Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 21/06/2013 Issue 14876 14876 الجمعة 12 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فنون تشكيلية

هل إبداعنا التشكيلي مرهون بإرضاء الأجنبي؟

رجوع

هل إبداعنا التشكيلي مرهون بإرضاء الأجنبي؟

كتب - عماد آل مكين:

يعرض الآن ولمدة أربعة أشهر في بينالي فينسيا العالمي للفنون، وبرعاية ومباركة من كل من (حافة الجزيرة العربية) ومؤسسة (آمين) و(ابن عسير)، وبتمويل من مبادرة عبد اللطيف جميل الاجتماعية عمل بعنوان (Salad Zone) لفنانة سعودية ناشئة.

العمل يمثل مقطع فيديو قصير لا تصل مدته دقيقة واحدة مكوّن من أربعة مشاهد، تظهر في أحدها صورة فتاتين ترتديان عباءة وبيد كل منهما مسحاة يحطمن بها تلفاز في خرابة قديمة، وفي مشهد آخر فتاة تحمل قدراً كبيرا مقلوباً على رأسها وتضرب عليه بيديها في حركة أقرب ما تكون بهيمية منها إنسانية، حيث تبدأ الفتاة ذات القدر المقلوب بالانخفاض تدريجياً حتى تحتفي داخل القدر، وتستمر في المشاهد التالية تلك الحركات الهستيرية في محيط من الفوضى تظهر في أحدها الفنانة نفسها جالسة بداخل القدر.

استوقفنا كثيراً هذا العمل، خاصة أن القائمين على المعرض قد استخدموا صورة عمل آخر لذات الفنانة كغلاف رئيسي لكل ملصقات المعرض والكتيب مما يشير إلى احتفائهم بموهبة يرونها هم أنها (فذة) قادمة. لكن مساعينا لفهم العمل منيت بالفشل فلم توضع أي بطاقات توضيحية بجوار العمل على خلاف ما جرت عليه العادة، كما أن كتيب المعرض لم يكتب أي تعليق سوى النص التالي: «العمل يقدّم مجموعة قصص متعددة كتلك المتعلقة بالتوتر العائلي وحلم مُراهِقَة بالذهاب إلى اليابان، والرغبة في تحطيم التلفاز في لحظة غضب وأكل سمك». نعم، أكل سمك، هكذا أورد الكتيب. لذا لم نجد أمامنا سوى فتح باب الاجتهاد لتقصّي مكامن القوة في عمل (Salad Zone).

فلو افترضنا جدلاً أن الفنانة بريئة من تهمة تعمد تشويه أحد أشكال الحجاب، وصورة الإسلام، وصورة الثقافة السعودية، بل وصورة المرأة، وسلّمنا أنها مجرد هلوسات تستدعي فيها تجارب وقصص شخصية وتوجه رسالة لشخص أو مجموعة معينة في محيطها الأسري، ونزلنا في تقييمنا للعمل الفني إلى بحث أبسط مستويات مفهومه على الإطلاق وهو أن العمل رسالة يجب أن تصل للمتلقي من أجل إحداث التغيير، فهل نجحت الفنانة في إيصال هذه الرسالة؟ الجواب بالتأكيد لا، لأنه عرض خارج محيطها الذي تمثله. هذا الأمر يجعلنا أمام خيارين فقط تبرر وجوده في معرض عالمي، ألا وهما: إما أنه يعكس أزمة الهوية وعقدة نقص يعيشها كثير من أدعياء الثقافة اليوم تدفعهم لعمل أي شيء من أجل إثارة إعجاب الأجنبي والحصول على فرص مستقبلية للعرض، أو أنه يكشف عدم وعي الفنانة بأهم عناصر الممارسة الفنية وهي الاهتمام بالتخطيط الجيّد لمكان وتوقيت العرض تماماً بقدر الاهتمام بتخطيط فكرة العمل نفسه لضمان إيصال الرسالة وتحقيق الهدف المنشود. نأمل أن نستفيد الفنانة من هذه التجربة ونتطلع بشوق لجديدها القادم.

i.almakeen@gmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة