Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 22/06/2013 Issue 14877 14877 السبت 13 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

للتو انتهيت من مشاهدة لقاء تلفزيوني مع البليونير الإنسان وارين بافيت، والذي تبرع بمعظم ثروته للأعمال الخيرية، دون النظر لجنس ودين المستفيد، وهو بهذا يتبع خطى البليونير الآخر بيل قيتس، والذي سن هذه السنة الحسنة، وتبعهم في ذلك مئات الأثرياء الغربيين، دون أن يثير هذا غيرة كثير من أثريائنا، والذين يتسابقون على التفاخر بشراء اليخوت، والطائرات الخاصة حول العالم، دون أن يفكر أي منهم في أن يقدم خدمة، ولو قليلة، لمجتمعه، وليت الأمر يقتصر على ذلك، بل إن كثيراً من تجارنا ينافس الفقراء المعدمين على مقعد الجامعة لابنه، وعلى سرير المستشفى له، ولأسرته، وهذا أمر لا يحدث - للأسف الشديد- إلا هنا.

إن انعدام الحس الإنساني لدى كثير من الأثرياء أمر يدعو للعجب، ولكم أن تسألوا مديري الجامعات، والمسؤولين عن الصحة عمن يشغلهم، ويؤرق مضاجعهم طلبا لمقعد جامعي، أو سرير في مستشفى، فالإجابة معروفة سلفا، ولدي قصص كثيرة بهذا الخصوص، وبعضها كنت شاهدا عليها، فهؤلاء يعتقدون أن الدولة يجب أن تخدمهم، كما يؤمنون بأنه لا يفترض منهم أن يقدموا شيئا، ولعلكم تتابعون اعتراضاتهم التي لا تتوقف، كلما صدر قرار تنظيمي يمس جيوبهم، وهم الآن يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على وزارة العمل، وذلك بعد تنظيماتها الجديدة، والكل يعرف من هي الفئة التي تعترض على القرار التاريخي بتنظيم العمالة. هذا، على الرغم من أن هذا القرار يعتبر قرارا وطنيا هاما، فما يهم هؤلاء هو أن يزيدوا أرصدتهم بأي طريقة ممكنة، ويستخدموا كل الخدمات التي تقدمها الدولة بالمجان، وليذهب بعدها الوطن، والمحتاج الحقيقي إلى الجحيم.

ومن الغرائب أن بعض هؤلاء لا يكتفون باستخدام المرافق الحكومية المجانية على حساب المحتاج، بل إنهم أحيانا يستخدمونها للترفيه، فقد أقام أحدهم ذات مرة بأحد المشافي المتخصصة لمدة طويلة، وذلك لإجراء فحوصات طبية روتينية لا تستوجب الإقامة، وعلى الرغم من أن الدولة قد عمدت المستشفيات الخاصة بقبول الحالات الطارئة، وعلاجها على حساب الدولة، إلا أن هناك تململا عندما يحين وقت السداد، ومن المفارقات التي سمعتها أن ثريا عولج في أحد المستشفيات الخاصة بإرادته، وفوجئ العاملون بالمستشفى أن إدارة الشؤون الصحية بالمنطقة المعنية أرسلت تعميدا عاجلا لعلاجه على حساب الدولة!، مع أنه لم يطلب ذلك، ويقول أحد الخبثاء بأن من أصدر التعميد ربما ينوي الدخول في إحدى المساهمات العقارية لذلك الثري، وشر البلية ما يضحك، ولكن المؤكد أننا أمام حالة نادرة من جفاء بعض أثريائنا، ومنافستهم للمحتاج الفقير في ما تقدمه الدولة له، وأقترح بهذا الخصوص إرسالهم في دورة تدريبية على يد « قيتس- بفيت».

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
أثرياء بأرواح فقيرة !
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة