Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 17/06/2013 Issue 14872 14872 الأثنين 08 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

للشمعة حضور رومانسي ورمزية في وجدان الشعوب على اختلاف أعراقها وثقافاتها، تحترق لتنشر النور حولها بكل هدوء، واهبة الأمل أيضا بغد مشرق. للصورة تأثير عميق وسريع إذا أحسن التقاطها وإخراجها، وجمعت بين الجمال وعمق المعنى وقوة التعبير. مؤثرة أيما تأثير صورة لبعض طلاب وطالبات غزة وهم يقرأون كتبهم الدراسية استعدادا

للاختبارات النهائية على أضواء الشموع، والتي نشرتها الزميلة (الشرق الأوسط) ضمن تقرير لها من غزة. لم تكن الصور بحاجة الى أي تفاصيل لأنها كما قلت دلالاتها ومعانيها تغني عن التعليق أو التفاصيل، لولا أن المشاعر تفرض الكلام جبرا.

هذه حقيقة ما يروم كل متعقل أن يراه من الصور، لأن الصور الغرائزية ثابتها ومتحركها هي السائدة مع شديد الأسف، تتدفق في كل مكان وعبر وسائط الاتصال والتواصل كل ثانية في احتلال متعسف لعقول وتفكيرالنشء قبل الشباب، في عصر تطغى فيه ثقافة الصورة التي هي وسيلة محايدة بليغة وغاية في الدلالة والمعنى والجمال كما في صورة طالب غزاوي يقرأ على ضوء شمعة، أو تافهة غرائزية معطلة للتفكير ومخدرة للهمة، حسب عقلية من التقطها وأخرجها. والغريب بل المستهجن شيوع صور الموت أو القتل المتحركة والثابتة، بدعوى العظة والعبرة حينا، ولمجرد الاثارة ومشاهدة غير المألوف أحيانا أخرى، حتى أنك تسمع لأحدهم يذكر عجزه عن النوم كالمعتاد لتأثير مقطع شنيع أو صورة فظيعة ومقززة شاهدها، فأي عبث بالذوق والحس هذا، لدرجة أصابت البعض بالتبلد لاعتياد مشاهدة هكذا لقطات أو صور. أعود لأهل الكفاح الذين عجز المحتلون عن سلب إرادتهم واحتلال عقولهم، أهل فلسطين المحتلة وغزة خصوصا، والذين لا يبرحون أرضهم كما لا يبرحون يرسلون للعالم رسائل رمزية لعل من أبلغها هذه الرسالة. وبما أن الحديث عن الصورة وتأثيرها وأهميتها، تقدم وكالات الأنباء العالمية الكبرى جوائز سنوية لأجمل أو أبلغ صورة، وهنا تحضرني صورة فاز بها صحافي غربي التقطها لطفلة في السابعة أو الثامنة تجلس وأمامها بعض الحلوى والألعاب لتبيعها على الرصيف، بينما تحتضن كراستها وهي تؤدي فرضها المدرسي، في صورة بليغة معبرة عن البراءة والكفاح والطموح وكل ماتوحي لك به تلك الصورة لو شاهدتها.

وبما أن الشبكة العنكبوتية سخاؤها لا تحده حدود، فإني أتمنى على من تكرم علي بقراءة هذه السطور أن يبحث عن صورة تلك الطفلة الشهيرة التي استحق عليها ذلك الصحافي جائزة وكالة الأنباء العالمية (اظنها رويترز)، ليتمعن فيها ويقرأ بين السطور.

كما ويبحث عن صور أهالي غزة وطلبتها، فتلك الصور لعمري غاية في البهاء والجمال، بهاء الارادة وجمال الروح المتوثبة، كما وجمال الشموع تضيء تلك الوجوه التي عشقت الحياة فبادلتها الحياة حبا بحب.

ابحثوا عن تلك الصور وتمعنوا فيها.. ولكم مني فائق الاحترام.

omar800@hotmail.com
تويتر @romanticmind1

وقفة
لكم الله يا أهل الشموع
عمر إبراهيم الرشيد

عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة