Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 21/06/2013 Issue 14876 14876 الجمعة 12 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

نص
لن اعتذر...

رجوع

لن اعتذر عن وفائي لريشات النوارس البيضاء التي تحتمل حروفي عندما تحتج على البياض وتطير بجرحي نرجسه إلى الضفة الأخرى من الروح إذا ما كنست أوجاعي في كل صباح.. لأكتبك..

ولا عن الكلمات التي نبتت من بين أصابعي قمرا بالأمس و في الغد نجمه وبعد الغد نيزكا وبعد بعد الغد شمعه تطل من بين السطور لتنزع أشواك قلبي..شوكه شوكه.. بهدوء الساهرين.. وهي تجفف أوراقي من أثار النزف وتبتلع ما بقي من الحروف..وتنطفئ قبل أن يحل الغيم

ولن اعتذر عن ألف زجاجه من الكلمات علقتها على بوابات الريح التي انتشت وأنا أطيل الحديث مع الموج المكسور على ضفتي الأخرى فأنا من منحه فرصة الاحتجاج والاعتراف والاختباء في عيني

انحني لأدخل بيتي وأتكوم في طرف حجرتي وابكي حرفا.. يئن معي..ثم يصمت كلانا في الظلام

لن اعتذر عن اقترابي منه عن كل ما أحببته فيه.. عن صوتي الذي قرأته في صمته.. و غيابي الذي أشعله حضوره ولاعن أماني الذي غاب في ظله.. ولا عن تأجيل نهايات الوجع.. ولا لأني صرت .غيري

هكذا قلت لصديقتي التي انتقدت مواجعي..

إني لن اعتذر.

فقد رضيت بالجرح يجلدني كلما اكتمل سكون السماء بجرح لا شفاء منه يظل محلقا ككل الفراشات تأبي العودة للشرنقه وترضى بالاحتراق..

كما لن يعتذر البحر الطازج عن زرقته والموانئ المتعبة عن مراسيها ولا العقود التي أضاءت صدور الجميلات عن اشتعالها لن اعتذر

هو.. ولا احد غيره

انه من ترجل عن مواسم الغد.. وعن طريقي الطويل بينما كان يحملني في يده اليسرى قدحا مكسورا يرش الدرب بالورد و لا يقرا تجاويف الكلام .

كان منشغلا يرتب مذكراته وأيامه ومواعيد عيادات صغاره و زوجته .

كان منشغلا في زمن أخر لا يقتسمه معي .. وكنت ارتب واصف أحجار قلبي وابني في كل يوم بيتي وردة بيضاء.. ليسكنها

كان متواريا في الظل يحرس كل أفكاره القديمة ويتركني أكونه وأقرؤه واختصره واكتشفني فيه واحكي له قصصا لألف ليله وليله وأقلم كل الأسئلة ليكون الوقت الموج جاهزا لكل الإجابات

لأظل أخربش و ارسم وجهين بلا ملامح على كراستي وانتظر وكأنني أهذي مع نصف كاسي الفارغ وانكسر أمامه في الزحام.

يصقلني القلق ماسه عنيدة لمعركة مع قصيده زرقاء تعلمتها منه عندما وقف خلفي يوما ليحميني من الغرق.. ولا غرق وهو يرفع روحي غيمه غيمه فانسدل مع المساء واختبئ في كتفه.. في عروة قلبه وردة حمراء فرت من النصل إلى النصل.

انه من صنع معي كؤوس الذكريات فشربتها وحدي وهو يرمق لهفتي وأنا أعيد ترتيب ياقات الشغف..وارعي ما بقي من قطيع أمنياتي..

على الرغم من ذلك لن اعتذر.. نيابة عن قلبي المبلل ولا عن غصات صدري وهي ترقد في أوان البوح ولا نيابه عنك يا سيدي الوجع.

- نادية الفواز

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة