يحاول الاستاند أب الكوميدي (إبراهيم ميسيسبي) تكريس المفهوم (أعلاه) عبر الابتسامة والإفيه التي يرتجلها دوماً في جميع المناسبات التي يحضرها ويشارك فيها!

طبعاً سطوع نجم هذا (الكوميديان الأسمر) جاء نتيجة تحدثه ومناقشته المستمرة عن مشكلة ومعاناة (الخوال) في المجتمعات الخليجية، وللإيضاح (لفظة الخوال) متفق عليها في المجتمع الخليجي للتعبير بحب وتقدير عن (أهلنا وإخواننا من أصحاب البشرة السمراء)، وهي مقبولة لديهم ومرحب بها، لما تحمله من معان (سامية وحميمة) بعيداً عن الألفاظ الخادشة والعنصرية المقيتة وقد نشرها بشكل أوسع الفنان الكويتي (طارق العلي) باستخدامه لها على المسرح كثيراً!

قبل نحو أسبوعين حضرت مناسبة في الرياض، حاول فيها (ميسيسبي) إقناع الحضور وبشكل ساخر جداً، أن الرجال من (كوكب عطارد) بسبب خلطهم للمواعيد والأوقات أثناء الحديث فيما بينهم، وأن النساء من (كوكب المريخ) لأن معايير المدح والترحيب لديهنّ مختلفة على طريقة: (وينك يا قليلة الأدب.. كش عليك..إلخ من السب والشتم)، بينما العكس صحيح في حال التقليل من قيمة أخرى وذمها على طريقة (أسمعي يا حبيبتي.. أفهميني يا محترمة.. إلخ من ألفاظ التقدير والاحترام)، بينما (الخوال) وحدهم يعيشون في الأرض باتزان متصالحين مع أنفسهم؟!

بالمناسبة اليوم وغداً نحن في الرياض ومع ارتفاع درجة الحرارة التي جعلتنا جميعاً (خوال)، موعودون ببرامج ترفيهية كوميدية من نوع (الاستاند أب كوميدي) لنجوم هذا الفن!

وبالطبع الترفيه والتسلية مع النقد البناء والتمثيل الكلاسيكي الذي يعتمد على التفاعل المباشر بين الفنان والجمهور أمر جميل ولفتة (سياحية موفقة) من أمانة الرياض!

ولكن أرجو أن تتنبه الأمانة إلى اشتراط عدم تكرار نفس (الإفيهات) والمواضيع التي خرج بها مشاهير هذا الفن سابقاً، وهو الخطأ الذي يقع فيه دوماً (المنظمون والفنانون)!

نحن نريد لهذا النوع من (الفن الراقي) التطور أكثر وطرح مواضيع مفيدة ومناقشة ونقد ما يوصل الرسالة بشكل (جميل ومحبب)!

الحقيقة أننا جميعاً نحترف (الاستاند أب كوميدي) دون أن نعلم، انظر لنفسك عند محاولة إيصال فكرتك وإقناع الآخرين بحقوقك، لأنك تسكن مثلهم على هذه الأرض!

وعلى دروب الخير نلتقي.