Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 20/06/2013 Issue 14875 14875 الخميس 11 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

رسالة إلى زهير بن أبي سلمى..
(من وحي معلقته)

رجوع

ألا انعِمْ صباحا يا أبا كعبَ واسلمِ

ودُمْ طيِّبَ الذكرى وغيرَ مُذَمَّمِ

فقد كنتَ أستاذا لشعرٍ وحكمةٍ

وكنتَ لنا في الحرب خيرَ مُعَلِّمِ

قصيدتُك الغرَّاءُ أضحتْ شعارَنا

نُرَدِّدُها في كل حفلٍ وموسمِ

وصفتَ لنا فيها الحروبَ ولم يكنْ

حديثُكَ عنها بالحديثِ المُرَجَّمِ

ولكنْ سَئِمْنا النصحَ والوعظَ مثلما

يملُّ منَ اللّوامِ كلُّ مُتَيَّمِ

***

قُرُونٌ تتالتْ يا زهيرُ ولم نُفِقْ

إلى الآنَ من آثارِ عطرٍ لمَنْشَمِ

فقد بعثوا الحربَ الضروسَ ذميمةً

وسالتْ أراضينا كنهرٍ منَ الدَّمِ

تَبَصَّرْتُ ظَعْنًا غيرَ أنِّيَ لم أجدْ

سِوى راجماتٍ بالسلاحِ المُحَرَّمِ

عَلَوْنَ بأجواءِ السماءِ لقذفنا

وما فرَّقَتْ ما بينَ هادٍ ومسلمِ

ففي كلِّ ميدانٍ بقايا شَظِيَّةٍ

وقنبلةٌ أو قطعةٌ لم تَحَطَّمِ

وصارتْ كُراتُ النار في كل شارعٍ

وفي عَرَصاتِ الدارِ بعدَ التَّهَدُّمِ

ودُمِّرَتِ البلدانُ والدُّورُ كلُّها

فما تُعرَفُ الأحياءُ بعدَ تَوَهَّمِ

***

مقاييسنا في ذا الزمانِ تغيَّرتْ

فما عادَ فِعْلٌ عندنا بمُحرَّمِ

رمَيْنا بأخلاقِ الأصالةِ والتُّقَى

إلى حيثُ ألقتْ رحلَها أمُّ قَشْعَمِ

وأضحتْ لنا أخلاقُ سوءِ دنيئةٌ

وننسِبُها جهلا لعصر التَّقَدُّمِ

نُؤَخِّرُ أهلُ السِّنِّ والعلمِ والنُّهَى

ومنْ يمتلكْ مالا وجاها نُقُدِّمِ

صديقُكَ منْ تعطيهِ مالا ومنحةً

وقد ينقلبْ خصما متى أنتَ تُحْجِمِ

وقد كانَ إكثارُ الكلامِ نقيصةً

فصِرْنا نُباري بعضَنا بالتكلمِ

لسانُ الفتى أضحى هو الكلُّ عندنا

ولم تبقَ أشكالٌ للحمٍ ولا دمِ

وزادَ سفاهُ الشيخِ حتى كأنَّهُ

فتًى عابثٌ أو جاهلٌ لم يُعلَّمِ

وقابَلَنا الأعداءُ بعد تَصَالُحٍ

بتضريسِ أنيابٍ ووطءٍ بمَنْسَمِ

وذُدْنا عنَ اْحواضٍ لنا بسلاحِنا

وما سلمتْ أحواضُنا من تهدُّمِ

***

وَسَمْناكُمُ بالجهلِ أنتمْ وعصرَكُمْ

وليسَ سِوانا في الجَهالةِ يَرْتمي

بذلتمْ لإيقافِ القتالِ جهودَكُمْ

وأموالَكمْ من أجلِ سِلمٍ ومَغْنَمِ

ونَشْري بها نحن الدَّمارَ جهالةً

فكمْ قد بذلْنا من ريالٍ ودرهمِ

فأينَ لنا بالسِّيديْنِ لينقذا

أهاليَنا من بغيِ عادٍ ومجرمِ

وأينَ نُلاقي الحارثَ الشهمَ ذا الحِجَى

وأينَ لنا بابنِ السِِّنانِ المُكرَّمِ

فَقَدْنا - أبا كعبٍ - وجودَكَ بيننا

كما يفقدُ الساري مساراتِ أنجُمِ

فَمِنِّي تَقَبَّلْ باقةَ الوُدِّ والوَفَا

وأنعِمْ مساءً يا أبا كعبَ واغْنَمِ


شعر سعد عبدالله الغريبي - الرياض

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة