Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 22/06/2013 Issue 14877 14877 السبت 13 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الحالة السورية تتفاقم ولا يظهر أنّ لها حلولاً سلمية أو تطورات سياسية في الأفق القريب.. وبينما يشتد عنف نظام بشار الأسد على شعبه وعلى مقاتلي الجيش الحر، بتعاون من فصائل حزب الله ومن قيادات إيرانية وبغطاءات سياسية من روسيا،

فإن الحالة الميدانية تستعر وقوات الجيش الحر يزداد لهيبها على النظام وجيش النظام ومساندي النظام من قوات خارجية.. ولم تفرز قمة مجموعة الثماني الى حلول عملية، وقد بقت مواقف الدول العظمى كما هي بل تشبثت روسيا الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد بموقفها الذي يرفض أي تغيير في طبيعة النظام السياسي في سوريا، كما يرفض تغيير الحالة الميدانية للاقتتال على الأرض السورية..

وهناك في الأفق ثلاثة مواعيد وتواريخ مهمة للحالة السورية، أولها اجتماع الدول الإحدى عشرة الداعمة للشعب السوري أو ما نسميه مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تعقد اجتماعها التنسيقي اليوم في الدوحة وتحضره عدد من الدول العظمى وعدد من الدول العربية.. أما ثاني هذه الاجتماعات فهو مؤتمر جنيف? والمتوقع عقده بداية شهر أغسطس، ولكن هذا الموعد لم يحسم بعد لأن كثيراً من القضايا المعقدة لا تزال تقف أمام عقد هذا الاجتماع بما فيها أفق الحل المتوقع للحالة السورية.. أما الموعد الثالث في سلسلة تواريخ محورية في تطور القضية السورية فهو اجتماع أوباما - بوتن في الأسبوع الأول من سبتمبر القادم، وفيما يبدو أن الرئيسين الأمريكي والروسي وضعا هذا التاريخ لمثل هذا الاجتماع في قناعة أن الأمور ستتفاقم خلال الأسابيع القادمة، ويحتاج العملاقان إلى إعادة النظر في تقييم المواقف وربما لجم التدهور السياسي والعسكري الذي يمكن أن ينفلت...

وفيما يخص مؤتمر جنيف ? يبدو أن موقف روسيا ومعها إيران - على الأقل بما توقعناه من مواقف الإدارة الرئاسية السابقة قبل الرئيس الجديد حسن روحاني - لن يتزحزح وسيميلون إلى جانب الميدان، فعندما تكون الكفة إلى جانب جيش بشار فهم سيكونون إلى جانبه مهما كانت توجهات المواقف الدولية، أما إذا تحولت موازين القوى لصالح الجيش الحر، فلربما ستتغير مواقف كل من روسيا وإيران ومعها الصين وبعض الدول الداعمة للنظام السوري..

ومن هنا فإن الدول الداعمة للشعب السوري حتى بدرجات مختلفة من الدعم، تعلم علم اليقين أن التحول الميداني للمعركة على الأرض هو الذي سيحسم الأمور السياسية، وكلما قويت المعارضة أمام الجيش النظامي، انعدمت الثقة في بقاء النظام وتقلّصت مواقف التأييد له.. ولهذا فإن الدول المؤيدة للتغيير السياسي في سوريا تحرص على قلب موازين القوة لصالح المعارضة وجيش التحرير إذا أرادت الاستقرار للمنطقة..

ومن المهم أن تدرك الدول الداعمة للشعب السوري وجيش التحرير، أن هذا الدعم يتعدى كونه لمناصرة الشعب السوري، فهو يتعدى ذلك إلى كونه يخدم مصالح استراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط ككل، فلم يعد هناك إمكانية تلاقي مصالح بين النظام السوري ومصالح الدول العربية الفاعلة في المنطقة، بل من المؤكد أن المجاهرة بالعداء ومحاولة زعزعة استقرار دول المنطقة سيكون هدفاً محورياً للنظام السوري في حالة كتب له البقاء والاستمرار. إن عداء النظام السوري ومعه حزب الله والقوى المؤيدة الأخرى لحكومات وشعوب الدول العربية المؤيدة للشعب السوري، سيكون على أعلى المستويات العدائية، وسيشكل النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد نقطة تحول في إثارة الفتن وتصفية الحسابات على الأنظمة السياسية الأخرى..

وبناءً على هذه المعطيات فهناك حراك سياسي وعسكري واستخباراتي على أعلى المستويات، لترجمة هذا الحراك إلى انتصارات سريعة ونوعية للمعارضة السياسية وللجيش الحر تمهيداً لتعديل معادلة الأرض، كما شهدنا تغيره في الأسابيع الماضية، وتحتاج المعارضة الى عمليات عسكرية واستخباراتية ومواقف سياسية تفرض موقف قوة في جنيف ? وتجعل من المعارضة قوة سياسية وعسكرية تدافع عن حقوق الشعب السوري.. إن المعطيات التي تظهر أمام الرأي العام أو المعطيات الخفية التي تدور تخت الأرض أو في دهاليز السياسة وغرف العمليات العسكرية، ترشح إلى تطورات نوعية وخيارات سياسية وعسكرية صعبة، وهذا ما نتوقع أن تدخله المنطقة في حالة فجائية غير متوقعة خلال هذا الصيف أو ربما الخريف القادم..

alkarni@ksu.edu.sa
- المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

التطورات النوعية القادمة في الحالة السورية
د.علي بن شويل القرني

د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة