Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 22/06/2013 Issue 14877 14877 السبت 13 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لن أقف طويلا عند حادثة الشيخ السعودي حين ألقى خطبة الجمعة في أحد مساجد مصر، وندب أهلها إلى الجهاد، وهيج أهلها وعزف على أوتار عاطفتهم الدينية، وطالبهم فوراً بالتوجه لسوريا للانضمام إلى كتائب إخوانهم في قتالهم ضد نظام بشار وأعوانه ثم ركب أول طائرة متوجهة إلى عاصمة الضباب وعلى مقاعد الدرجة الأولى الوثيرة ليلحق على ما تبقى من أيام الإجازة ويستمتع بالبراد وسعة الصدر وإذ ما كان هناك متسع من الوقت فما المانع من إلقاء محاضرات لسد ذرائع الملاقيف والحساد بزعمه من أمثال كاتب هذا المقال ومن يسير على نهجه من اللبراليين وأعداء الدين الذين يجب أن ينقدوا أي شيء ويسنوا أقلامهم على كل شيء دون أن يقتربوا من نقد السلوكيات غير السوية لمشايخ الفلاشات، وهي سلوكيات لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

الشيخ الذي لا يهمني ذكر اسمه حقق كل ما يريد، فرمى الشباب الغض في آتون الحرب ثم غادرهم لحصد فوائد أخرى. كان بإمكان أحد الحاضرين أن يسأله وهل ستكون يا شيخ أو أحد أبنائك في مقدمتنا إلى ميدان الجهاد كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في كل غزوة حين ينادى للجهاد فيكون في مقدمة الصفوف بل إنه يصل قبل الجميع ولا يتخلف عن الخروج إلا منافق أو معذور ترى بماذا سيجيب سماحته؟

هذا الحال نعيشه اليوم مع كثير من هذه النوعيات التي وجدت أقرب وسيلة للوصول إلى قلوب الجميع واكتساب الأتباع توجيه الرسائل والخطب من تحت مظلة الدين الحنيف. لم يجدوا حرجا في امتطاء الدين ولبس عباءته لمعرفتهم بحجم العاطفة الدينية وكمية القداسة التي أحيط بها من يتمظهر بمظاهر الدين كما لو أنه يفعل كما كان عليه سلف الأمة.

قبل أيام غرد في تويتر شيخ غير معروف وأفتى بحرمة السفر إلى دبي بغرض السياحة، والفتوى معروف أنها مقصورة على كبار العلماء بأمر ملكي كريم لم تطبق عقوبة تجاوزه على هذا الشيخ ولا حتى من تجاوزوا قبله. المهم أن الشيخ الجديد والمنطلق لعالم الفلاشات بسرعة الصوت أشعل أجواء تويتر وكافة المواقع الإلكترونية ونال نصيبه من الأضواء، وبعد أن رد عليه بعض العلماء المعروفين وأظهروا خطأ فتواه انسحب وتراجع عن فتواه فاعتذر لأنه يعرف أنه في بلد يحيل أهلها مثل هذه الأمور إلى عالم النسيان، ولا ندري ما هي مشاريع الشيخ القادمة كي يثبت أقدامه ويرسخها مع من سبقوه وما فيه أحد أحسن من أحد.

من جهتي أتمنى أن يفعل أي أمر سوى تحريض الناس لترك أعمالهم وعوائلهم ومصالحهم ليتوجهوا لميادين المعارك الطاحنة في سوريا ويكرروا نفس الصور المأساوية لزينة شباب الوطن حين فقدناهم في أفغانستان والشيشان والعراق تحت دعاوى أثبتت الأيام بطلانها، وفي وقت ضائع تراجع المفتون عن فتاواهم واعترفوا بما ارتكبوه من أخطاء، ولكن متى؟ للأسف بعد فوات الأوان.

ركوب مطية الدين للحصول على أمور دنيوية ظاهرة خطيرة بدأت تستفحل، والواجب على كبار علماء الأمة التصدي لها، وهذا واجبهم الذي سيسألهم الله عنه. وما أقل من تطبيق مضمون الأمر الملكي على المتجاوزين لحدود الفتوى.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
الدين عندما تحول إلى مطية لمشايخ الفلاشات
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة