيمانا وقناعة وممارسة، أول علاماتها المظهر، والسلوك، والفكر..!

إلى أين تذهب أمة الإسلام في واقع الشتات هذا ..؟

إلى أين تأخذ بها الموجة العارمة، وكل ما حولها بريق، وصوت، ومغريات جاذبة..؟

ما أقوله ليس للمرة الأولى، كما إنني لست أول من يقول هذا..لكن المرحلة تقتضي الوقوف المؤسساتي في الأمة المسلمة نحو دراسات جادة، وتخطيط واع، وتطبيق جاد حازم، على الأقل لصد ما يمكن صده ليس باليد، واللسان بل بالعمل على أن يكون الإسلام عملا منفذا في كل شؤون الحياة سياسة، وتعليما، وتنشئة، وسلوكا، وتطبيقا، لا يتهاون في أمره، بعد تأسيسه فكرا نيرا، صافيا، واضحا، واعتقادا راسخا فاعلا في الأفراد..

تلك مسؤولية عظمى، وأي مسؤولية.. على الأقل لكبح التيار الجارف الذي يتقاطر على المسلمين من كل صوب وحدب بكل وسيلة مبتكرة دقيقة ومبهرة.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
الإسلام اليوم بين المسلمين..!
د. خيرية ابراهيم السقاف

د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة